ذكرت صحيفة "يسرائيل هيوم" أن تل أبيب، وفي إطار سعيها لتقليص الأضرار الناجمة عن عودة الولايات المتحدة إلى الاتفاق النووي مع إيران، ستعرض على إدارة الرئيس جو بايدن "معلومات استخبارية حساسة".
وأشارت الصحيفة إلى أن مئير بن شابات، رئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الحكومة الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيتوجه في الأيام القادمة إلى واشنطن ليعرض على مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان معلومات حساسة، مضيفة أن تلك المعلومات لا يمكن الإبلاغ عنها إلا من خلال لقاء مباشر مع المسؤولين الأميركيين.
ونوهت الصحيفة إلى أن الزيارة التي سيقوم بها بن شابات ستكون قصيرة جدا وستستمر عدة ساعات وستتم في مقر السفارة الإسرائيلية في واشنطن.
وعلى الرغم من أن الصحيفة لم تكشف عن طابع هذه المعلومات والقضايا التي تتعلق بها، إلا أنه يرجح أنها تتضمن شواهد على أنشطة إيرانية سرية في المجال النووي.
وأشارت الصحيفة إلى أنه سبق لكل من بن شابات وسوليفان أن عقدا عدة اجتماعات عبر الوسائط الرقمية خلال الأشهر الماضية حول عدد من القضايا، وعلى رأسها الملف الإيراني.
كما كشفت أن رئيس جهاز "الموساد"، يوسي كوهين، سيتوجه أيضاً هذا الأسبوع إلى واشنطن للقاء مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي أي إيه)، وليام بيرنز، وقادة أمنيين أميركيين آخرين، لافتة إلى أن هدف زيارة كل من بن شابات وكوهين يتمثل في تقليص الأضرار الناجمة عن العودة للاتفاق النووي أو حتى إحباط فرص التوصل إليه، إن كان الأمر ممكناً.
وأوردت الصحيفة أن الزيارتين اللتين سيقوم بهما كل من بن شابات وكوهين إلى واشنطن جاءتا في إطار الإستراتيجية التي بلورتها تل أبيب في أعقاب الاجتماع الخاص الذي دعا إليه نتنياهو الخميس الماضي وشارك فيه ممثلو الكثير من المؤسسات الإسرائيلية.
ونقلت عن محفل سياسي إسرائيلي قوله إن التعليمات صدرت لقادة الوفود الإسرائيلية إلى واشنطن بأن يعبروا عن معارضة تل أبيب للعودة إلى الاتفاق النووي وعدم الموافقة على مناقشته مع الأميركيين على اعتبار أنه "خطير لإسرائيل والمنطقة".
وحسب المحفل، فإنه في حال طرأ تحول على موقف إيران، فإنه يمكن لإسرائيل أن تقدم تصورها بشأن سمات ومضامين الاتفاق المستقبلي معها؛ لافتا إلى أن نتنياهو طلب من المسؤولين الذين سيتوجهون إلى واشنطن التأكيد لنظرائهم الأميركيين على أن إسرائيل لن تكون طرفا في الاتفاق مع إيران ولن تكون ملزمة به.
وعلى الرغم من أن المبعوثين الإسرائيليين سيشددون على معارضة العودة للاتفاق مع إيران، فإنهم في المقابل كما تنقل "يسرائيل هيوم"، سيقدمون عدة توصيات للجانب الأميركي، على رأسها عدم السماح برفع العقوبات عن طهران بشكل كلي وشامل، كما تتجه الإدارة إلى فعل ذلك.
وأوضحت الصحيفة أن إسرائيل ستعرض على الأميركيين معادلة تتعلق بمستقبل التعاطي مع العقوبات على إيران، بحيث يتم رفع أي من العقوبات على طهران مقابل تخليها عن أحد تجاوزاتها للاتفاق النووي الذي وقع في 2015.
وسيطالب المسؤولون الإسرائيليون بفرض نظام تفتيش دولي مشدد على المنشآت النووية، بحيث يتم إخضاع كل المنشآت النووية الإيرانية للتفتيش بمعزل عن مكان تواجدها الجغرافي وفي كل وقت.
يذكر أن رئيس هيئة أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، ألغى زيارة كان يفترض أن يقوم بها أمس الأحد إلى واشنطن بهدف التأثير على توجهات الإدارة الأميركية بشأن العودة للاتفاق النووي، بسبب التصعيد الأمني مع غزة وأحداث القدس المحتلة.