ذكرت صحيفة "يديعوت أحرونوت" العبرية، اليوم الخميس، أن إسرائيل تخطط لتعزيز قدراتها العسكرية استعداداً لضرب المنشآت النووية الإيرانية في ظل تقديرها بأن مفاوضات فيينا النووية التي استأنفت هذا الأسبوع، ستنتهي إلى فشل.
وفي تقرير نشرته في عددها الصادر اليوم الخميس، لفتت الصحيفة إلى أن إسرائيل تستعد لكي تواجه المشروع النووي الإيراني لوحدها في أعقاب فشل مفاوضات فيينا المرتقب.
وادعى المراسل العسكري للصحيفة، معد التقرير، يوسي يهوشوع، أنه عند المقارنة بين التسليم بأن تحصل إيران على قنبلة نووية وبين شن هجوم يحول دون تمكنها من ذلك، فإن إسرائيل أقرب للخيار الثاني؛ على الرغم من وجود مظاهر قصور عسكري ومعيقات دبلوماسية تعترض تبني هذا الخيار في النهاية.
ولفت إلى أن إسرائيل سرعت، أخيراً، من وتيرة تزودها بالسلاح والعتاد الذي يمكنها من مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية؛ مشيراً إلى أن اللجنة الوزارية المسؤولة عن المشتريات العسكرية اجتمعت الأحد الماضي برئاسة وزير الأمن بني غانتس وقررت شراء 12 مروحية من طراز "يسعور" المحدث وقنابل ذكية لسلاح الجو وقذائف لمنظومة الدفاع الجوي "القبة الحديدية"؛ فضلاً عن تنفيذ عدد كبير من المناورات العسكرية للتدريب على القتال في كل الساحات.
وحسب الصحيفة، فإنه بالاستناد إلى وثيقة رسمية تم تصنيفها على أنها "سرية جداً" خصصت إسرائيل 5 مليارات شيكل (1.6 مليار دولار) لتمويل المتطلبات اللازمة لتحسين استعداداتها لمهاجمة المنشآت النووية الإيرانية.
وأوضحت الصحيفة أن جيش الاحتلال توصل إلى صفقتين، لشراء سلاح وعتاد من شركات إسرائيلية متخصصة في الصناعات العسكرية ومن الولايات المتحدة.
واستهجنت الصحيفة حقيقة أن إسرائيل لم تسارع إلى الاستعداد لشن عمل عسكري على إيران تحديداً في العام 2018 عندما انسحبت إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب من الاتفاق النووي الذي وقع في العام 2015.
وتساءلت الصحيفة عن الموقف الأميركي في حال إقدام إسرائيل على مهاجمة المنشآت النووية الإيرانية، متسائلة: "هل الأميركيون سيشاركون معنا في الهجوم نفسه، وإن كانت الإجابة بالنفي: هل سيدافعون عنا عبر تقديم مساعدات عسكرية خلال الحرب وبعدها".
وأضافت الصحيفة أن التقديرات السائدة في إسرائيل تستبعد أن تشارك الولايات المتحدة في الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية إلى جانب إسرائيل، في حين يسود تفاؤل في تل أبيب بأن واشنطن ستقدم المساعدات العسكرية خلال وبعد الحرب.
وأبرزت الصحيفة أهمية موقف "حزب الله" خلال الحرب مع إيران، متسائلة ما إذا كان الحزب سيشارك في الحرب وبأي مستوى؛ حيث تبين أن هناك تقديرات متفاوتة في تل أبيب بشأن هذه المسألة. فبعض الأوساط في إسرائيل ترى أن الحزب سيشارك وبكل قوة، على اعتبار أن الإيرانيين استثمروا مقدرات كبيرة في تطوير إمكانيات حزب الله العسكرية من أجل الاعتماد عليه في مثل هذا السيناريو؛ حيث تبلغ قيمة المساعدات الإيرانية له مليار دولار في العام.
وفي المقابل، فإن الصحيفة تشير إلى أن بعض الأوساط الإسرائيلية ترى أن الأوضاع الداخلية في لبنان تؤثر على توجهات زعيم "حزب الله"، حسن نصر الله، وأنه لن يغامر بالمشاركة في الحرب؛ لا سيما أن لبنان يمكن أن يتعرض لضربة قوية رداً على الأضرار الكبيرة التي ستلحق بإسرائيل جراء إطلاقه الصواريخ عليها.
واستدركت الصحيفة أن التقديرات التي تفيد بأن "حزب الله" سيشارك في الحرب أكثر رواجاً لدى دوائر التقدير الاستراتيجي في تل أبيب.
وشددت الصحيفة على أن المؤسسة العسكرية الإسرائيلية تواجه أزمة خيارات في كل ما يتعلق بإطلاع الجمهور على طابع الأضرار التي ستتعرض لها الجبهة الداخلية جراء المواجهة مع إيران؛ وحزب الله؛ حيث تفيد التقديرات بأن 2500 صاروخ ستسقط على إسرائيل يومياً إلى جانب أنها ستسفر عن تدمير 100 موقع أو مؤسسة؛ مع كل ما ينطوي عليه الأمر من زيادة مستوى الضغط والقلق لدى الجمهور.
ولفتت الصحيفة إلى أن جيش الاحتلال يجري في الآونة الأخيرة عدداً كبيراً من المناورات العسكرية، استعداداً لمواجهة تبعات تفجر حروب على الساحات المختلفة.
يشار إلى أن صحيفة "معاريف" نقلت عن رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق إيهود أولمرت قوله، إن التهديدات الإسرائيلية باستهداف المنشآت النووية الإيرانية تهدف إلى "إخافة" الولايات المتحدة ولا تمثل تهديداً جدياً لإيران.