مثّل الانسحاب الأميركي من أفغانستان، وسيطرة حركة "طالبان" عليها، ضربة اقتصادية لإسرائيل. فقد ذكرت صحيفة "كالكيلست" الاقتصادية، أن الصناعات العسكرية الإسرائيلية باعت للقوات الأميركية والأجنبية العاملة في أفغانستان طائرات من دون طيار وصواريخ مضادة للدروع، وتجهيزات لتأمين العربات المصفحة وغيرها من العتاد بأكثر من مليار دولار.
وذكرت الصحيفة أنّ ألمانيا اشترت في مارس/آذار الماضي طائرات من دون طيار من طراز "هارون 1"، التي تنتجها الصناعات الجوية الإسرائيلية، وأرسلتها إلى قواتها العاملة في أفغانستان. ولفتت الصحيفة إلى أنّ طائرة شحن تابعة لسلاح الجو الألماني حطّت في مطار "بن غوريون" في ذلك الوقت، حيث حُمِّلَت بطائرتين من طراز "هارون 1"، وبعد ذلك غادرت إلى مطار "مزار شريف" الأفغاني الدولي.
وبحسب الصحيفة، فإن اثنتين من الطائرات المسيّرة من طراز "هارون 1" التي اشترتها القوات الألمانية في أفغانستان، تحطمتا خلال أداء مهامها هناك بسبب عطل في المحرك. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الجيش الألماني استخدم هذه الطائرات في جمع المعلومات الاستخبارية وتنفيذ عمليات الرصد بهدف تأمين القوافل العسكرية داخل أفغانستان.
ولفتت الصحيفة إلى أنه نظراً لأن إسرائيل ترى في أفغانستان "دولة معادية"، فإن صناعاتها العسكرية والجوية أعدّت فرقاً أجنبية بهدف الإشراف على عمليات تشغيل المعدات العسكرية، وتحديداً الطائرات المسيَّرة، حيث اقتصر دور الطواقم الإسرائيلية على تقديم الإرشاد عن بعد.
ووفق الصحيفة، فإن بريطانيا اشترت منذ عام 2007 صواريخ من طراز "سبايك"، التي تنتجها شركة "رفائيل" الإسرائيلية، حيث استخدمتها في قصف مواقع "طالبان"، مشيرة إلى أنّ الجيش الأميركي لم يحرص على إخفاء استعانته بالسلاح والطائرات الإسرائيلية في أثناء أداء مهامه العسكرية في أفغانستان، وذلك بخلاف ما قام به خلال وجوده في العراق، حيث حرص على التكتم على مسألة استعانته بالسلاح الإسرائيلي حتى لا يتم تقديم الدور الأميركي في العراق على أنه يخدم بالأساس مصالح تل أبيب.