إسرائيل في حيرة بين توجيه ضربة رابعة للحوثيين أو استهداف إيران

25 ديسمبر 2024
من موقع سقوط صاروخ أطلقه الحوثيون على تل أبيب، 19 ديسمبر 2024 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- تصاعد التوتر بين إسرائيل والحوثيين مع استمرار الهجمات الصاروخية والطائرات المُسيّرة من اليمن، مما يدفع إسرائيل لدراسة توجيه ضربة رابعة للحوثيين أو إيران، خاصة بعد إطلاق الحوثيين ثلاثة صواريخ باليستية بشكل مستقل.

- تعمل إسرائيل على تحسين نظام الاعتراض "حيتس" بعد اعتراض صاروخ من اليمن وإصابة تسعة إسرائيليين، مع قرار إطلاق صاروخي اعتراض عند الشك في فشل الاعتراض، رغم التكلفة العالية للصواريخ الاعتراضية.

- أعلنت جماعة الحوثيين عن إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات المركزية والموساد، واعتقال جواسيس متهمين برصد مواقع عسكرية وقيادات حوثية، مؤكدة على تأمين الجبهة الداخلية.

رئيس الموساد يؤيد ضرب إيران بينما يعارضه الجيش

جيش الاحتلال يدرس شن هجوم رابع على اليمن

الاحتلال يجري تغييرات على منظومة الاعتراض "حيتس"

باتت المُسيّرات والصواريخ التي تطلقها جماعة الحوثيين من اليمن باتجاه الأراضي الفلسطينية المحتلة، آخرها صاروخ أطلقته اليوم الأربعاء، تشكّل مصدر إزعاج رئيسي لإسرائيل، بعد اتفاق وقف إطلاق النار على جبهة لبنان، والضربات التي وجهها الاحتلال لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة ومنظومتها الصاروخية. وتدرس دولة الاحتلال، وفق وسائل إعلام عبرية، توجيه ضربة رابعة للحوثيين في اليمن، فيما أفادت أخرى بأن إسرائيل حائرة بين استهداف الجماعة أم إيران.

وأعلن جيش الاحتلال، الأربعاء، "اعتراض صاروخ أطلق من اليمن قبل أن يخترق المجال الجوي الاسرائيلي وتفعيل الإنذارات في وسط إسرائيل خشية سقوط شظايا عملية الاعتراض". وأصيب تسعة إسرائيليين على الأقل خلال توجههم إلى الملاجئ، وفقاً للإسعاف الإسرائيلي.
 
وأفادت قناة "كان 11" العبرية، مساء أمس الثلاثاء، بأن جيش الاحتلال يدرس شن هجوم آخر، هو الرابع من نوعه، على الحوثيين في اليمن. ومنذ الهجوم السابق، يعمل سلاح الجو وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، وقسم العمليات على وضع خطط أكثر عدوانية، وعلى زيادة "بنك الأهداف" في جميع أنحاء اليمن.

ونقلت القناة عن مسؤول إسرائيلي كبير لم تسمّه قوله إن "الحوثيين قرروا زيادة هجماتهم ضد إسرائيل بشكل كبير، وأطلقوا ثلاثة صواريخ باليستية منذ نهاية الأسبوع (قبل صاروخ اليوم)، بشكل مستقل وليس بتوجيه من إيران". لذلك، حسب قوله، "يجب الاستمرار في مهاجمتهم هناك".

من جانبها، أفادت صحيفة "يديعوت أحرونوت"، الأربعاء، "بصدق" التوقّعات الإسرائيلية في أن "الهجوم الثالث لسلاح الجو في اليمن زاد شهية الحوثيين لمواصلة إطلاق الصواريخ". وقالت الصحيفة إن الجماعة أضافت "مسار اختراق جديداً" في مجال الطائرات المُسيّرة غير الذي كانوا يعتمدونه سابقاً، ويمر المسار الجديد "عبر البحر الأبيض المتوسط ومن هناك إلى خط الساحل، في مسار يعبر سيناء إلى قطاع غزة ومن هناك إلى النقب الغربي".

وبناءً على ذلك، يجري سلاح الجو الإسرائيلي والصناعات الجوية تغييرات على نظام الاعتراض "حيتس"، بعد استخلاص العبر من عمليتي الاعتراض الفاشلتين في الأسبوع الماضي. وكان الدرس الرئيسي هو إطلاق صاروخي اعتراض نحو الهدف عند الشك في احتمال فشل اعتراضه.

وبحسب الصحيفة، يُعتبر "مثل هذا القرار دراماتيكياً من حيث التكاليف وكميات الصواريخ الاعتراضية التي يجب الاحتفاظ بها، على سبيل المثال، لحرب واسعة ضد إيران". وتبلغ كلفة صاروخ اعتراضي جديد حوالي أربعة ملايين دولار، إضافة إلى أن مدة تصنيع هذه الصواريخ طويلة نسبياً.

وذكرت "يديعوت أحرونوت" أن إسرائيل لا تزال مترددة بشأن ما إذا كانت ستهاجم إيران، كما يقترح رئيس "الموساد" ديفيد برنيع، أو اليمن كما يعتقد الجيش. وقدّم برنيع اقتراحه أمام المجلس الوزاري للشؤون الأمنية (الكابنيت)، أخيراً، بادعاء أن ضرب ايران يمكن أن يردع الحوثيين ويؤدي إلى ممارسة ضغط من طهران على وكلائها في اليمن.

من ناحية أخرى، نقلت الصحيفة عن مسؤول كبير في جيش الاحتلال، لم تسمّه، قوله إن تأثير الإيرانيين على الحوثيين ليس كالتأثير على حزب الله في لبنان، وإنهم أشبه بـ"طفل مستقل ومشاغب"، على حد وصفه، لذلك، يعتقد المسؤول أن مثل هذا الهجوم لن يحقق هدف ردع الحوثيين، كما سيفتح من جديد جبهة مباشرة أمام إيران. بالمقابل، يعتقد برنيع أن الإيرانيين مرتدعون من إسرائيل بعد الهجوم الأخير، وخاصة قبل دخول الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب إلى البيت الأبيض.

الحوثيون يعلنون إحباط أنشطة استخباراتية

من جهة أخرى، أعلنت جماعة الحوثيين أن أجهزتها الأمنية نجحت في إحباط أنشطة استخباراتية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية (سي أي إيه) وجهاز المخابرات الإسرائيلية "الموساد". وذكرت قناة "المسيرة" التابعة للحوثيين أن "الأجهزة الأمنية نجحت في القبض خلال الأيام الماضية على عدد من الجواسيس الذين تم استقطابهم وتجنيدهم عبر المطلوب للعدالة الجاسوس حميد حسين فايد مجلي"، على حد قولها.

وقالت الأجهزة الأمنية التابعة للحوثيين في بيان لها إن "العدو أسند للجواسيس أنشطة استخباراتية منها رصد وتحديد مواقع القوة الصاروخية والطيران المسيّر والبحرية ومواقع عسكرية أخرى، ورصد وتحديد أماكن القيادات العسكرية والسياسية والأمنية والشخصيات الاجتماعية المناهضة للأعداء، ورصد وجمع معلومات عن خبراء ومعامل ومنصات وعربات إطلاق الصواريخ والطيران المسيّر، ورصد أماكن ومواقع القوات البحرية والمعسكرات ومخازن الأسلحة التابعة للقوات المسلحة".

وأشار البيان إلى "محاولة الجواسيس رصد وجمع معلومات عن أماكن وجود زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي، مضيفاً أنه "طُلب من الجواسيس رفع إحداثيات للجاسوس مجلي ليرفعها بدوره لجهاز الموساد بغرض استهدافها، كما طُلب منهم محاولة اختراق وتجنيد وزرع عملاء وجواسيس في صفوف المقاتلين الحوثيين. وادعى بيان الحوثيين أن "الجاسوس حميد مجلي جندته الاستخبارات السعودية في عام 2008 وربطته بأجهزة مخابرات أميركية وصهيونية، وأن المخابرات الأميركية والصهيونية أوكلت للجاسوس مجلي مع بدء معركة طوفان الأقصى القيام بعمليات استقطاب وتجنيد جواسيس". واتهم بيان الأجهزة الأمنية "مخابرات الأعداء بأنها تريد من خلال الأنشطة التجسسية إعاقة موقف الشعب اليمني المساند لغزة باستهداف قواته العسكرية وقياداته". وأكد أنها لن تألو جهدا في القيام بمسؤوليتها في تأمين الجبهة الداخلية، وتحصينها من محاولات اختراق العدو الأميركي والإسرائيلي"، محذرة من "خطورة العمل لمصلحة أجهزة المخابرات الأميركية والإسرائيلية والتي تصل عقوبة ذلك إلى حد الإعدام"، على حد قولها.

وطالب بيان الحوثيين كل من تورطوا وتعاملوا مع استخبارات العدو بالمبادرة بتسليم أنفسهم إلى أجهزة العدالة، داعيا إلى الإبلاغ عن أي تحركات أو أنشطة مشبوهة، ومشيرا إلى أن "الأجهزة الأمنية ستكشف وترفع السرية عن بعض المعلومات والتفاصيل للرأي العام حين استكمال إجراءاتها". ويأتي إعلان جماعة الحوثيين بعد يومين من تصريحات وزير الأمن الإسرائيلي يسرائيل كاتس التي توعد فيها بتوجيه ضربات قاسية للحوثيين، حيث قال: "سنتعامل مع قادة الحوثيين في صنعاء وفي كل مكان باليمن"، مضيفا: "سنفعل بصنعاء والحديدة كما فعلنا بغزة ولبنان وطهران" و"سنلحق الضرر بالبنى التحتية الاستراتيجية التابعة للحوثيين، وسنستهدف البنى التحتية للحوثيين ونقطع رؤوس قادتهم".

المساهمون