أشاد البيت الأبيض، السبت، بما اعتبر أنه "نصر استثنائي" لأوكرانيا بعد استعادة قواتها مدينة خيرسون إثر الانسحاب الجيش الروسي منها.
وقال مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، للصحافيين، "يبدو أنّ الأوكرانيين حققوا لتوهم انتصاراً استثنائياً: العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها روسيا في هذه الحرب، عادت الآن تحت العلم الأوكراني وهذا أمر رائع جداً".
وأمس الجمعة، أعلنت وزارة الدفاع الروسية استكمال انسحاب قواتها من الضفة الغربية لنهر دنيبرو الذي يقسم مقاطعة خيرسون الأوكرانية، ما يمثل "نكسة أخرى مهينة لموسكو" في حربها ضد أوكرانيا، وفق إعلام أميركي.
واعتبر سوليفان أن انسحاب القوات الروسية ستكون له "تداعيات استراتيجية أوسع"، بما في ذلك التخفيف من حدة التهديد الذي تشكله روسيا على المدى الطويل على مدن أخرى في جنوب أوكرانيا، مثل أوديسا.
وأضاف "هذه لحظة عظيمة وهي نتيجة مثابرة ومهارة مذهلتين لدى الأوكرانيين، بدعم موحد ومتواصل من الولايات المتحدة وحلفائنا".
بريطانيا: الانسحاب إهانة لروسيا
من جهتها، وصفت بريطانيا انسحاب روسيا من العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولت عليها في أوكرانيا، منذ بدء غزوها في فبراير/ شباط، بأنه إهانة أخرى لجيشها، لكنها قالت إن موسكو لا تزال تشكل تهديداً.
وقال وزير الدفاع البريطاني بن والاس، في بيان، اليوم السبت "الانسحاب الذي أعلنته روسيا من خيرسون يمثل فشلاً استراتيجياً آخر لها". وأضاف والاس "في فبراير/ شباط، فشلت روسيا في الاستيلاء على أي من أهدافها الرئيسية باستثناء خيرسون. الآن مع هذا الاستسلام أيضاً، فإن الناس العاديين في روسيا بالتأكيد يتساءلون لماذا كان كل هذا؟".
Defence Secretary @BWallaceMP response to the Russian withdrawal from Kherson. pic.twitter.com/8MuhNT1xTD
— Ministry of Defence 🇬🇧 (@DefenceHQ) November 12, 2022
ويمثل انسحاب روسيا، أمس الجمعة، ثالث تراجع رئيسي لها في الحرب والأول من حيث التخلي عن مدينة كبيرة مثل هذه.
وقال والاس إنّ الجيش الروسي مني بخسائر فادحة في الأرواح مقابل العزلة الدولية والإذلال، مضيفاً أنّ أوكرانيا ستواصل ضغطها بدعم من بريطانيا والمجتمع الدولي.
أوكرانيا: الغرب يتجه نحو انتصار مشترك"
بعد إعلانها استعادة مدينة خيرسون التي انسحب منها الروس رأت أوكرانيا أنها تسير نحو تحقيق "انتصار مشترك" للغرب.
وأكد وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا، السبت، خلال لقائه وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن في كمبوديا "قلة من الناس آمنوا بأنّ أوكرانيا ستنجو... فقط بعملنا معاً يمكننا أن ننتصر ونخرج روسيا من أوكرانيا... سيكون انتصارنا المشترك انتصاراً لكل الدول المحبة للسلام في كل أنحاء العالم".
وأشاد بلينكن "بالشجاعة الرائعة" للجيش والشعب الأوكرانيين، ووعد بأنّ الدعم الأميركي "سيستمر طالما لزم الأمر" لإنزال الهزيمة بروسيا.
Appreciated the chance to see @DmytroKuleba in Phnom Penh. We discussed the United States’ unwavering support to Ukraine as well as the global implications of Moscow’s continued brutality. #StandWithUkraine pic.twitter.com/Y8uSnAvCIs
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) November 12, 2022
وقال كوليبا في وقت سابق إنّ أوكرانيا "تكسب معارك لكن الحرب مستمرة". وأضاف خلال لقاء مع رئيس الوزراء الأسترالي أنتوني ألبانيز، على هامش قمة رابطة جنوب شرق آسيا (آسيان) "طالما أنّ الحرب مستمرة ونرى روسيا تحشد المزيد من المجندين وتجلب المزيد من الأسلحة إلى أوكرانيا سنواصل بالتأكيد التعويل على دعمكم المستمر".
وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في كلمته اليومية، مساء الجمعة، إنه "يوم تاريخي. نحن نستعيد جنوب البلاد ونستعيد خيرسون". وأضاف أنّ "القوات الخاصة موجودة في المدينة"، موضحاً أنّ مهمتها الأولى ستكون إزالة العديد من الألغام التي خلفها الجيش الروسي منذ احتلاله المدينة في منتصف مارس/ آذار.
ونشر زيلينسكي تسجيل فيديو على تطبيق تليغرام قال إنه جاء من خيرسون ويظهر فيه جنود أوكرانيون يؤكدون أنهم من "اللواء 28" وسط حشد يهتف ليلاً للجيش الأوكراني.
ليلة احتفال مبهجة بعد استعادة السيطرة على خيرسون
ونفذ الجيش الأوكراني "إجراءات لتحقيق الاستقرار" بالقرب من مدينة خيرسون الواقعة جنوب البلاد، اليوم السبت، بعد انتهاء احتلال القوات الروسية الذي دام ثمانية أشهر، فيما لا يزال حوالي 70% من منطقة خيرسون تحت السيطرة الروسية.
واستيقظ المواطنون في جميع أنحاء أوكرانيا من ليلة احتفال مبهجة بعد أن أعلن الكرملين انسحاب قواته إلى الجانب الآخر من نهر دنيبر من خيرسون، العاصمة الإقليمية الوحيدة التي استولى عليها الجيش الروسي خلال الغزو المستمر.
وفي تحديث اعتيادي على وسائل التواصل الاجتماعي، اليوم السبت، قالت هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الأوكرانية إن الروس قاموا بتحصين خطوط القتال على الضفة الشرقية للنهر بعد أن غادروا العاصمة.
ولفت المسؤولون الأوكرانيون بداية من الرئيس فولوديمير زيلينسكي إلى من هم أقل منه في المنصب الانتباه إلى أنه بينما وصلت الوحدات العسكرية الخاصة إلى مدينة خيرسون، لا يزال الانتشار الكامل لتعزيز القوات المتقدمة جارياً.
وأمس الجمعة، قال الاستخبارات الأوكرانية إنها تعتقد أن بعض الجنود الروس بقوا في الخلف وتخلوا عن زيهم العسكري بارتداء ملابس مدنية لتجنب اكتشافهم.
وأظهرت صور انتشرت على مواقع التواصل الاجتماعي اليوم السبت نشطاء أوكرانيين يزيلون اللوحات التذكارية التي أقامتها سلطات الاحتلال التي نصبها الكرملين لإدارة منطقة خيرسون.
وأظهر منشور على تليغرام لقناة "الشريط الأصفر"، وهي حركة وصفت نفسها بأنها "مقاومة شعبية" أوكرانية، شخصين في حديقة ينزلان لوحات تصور ما يبدو أنها شخصيات عسكرية من الحقبة السوفييتية.
ونقلت وكالة أنباء تاس الروسية الرسمية عن مسؤول في الإدارة التي عينها الكرملين في خيرسون قوله، اليوم السبت، إنّ هينشيسك، وهي مدينة تقع على بحر آزوف على بعد 200 كيلومتر جنوب شرق مدينة خيرسون، ستكون بمثابة "العاصمة المؤقتة" للمنطقة بعد الانسحاب عبر نهر دنيبر.
وسخرت وسائل الإعلام الأوكرانية من هذا الإعلان، حيث قالت صحيفة أوكراينسكايا برافدا اليومية، إنّ روسيا "أقامت عاصمة جديدة" للمنطقة.
وأظهرت التقييمات الأميركية هذا الأسبوع أن الحرب الروسية في أوكرانيا ربما تسببت بالفعل في مقتل أو إصابة عشرات الآلاف من المدنيين ومئات الآلاف من الجنود.
وعلى الرغم من التقدم الذي تم في خيرسون، تواصل أجزاء أخرى من أوكرانيا مواجهة خسائر مدنية ونقص في الطاقة وتداعيات أخرى للهجمات العسكرية الروسية، بينما ضم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين بشكل غير قانوني مناطق خيرسون ودونيتسك ولوغانسك وزابوريجيا الأوكرانية.
(فرانس برس، أسوشييتد برس، العربي الجديد)