أصيب 19 فلسطينياً بالاختناق جراء قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي، بعد ظهر اليوم، مسيرة سلمية حاولت كسر الإغلاق المفروض على قرية دير شرف غرب نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، فيما تواصل قوات الاحتلال حصار المدينة لليوم التاسع على التوالي.
ومع شروع المشاركين في إزالة السواتر الترابية عن مدخل دير شرف باستخدام المعاول اليدوية، أطلقت قوات الاحتلال وابلاً من قنابل الغاز تجاههم، ما أدى إلى وقوع الإصابات.
وكان العشرات قد لبوا دعوة لجنة القوى والمؤسسات في محافظة نابلس للمشاركة في الفعالية السلمية لكسر الحصار الإسرائيلي المفروض على نابلس لليوم التاسع على التوالي، عقب تمكن مجموعة "عرين الأسود" من قتل جندي إسرائيلي على مدخل مستوطنة "شافي شمرون" المقامة على أراضي المدينة.
وقالت عضو المكتب السياسي لـ"الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين" ماجدة المصري، لـ"العربي الجديد"، إن التحركات الشعبية يجب أن تتواصل حتى فك الإغلاق ورفع الحصار، داعية المواطنين إلى النزول إلى الشارع والاحتجاج على تلك الممارسات الإسرائيلية التي تندرج في إطار سياسة العقاب الجماعي للفلسطينيين في نابلس.
ودعت المصري القيادة الفلسطينية إلى "أن تكون على مستوى الحدث وتلبي طموحات الجماهير التواقة للانعتاق من نير الاحتلال الإسرائيلي"، ثم أضافت: "الفعل يجب أن يكون على الأرض وليس فقط إدانة واستنكارات".
وشددت المصري على ضرورة تطبيق السلطة الفلسطينية قرارات المجلس المركزي الفلسطيني، الذي قرر قطع العلاقة مع الاحتلال الإسرائيلي ووقف التنسيق الأمني، مشيرة إلى أنه "لا يمكن في ظل الحالة الثورية التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة اليوم القبول بأقل من تنفيذ تلك القرارات".
ودخل الحصار المشدد، الذي تفرضه قوات الاحتلال الإسرائيلي على محافظة نابلس، يومه التاسع على التوالي، حيث أغلقت قوات الاحتلال مداخل المدينة بالسواتر الترابية والمكعبات الحجرية، ومنعت حرية الحركة والتنقل من وإلى المدينة والبلدات والقرى المحيطة بها.
وتسبب الحصار الإسرائيلي بحرمان ما يزيد عن 420 ألف مواطن من الحركة، بما في ذلك وصولهم إلى أماكن عملهم ودراستهم، فيما كثفت قوات الاحتلال اقتحاماتها اليومية للمدينة وبلداتها، وسط تحليق مكثف للطائرات المسيّرة على مدار الساعة.
وقال منسق القوى الوطنية في نابلس نصر أبو جيش، لـ"العربي الجديد"، إن الحصار قطع أواصر نابلس، وألحق خسائر فادحة بالاقتصاد، خاصة قطاعي السياحة والخدمات، كما أضر بالعملية التعليمية، حيث انتقل طلبة جامعة النجاح الوطنية التي تضم نحو 23 ألف طالب وطالبة إلى التعليم الإلكتروني.
وأكد أبو جيش أن الاحتلال يسعى من وراء سياسة العقاب الجماعي إلى إلحاق الأذى بعامة المواطنين، و"كأنه يريد أن يعاقبهم على مقاومتهم له بكافة السبل، لكن التجربة أثبتت فشل هذه السياسة".
وتابع أبو جيش: "سياسة العقوبات الجماعية، أو ما تطلق عليه سلطات الاحتلال (معركة جز العشب)، هي محاولة لضرب الحاضنة الشعبية لمجموعة (عرين الأسود)، والهبة المتواصلة رفضاً للاحتلال وإجراءاته العنصرية".
لجنة التنسيق الفصائلي تعلن سلسلة فعاليات ميدانية
بدورها، أعلنت لجنة التنسيق الفصائلي عن سلسلة فعاليات ميدانية لكسر الحصار، بدأت ظهر اليوم الخميس؛ بتنظيم مسيرة تجاه مدخل قرية "دير شرف" غربي المدينة، والذي أغلقه الاحتلال بالسواتر الترابية والمكعبات الإسمنتية.
كما دعت اللجنة إلى إقامة صلاة الجمعة قرب حواجز الاحتلال في حوارة جنوب نابلس، ودير شرف غربا، وبيت فوريك شرقا، فيما ستنطلق، بعد غد السبت، مسيرة مركبات باتجاه حاجز حوارة، مع إطلاق صوت أبواقها.
وسيكون الأحد القادم، وفقًا لبيان اللجنة، يوم غضب لكافة محافظات الضفة الغربية لنصرة محافظة نابلس، فيما سيُدعى ممثلو المؤسسات الدولية والحقوقية لزيارة المحافظة الإثنين المقبل، والاطلاع على انتهاكات الاحتلال.