أصيب عشرات الفلسطينيين، اليوم الجمعة، بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، والعديد بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرات السلمية الأسبوعية بالضفة الغربية.
وأصيب ثلاثة فلسطينيين بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، خلال قمع قوات الاحتلال الإسرائيلي المسيرة الأسبوعية في قرية بيت دجن شرق نابلس، شمالي الضفة الغربية، التي تواصل فعالياتها رفضًا لإقامة بؤرة استيطانية على أراضي القرية من ناحيتها الشمالية الشرقية، وفق ما أكده الصحافي محمد أبو ثابت لـ"العربي الجديد".
وأوضح أبو ثابت أن المسيرة التي شارك فيها المئات، وجاءت إحياء ليوم الأسير الفلسطيني وذكرى استشهاد القيادي في حركة "فتح" خليل الوزير وذكرى استشهاد القيادي في "حماس" عبد العزيز الرنتيسي، انطلقت بعد أداء صلاة الجمعة من أمام المسجد الكبير في بيت دجن، باتجاه منطقة قريبة من البؤرة الاستيطانية المقامة شمال شرق القرية، لكن قوات الاحتلال قمعتها بالقوة، ما أوقع عشرات الإصابات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، و3 إصابات بجروح بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط، وجرت معالجة المصابين ميدانيًا.
وأشار أبو ثابت إلى أن المستوطنين أعادوا إقامة البؤرة الاستيطانية للمرة الرابعة قبل عشرة أيام رغم وجود قرار قضائي بإزالتها من محكمة الاحتلال العليا، وهذه المرة في منطقة أعلى في الأراضي ذاتها، إذ يتحايل المستوطنون في كل مرة على قرارات المحكمة، لأن ابتعادها مقدار 45 متراً من مكانها يعني الاحتياج لرفع قضية جديدة.
وأصيب شاب فلسطيني بعيار إسفنجي في الظهر والعشرات بحالات اختناق بالغاز المسيل للدموع، اليوم الجمعة، خلال قمع جيش الاحتلال المسيرة الأسبوعية في قرية كفر قدوم، شرق قلقيلية شمالي الضفة الغربية، المناهضة للاستيطان والتي انطلقت إحياء لذكرى استشهاد القيادي في حركة فتح خليل الوزير وبمناسبة يوم الأسير الفلسطيني، وفق ما أفاد به مدير مكتب هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية مراد اشتيوي في تصريح صحافي.
وأوضح اشتيوي أن جيش الاحتلال قمع المسيرة الأسبوعية في كفر قدوم بعد إطلاق وابل كثيف من الأعيرة الإسفنجية، ما أدى لإصابة شاب بعيار في الظهر، إضافة إلى العشرات بالاختناق جراء استنشاقهم الغاز المسيل للدموع، وجرى التعامل مع جميع الحالات ميدانياً، فيما اشتعلت النيران في حديقة أحد المنازل جراء سقوط قنبلة غاز فيها قبل تدخل طواقم الدفاع المدني الفلسطيني لإخماد الحريق.
وأكد اشتيوي أن قناصة الاحتلال أطلقوا الرصاص الحي المعروف بـ(التوتو) باتجاه الشبان من دون وقوع إصابات، مشيرًا إلى أن جنود الاحتلال حاولوا نصب كمائن في منازل قيد الإنشاء من دون تسجيل أية اعتقالات.
إلى ذلك، ووري الشهيد الفلسطيني علي أبو الخير من مخيم بلاطة، شرق مدينة نابلس شمالي الضفة الغربية المحتلة، الثرى اليوم في مقبرة المخيم، بعد أن شارك المئات بتشييع جثمانه، وسط دعوات للرد على جرائم الاحتلال الإسرائيلي ومستوطنيه، علمًا أنه استشهد الليلة الماضية بعدما دهسه مستوطن بسيارته.
وانطلق موكب التشييع من مسجد المخيم الكبير، حيث حُمل الشهيد على الأكتاف، وردد المشاركون الهتافات المنددة بجرائم الاحتلال والمستوطنين. كما أطلق مسلحون الرصاص في الهواء.
وقال عضو لجنة التنسيق الفصائلي في مخيم بلاطة عماد اشتيوي لـ"العربي الجديد": "إن حالة من الغضب تسود المخيم جراء هذه الجريمة"، لافتًا إلى أن المعلومات تؤكد أن الشهيد أبو الخير تعرض لحادث دهس من سيارة يقودها مستوطن أمس الخميس، خلال وجوده على أحد الطرق الموصلة إلى مدينة أريحا بالضفة الغربية، ولاذ المستوطن بالفرار.
في سياق متصل، اعتقلت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم، فتاة فلسطينية على حاجز قلنديا العسكري المقام شمال القدس المحتلة، وتم اقتيادها إلى داخل الحاجز العسكري.
من جانب آخر، اعتقلت قوات الاحتلال، في ساعة متأخرة من مساء أمس وفجر اليوم الجمعة، 8 شبان من داخل المسجد الأقصى، عقب اقتحام المصلى القبلي والساحات الخارجية للمسجد في محاولة لإخراج المصلين منه.
وفي الخليل جنوبي الضفة، أدى أكثر من 70 ألف مصلٍ فلسطيني اليوم صلاة الجمعة في الحرم الإبراهيمي الشريف بالبلدة القديمة في الجمعة الأولى من شهر رمضان، رغم حواجز وإجراءات الاحتلال الإسرائيلي، وفق ما أكده لـ"العربي الجديد" مدير الحرم الشيخ حفظي أبو سنينة، والذي أمّ المصلين وخطب بهم.
وقال أبو سنينة: "إنه تحدث بالخطبة عن حرمة شهر رمضان واستقباله، وضرورة الالتزام بإجراءات السلامة في ظل جائحة كورونا، وكذلك ضرورة إعمار الحرم والبلدة القديمة من الخليل".
وكان الحرم الإبراهيمي مفتوحًا بالكامل اليوم، حيث تفتح قوات الاحتلال الحرم بشكل كامل للمسلمين 10 أيام في السنة فقط، من بينها أيام الجمع في شهر رمضان، تبعًا لتوصيات لجنة "شمغار" الإسرائيلية، التي شكلها الاحتلال إثر مجزرة الحرم الإبراهيمي في عام 1994، التي نفذها المستوطن الإرهابي باروخ غولدشتاين وأسفرت عن استشهاد 29 مصلياً وإصابة 150 آخرين.
وأفادت هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية، في بيان لها، أن المستوطنين اقتحموا بعض المحلات التجارية في سوق الخضار القديم (الحسبة) في البلدة القديمة في الخليل، والمغلق بأوامر عسكرية منذ عام 1994 وعام 2001، وسرقوا رفوف المحلات، مشيرة إلى أن بعض المحلات المغلقة يجرى السكن فيها من قبل بعض المستوطنين.
من جانب آخر، أشارت الهيئة إلى أن مستوطنًا حاول طرد رعاة الأغنام من أراضيهم في خربة زنوتا ببلدة الظاهرية جنوب الخليل، مساء الخميس.
واستولى مستوطنون، اليوم الجمعة، على "كهف" تعود ملكيته لعائلة داود، وأتلفوا محاصيل زراعية للمواطنين الفلسطينيين في منطقة مغاير العبيد شرق يطا، جنوب الخليل، بعدما أطلق المستوطنون أغنامهم في أراضي المواطنين، وفق ما أفاد به منسق لجان الحماية والصمود في مسافر يطا وجبال جنوب الخليل فؤاد العمور، في تصريح صحافي.
تجدد المواجهات في باب العامود
وتجددت المواجهات والصدامات الليلة، في محيط باب العامود وباب الساهرة بالبلدة القديمة من القدس لليوم الرابع على التوالي، حيث تحاول قوات الاحتلال منع التجمهر الليلي على مدرجات ساحة الشهداء في باب العامود.
وأفاد شهود عيان لـ"العربي الجديد"، بأن عددًا من الإصابات سجلت في صفوف الشبان نتيجة تعرضهم للضرب وإطلاق قنابل الصوت باتجاههم، كما تم اعتقال شابين على الأقل. وفي وقت تقوم فيه دوريات الاحتلال بملاحقة الشبان في محيط سوق المصرارة وشارع نابلس، أغلق الشبان بعربات النفايات شارع صلاح الدين، حيث امتدت المواجهات إلى هناك.
ولاحقًا أصيب مستوطن بجروح في رأسه خلال المواجهات المستمرة في محيط باب العامود، فيما أغلقت قوات الاحتلال شارع صلاح الدين بالحواجز ومنعت الحركة فيه.
كما أفاد الهلال الأحمر الفلسطيني في القدس بتعامله مع ست إصابات لشبان خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في محيط البلدة القديمة في القدس، وصفت أربع إصابات بالمتوسطة، وإصابتان بالطفيفة، وتم نقلها إلى المستشفى.
وكان حي الشيخ جراح شهد على مدى الساعات الخمس الماضية تظاهرات ومسيرات دعماً وإسناداً لعائلات الحي المهددة بالإخلاء من منازلها والاستيلاء عليها.
وتخلل تلك التظاهرات والمسيرات مناوشات مع مستوطنين يحتلون عددًا من منازل حي الشيخ جراح، تدخلت في أعقابها شرطة الاحتلال للفصل بين الجانبين.
وكانت جموع كبيرة من المواطنين المقدسيين ومن داخل فلسطين المحتلة عام 1948، إضافة إلى نشطاء سلام أجانب وإسرائيليين انتظموا بعد عصر اليوم، في مسيرة انطلقت من محيط منزل عائلة الغاوي في الحي رافعة الأعلام الفلسطينية واليافطات التي تطالب بترحيل المستوطنين من الحي.
على صعيد آخر، سلمت سلطات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الجمعة، قراري إبعاد لمدة 4 أشهر عن مدينة القدس للأسيرين المحررين نديم الصفدي وصالح بدر أبو عصب من بلدة العيسوية بالقدس، بزعم رباطهما في المسجد الأقصى المبارك.
واعتقلت قوات الاحتلال، مساء الجمعة، الأسير المحرر أحمد مأمون دراغمة من مدينة طوباس شمال شرق الضفة الغربية أثناء مروره على حاجز تياسير شرق المدينة، وفق تصريح صحافي لمدير نادي الأسير الفلسطيني في طوباس كمال بني عودة.