قالت مصادر محلية عراقية في مدينة الناصرية جنوبي العراق، اليوم الأربعاء، إن نحو خمسة متظاهرين أصيبوا بجروح متفاوتة جراء إطلاق قوات الأمن النار خلال تجمّع لهم طالبوا فيه بإسقاط التهم الموجهة إلى ناشطين بالحراك الشعبي، تتعلق بإتلاف ممتلكات عامة وقطع طرق خلال موجة الاحتجاجات التي شهدتها البلاد في العامين الماضيين.
وقال متظاهرون من الناصرية لـ"العربي الجديد"، إن "الأيام الماضية شهدت اتفاقاً بين المحتجين في الناصرية، في سبيل اختيار اليوم الأربعاء، موعداً لانطلاق التظاهرات المطالبة بالإفراج عن عدد من المحتجين المتهمين، إضافة إلى إسقاط التهم الكيدية على محتجين آخرين استقروا خارج محافظة ذي قار ولا يستطيعون العودة، بفعل دعاوى قدمتها ضدهم دوائر أمنية وخدمية بالمحافظة".
وأكد المتظاهرون أن "قوة أمنية فرقت المحتجين باستخدام الرصاص الحي، قرب تقاطع البهو وسط المدينة، وسقط جرحى نُقلوا بعجلات مدنية إلى المستشفى لتلقي العلاج".
وعلى إثر ذلك، طالب محافظ ذي قار، أحمد غني الخفاجي، في بيان مقتضب، رئيس مجلس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي بإرسال لجنة تحقيقية بحادث إطلاق النار اليوم على المدنيين.
طالب محافظ ذي قار رئيس مجلس الوزراء بإرسال لجنة تحقيقية بحادث إطلاق النار اليوم على المدنيين
وردَّ الكاظمي مباشرة، باتخاذ الإجراءات القانونية في الحادث. وذكرت خلية الإعلام الأمني في بيان أن "الكاظمي تابع باهتمام كبير حادث إصابة 3 من المتظاهرين، في مركز مدينة الناصرية، وأنه وجه باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة ومحاسبة من سبّب هذا الحادث، وفتح تحقيق عاجل من قبل القوات الأمنية، والعمل على معالجة المصابين فوراً".
وفي قضاء الدواية قرب مدينة الناصرية، تظاهر العشرات من الأهالي مطالبين بإقالة قائمّقام المدينة وتحسين الواقع الخدمي، إضافة إلى التعجيل بإنجاز المشاريع المعطلة، وشارك إلى جانبهم موفدون من العشائر والقبائل المعروفة في المحافظة، فيما تظاهر إلى جانب آخر من مدينة الناصرية عشرات الخريجين للمطالبة بإيجاد فرص عمل.
في السياق، قال علي الربيعي، وهو مسؤول محلي في مدينة الناصرية، إن "قوة أمنية حكومية أطلقت النار في الهواء فوق المتظاهرين دون أمر عسكري"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، أن "محافظ ذي قار انزعج من هذا التصرف وطلب فتح تحقيق بالحادثة ومحاسبة الضباط".
وتعد مدينة الناصرية من أكثر المدن العراقية التي تسجل فيها عمليات استهداف للناشطين، وهي كانت مركزاً رئيسياً لتحريك التظاهرات الاحتجاجية في العراق، خلال السنتين الأخيرتين.