أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، اليوم الأحد، بإصابة 6 جنود ومستوطن في عملية إطلاق نار استهدفت حافلة إسرائيلية في منطقة غور الأردن، بينما اعتقل الاحتلال فلسطينيين اثنين بدعوى تنفيذ العملية.
وذكرت صحيفة "معاريف" أن إطلاق النار أسفر عن إصابة 7 أشخاص، بينهم 6 جنود، بينما قالت الإذاعة الإسرائيلية إن جيش الاحتلال اعتقل فلسطينيين اثنين للاشتباه في أنهما من نفذا العملية التي جرت في شارع 90 في غور الأردن.
وأضافت الإذاعة الإسرائيلية أنه تجري مطاردة فلسطيني ثالث يشتبه في أنه كان هو الآخر شريكاً في العملية التي أطلقت فيها النيران، وأُلقيت زجاجات حارقة باتجاه الحافلة.
وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في جنين منتصر سمور، لـ"العربي الجديد"، إن قوات الاحتلال اعتقلت شابين من جنين بزعم تنفيذهما عملية إطلاق نار على حافلة كانت تقل جنوداً، كاشفاً أن الشابين هما محمد وليد تركمان (غوادرة) وأحمد ماهر تركمان (غوادرة)، فيما أصيبا بحروق بعد اشتعال النار بمركبتهما في سهل عاطوف بالأغوار.
وأشار سمور إلى أن قوات الاحتلال نقلت الشابين غوادرة إلى مستشفى رمبام في مدينة حيفا، وهما مصابان بحروق بالغة دون الكشف عن حالتهما الصحية.
ويبلغ محمد وليد تركمان 22 عاماً، ويتنقل في سكنه ما بين مسقط رأسه مخيم جنين، وتحديداً حي الهدف الملاصق له، وقرية الجفتلك في الأغوار الشمالية، حيث يعمل في مزرعة البلح التي تعود ملكيتها لعائلته، ويساعده ابن عمه أحمد ماهر، الذي يصغره بأربع سنوات.
ووفق والده وليد سعيد تركمان، فإن محمد متخصص في الزراعة، ويعمل أحياناً في قطاع البناء، ويتواجد بشكل مستمر في الأغوار.
وشكك الأب، في حديثه مع "العربي الجديد"، في رواية الاحتلال الإسرائيلي، حيث يتهم نجله محمد وابن عمه أحمد ماهر بالمسؤولية عن عملية إطلاق النار على حافلة لجنود الاحتلال في الأغوار، قائلاً: "لا يوجد شيء مؤكد. لا أثق برواية الاحتلال الإسرائيلي. لم أر بعيوني شيئا. فليقل الاحتلال ما يشاء".
وأشار الأب إلى أن ابنه وابن عمه كانا يستقلان بمكان عملهما بالأغوار مركبة غير قانونية، ولكونها غير قانونية، حاولا الهرب، ثم اخترقت المركبة، فاعتقلهما الاحتلال وزعم أنهما منفذا العملية.
ووفق الأب: "هما لا ينتميان لأي تنظيم، وليس لهما أي اهتمام بالسياسة، وبالتالي لدينا شكوك كبيرة في رواية الاحتلال".
وأعرب الأب عن خوفه الشديد على حياة محمد وابن عمه، قائلاً "لا أستبعد على الاحتلال فعل أي شيء ليغطي على فشله. لكن الصور والفيديو الذي شاهدناه يجعلنا نقلق عليهما بشكل كبير. ولا نعرف كيف سيتصرف معهما الاحتلال، ونحن نطالب جميع المؤسسات الحقوقية بالتدخل العاجل لمتابعة علاجهما مما لحق بهما من أذى كبير".
وقال الجنرال احتياط يسرائيل زيف، في تعقيب مع الإذاعة الإسرائيلية، إنَّ "ما يحدث دليل على استمرار التصعيد"، وهو بذلك يشير إلى التصعيد في الأراضي الفلسطينية المحتلة، ولا سيما في الضفة الغربية المحتلة، خصوصاً من قبل عناصر غير منظمة ولا تتبع لفصائل فلسطينية، رداً على حملات الاعتقالات والمداهمات التي ينفذها جيش الاحتلال يومياً في مناطق الضفة الغربية المحتلة، ولا سيما محافظتا جنين ونابلس تحت مسمى "كاسر الأمواج".
وتجري قوات الاحتلال الإسرائيلي منذ ظهر اليوم الأحد عمليات تفتيش وتمشيط ومداهمات، في منطقة الأغوار الشمالية الفلسطينية في الضفة الغربية، وتغلق الطرق هناك، بحثاً عن منفذي عملية إطلاق النار.
وأكد مسؤول ملف الاستيطان في محافظة طوباس والأغوار معتز بشارات لـ"العربي الجديد" أنَّ قوات الاحتلال أغلقت الطرق المحيطة بقرية عاطوف بالأغوار، وتحديداً بالقرب من مستوطنة "بكيعوت" المقامة على أراضي الأغوار، حيث نفذت العملية، فيما منعت السيارات الموجودة من التحرك، وسط تفتيش دقيق لها ولركابها.
وتابع بشارات أن قوات الاحتلال أطلقت كذلك طائراتها واقتحمت دورياتها قرية عاطوف وفتشت منازل المواطنين هناك، في محاولة البحث والوصول إلى منفذي العملية.
"حماس" و"الجهاد" تشيدان بـ"العملية البطولية"
وأشادت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأحد، بعملية الأغوار البطولية، فيما دعت حركة "الجهاد الإسلامي" إلى تصعيد المقاومة في الضفة الغربية المحتلة والقدس والنقب والداخل المحتل.
وقالت "حماس" في بيان إنّ هذه "العملية الجريئة تؤكد من جديد عزم شعبنا على مواصلة طريق المقاومة والتحدي (...) لا يقيل عنه ولا يستقيل، حتى يحقق آمال شعبنا كاملة في الحرية والاستقلال".
وشددت "حماس" على أنّ "العملية ردّ طبيعي على جرائم الاحتلال بحق أهلنا ومدننا ومقدساتنا"، مشيرةً إلى أنّ "الاحتلال سيرى بأس ثوارنا ومقاومينا في كل المواقع طالما استمرت جرائمه، وليعلم أن شعبنا عصي على الكسر والتدجين، مهما دفع من تضحيات على طريق الحرية والتحرير والعودة".
أما حركة "الجهاد الإسلامي" فاعتبرت العملية "رداً طبيعياً ومشروعاً على سادية الاحتلال وجرائمه المتصاعدة بحق أهلنا وشعبنا".
وقالت حركة "الجهاد" إنّ "العملية توحيد للساحات وامتداد لدائرة المقاومة، من حيث لم يحسب الاحتلال لها حساباً، لتؤكد فشل المنظومة الأمنية، وأنّ كل محاولات إخماد جذوة الانتفاضة لن تؤتي أكلها، وسوف تنقلب وبالاً على الاحتلال".
وأضافت في بيانها: "نحيي الروح المقاتلة لدى الأبطال المنفذين للعملية، الذين شفى الله بهم صدور قوم مؤمنين، وأبلغوا رسالتهم أنه لا أمن ولا أمان على أرضنا، وأن شعبنا الصابر قادر على ممارسة حقه ومواصلة مقاومته حتى زوال الاحتلال".
ودعت الحركة "جماهير شعبنا في القدس والنقب والضفة والداخل المحتل إلى تصعيد العمل المقاوم، فقد آن أوان المواجهة وتوحيد الساحات في مواجهة الاحتلال على نقاط التماس وعلى حدود الوطن السليب".