استمع إلى الملخص
- تواصلت الاشتباكات بين المقاومين وقوات السلطة، مع اعتقال شابين في السيلة الحارثية ومصادرة أسلحة، بينما ظهرت مبادرات تهدئة يقودها رجال إصلاح وأسرى محررون، دون قرار نهائي من "كتيبة جنين".
- حاصرت قوات السلطة منزلاً في طمون واعتقلت أربعة شبان، بينما دعت نقابة المحامين لمسيرة في الخليل تحت شعار "وحدة القرار الفلسطيني وحرمة الدم الفلسطيني".
حالة توتر وغضب تسود المخيم بعد مقتل فتى برصاص السلطة
مبادرات لحل الأزمة تتدارسها "كتيبة جنين"
قوات السلطة تحاصر منزلاً في طوباس
عمّ إضراب تجاري شامل مدينة جنين، شمالي الضفة الغربية، اليوم الثلاثاء، للمطالبة بإنهاء الحملة الأمنية التي تقودها السلطة الفلسطينية ضد المقاومين في مخيم جنين، وسط حصار مستمر منذ 20 يوماً على التوالي.
وأفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، بأن نشطاء دعوا إلى إضراب شامل للضغط على الأطراف المختلفة بهدف حقن الدماء وتهدئة الأوضاع وإنهاء الحصار المفروض على المخيم.
وبحسب المصادر، تواصل أجهزة السلطة منذ 20 يوماً إغلاق مداخل مخيم جنين بالسواتر الترابية، في وقت يعاني الأهالي أوضاعاً معيشية صعبة وحالة شلل شبه تام في الحركة بسبب الاشتباكات.
وأكدت مصادر من داخل مخيم جنين أن حالة من التوتر تسود المخيم بعد مقتل الفتى مجد زيدان (16 عاماً)، مساء أمس الاثنين، برصاص قناص تابع لقوات السلطة الفلسطينية. وأفادت مصادر محلية بأن زيدان كان ذاهباً لشراء حاجيات من بقالة قريبة من منزله في حارة الدمج بالمخيم عندما أصيب برصاصة قاتلة، ما أثار غضباً واسعاً بين الأهالي، خاصة أنه لم يكن مشاركاً في أي اشتباكات. وشيع أهالي المخيم، عصر اليوم الثلاثاء، الفتى زيدان إلى مثواه الأخير.
وأشارت المصادر إلى أن الحادثة زادت حالة القلق والتوتر داخل المخيم، حيث يعيش السكان في حالة ترقب وخوف على حياتهم في ظل استمرار الاشتباكات وسوء الأوضاع الإنسانية.
إلى ذلك، قُتل الشاب محمد أبو لبدة (39 عاما) عصر اليوم الثلاثاء، برصاص قناص من الأمن الفلسطيني في مخيم جنين. وأكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن قناصا من الأمن الفلسطيني شرع بإطلاق النار على الشاب أبو لبدة بعدما خرج من منزله مع زوجته، وأطلق الرصاص عليه بشكل مباشر بدون سابق إنذار. ووفق المصادر، فقد أصيب الشاب أبو لبدة في الرأس والصدر، حيث إن استهدافه برصاصتين يشير إلى أن قناصا للأجهزة الأمنية الموجودة في منطقة مرتفعة من المخيم هو من أطلق الرصاص.
في الإطار، أكدت مصادر محلية لـ"العربي الجديد" أن المخابرات العامة الفلسطينية اعتقلت اليوم شابين عقب دهم منزل في بلدة السيلة الحارثية غرب جنين، وسط اندلاع اشتباك مسلح بين الطرفين، وتمت مصادرة سلاح وذخيرة. وأشارت المصادر إلى أن الشابين المعتقلين هما إيهاب جميل سلامة، شقيق الشهيد فاروق سلامة، أحد مؤسسي كتيبة جنين، وأحمد عدنان جرادات حيث أصيب بالقدم أثناء الاشتباك.
في الأثناء، برزت مبادرات يقودها رجال إصلاح وأسرى محررون تهدف إلى إنهاء الأزمة من خلال إدخال السلطة الفلسطينية إلى المخيم، ولكن من دون تنفيذ حملة أمنية أو التصعيد ضد المسلحين، بحسب ما أكد مصدر لـ"العربي الجديد"، مشيراً إلى أن "كتيبة جنين"، ما زالت تتدارس الأمر ولم تصدر قراراً نهائياً بشأن تلك المبادرات الهادفة إلى تهدئة الأوضاع ورفع حالة الاحتقان القائمة.
وأسفرت الاشتباكات عن مقتل أربعة من أهالي مخيم جنين برصاص أمن السلطة الفلسطينية، إضافة إلى اثنين من ضباط الأخيرة، أحدهما من مدينة طولكرم والآخر من نابلس. ويشهد مخيم جنين اشتباكات متكررة بين مقاومين فلسطينيين وقوات السلطة بالتوازي مع سيطرة الأخيرة على منازل في مناطق مختلفة من المخيم وتحويلها إلى ثكنات عسكرية وطرد سكانها منها ونشر قناصة عليها.
وشهدت مدينة جنين ومخيمها مسيرات مؤيدة للمقاومة ورافضة لسياسات السلطة، كما شهدت إضرابات تجارية لعدة أيام لإنهاء الأزمة وخشية من الأوضاع الميدانية في ظل تواصل الاشتباكات، فيما قدمت العديد من المبادرات على مستوى الضفة الغربية لإنهاء الأزمة، لكنها لم تنجح حتى الآن.
في الأثناء، دعت نقابة المحامين الفلسطينيين إلى المشاركة في مسيرة بمحافظة الخليل تحت عنوان "وحدة القرار الفلسطيني وحرمة الدم الفلسطيني"، وتعليق العمل أمام كل المحاكم والنيابات المدنية والعسكرية في محافظة الخليل اعتباراً من الساعة الحادية عشرة من ظهر اليوم.
واندلعت شرارة التوتر التي تطورت لاحقاً إلى اشتباكات على خلفية اعتقال السلطة نشطاء من مخيم جنين، لترد "كتيبة جنين" الناشطة في المخيم بالسيطرة على مركبتين تابعتين للسلطة. ولاحقاً اعتقلت السلطة نشطاء آخرين وصادرت أموالاً كانت مخصصة لأسر الشهداء في المخيم.
في تطور منفصل، أفادت مصادر محلية لـ"العربي الجديد"، بأن قوات السلطة حاصرت منذ السابعة من صباح اليوم الثلاثاء، منزلاً في بلدة طمون، جنوب طوباس، شمال شرقي الضفة الغربية، يُعتقد أن أحد المطاردين للاحتلال الإسرائيلي يوجد بداخله.
وأشارت المصادر إلى أن أصوات إطلاق نار سُمعت في بداية الحصار، لكن لم يتضح بعد ما إذا كان المطلوب موجوداً داخل المنزل أم لا، ولا تزال العملية الأمنية جارية في المنطقة.
في السياق، أفادت مصادر محلية "العربي الجديد"، بأن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت الشابين يزن رايق بشارات ومحمد نور بني عودة عقب محاصرة منزل كانا بداخله لمدة خمس ساعات. وأشارت المصادر إلى أن الأجهزة الأمنية الفلسطينية اعتقلت أيضاً الشاب عز مثقال بني عودة عقب مداهمة منزله في البلدة، كما اعتقلت الشاب نسيبة محمد بني عودة أثناء عمله، ثم انسحبت من طمون عقب اعتقال الشبان الأربعة.