أصدر رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، اليوم الثلاثاء، قراراً بإعفاء سفيرة ليبيا لدى بلجيكا أمل الجراري من منصبها، وإحالة إجراءات إعفائها على المجلس الرئاسي، فيما تستمر التحقيقات حول لقاء وزيرة الخارجية الليبية المقالة نجلاء المنقوش بنظيرها الإسرائيلي إيلي كوهين.
وجاء قرار الدبيبة بإعفاء أمل الجراري بعد تداول تسريب صوتي منسوب إليها خلال الأيام الماضية يكشف عن سعيها لتحويل مبلغ 200 ألف دولار إلى حسابها الخاص من مخصّصات علاج المرضى بالسفارة.
وطلبت الجراري، خلال التسجيل، من صديقة لها إعداد فاتورة وهمية، بناءً على طلب من المراقب المالي في السفارة، باسم مريضة مصابة بالسرطان بقيمة مالية كبيرة تظهر ارتفاع كلفة العلاج، لتتمكن السفيرة من إحالتها على وزارة الصحة للإذن بصرفها من وديعة علاج المرضى بالسفارة.
وأبلغت السفيرة، خلال التسريب، صديقتها بأن هذا الإجراء هو الأسرع لصرف القيمة المالية، كما أنه الأنسب لتجنب الملاحقة القانونية.
ولاحقاً، ظهرت صديقتها على وسائل الإعلام الليبية لتعلن أنها تعمل سكرتيرة للجراري في السفارة، وأن الأخيرة سعت للحصول على هذه القيمة لسداد ديون خاصة بها، مشيرة إلى تورط المراقب المالي وعدد من الموظفين الآخرين في السفارة.
ولقي التسريب موجة جدل واسعة بين النشطاء في الأوساط الليبية، معتبرين أنه دليل واضح على وصول حالة الفساد المالي والإداري إلى مستوى عالٍ، وسط دعوات واسعة لفتح تحقيق مع السفيرة وفي جميع السفارات والبعثات الليبية في الخارج.
وسبق أن أصدرت الرقابة الإدارية في طرابلس قراراً، في أغسطس/آب الماضي بوقف الجراري عن العمل احتياطياً للتحقيق معها في العديد من المخالفات، لكن اللافت صدور قرار آخر من الرقابة بإرجاعها للعمل، وهو ما زاد من حالة الجدل حيال حالة الفساد الإداري والمالي في البلاد.
وخلال مؤتمر صحافي عقده النائب العام، الصديق الصور، اليوم الثلاثاء في طرابلس، أشار إلى أن النيابة فتحت تحقيقاً عاجلاً في واقعة ما احتواه التسريب الصوتي، مؤكداً أن النيابة ستلاحق قضية الفساد في سفارة بلجيكا.
والجراري إعلامية، تولت أول مناصبها في الحكومات عندما كانت مديرة للمكتب الإعلامي لرئيس الحكومة المؤقتة، علي زيدان، عامي 2012 و2013، قبل أن يرشحها الأخير لتكون ملحقة ثقافية في السفارة الليبية في ألمانيا.
وعرفت الجراري بعلاقتها الوطيدة بوزيرة الخارجية بحكومة الوحدة الوطنية، نجلاء المنقوش، التي عينتها في ديسمبر/ كانون الأول 2021، سفيرة لليبيا لدى بلجيكا.
ويعد تعيين السفراء وممثلي البعثات الدبلوماسية الليبية في الخارج من صلاحيات المجلس الرئاسي، وفقاً لخريطة طريق ملتقى الحوار السياسي التي أنتجت السلطة التنفيذية الحالية في طرابلس.
وأكّد الصور استمرار التحقيقات مع وزيرة الخارجية المقالة نجلاء المنقوش، مشيراً إلى أن "النيابة العامة أصدرت العديد من الأوامر والإجراءات، ومنها طلب تقريراً مفصلاً من جهاز المخابرات العامة لتقييم الواقعة، وتنتظر نتائج التحقيقات الإدارية". وأشار إلى أن النيابة استدعت وزيرة الخارجية للتحقيق معها، "لكنها موجودة في الخارج في الوقت الحالي".
واعتبر الصور أن تسييس بعض القضايا من العوامل التي تؤثر بسير التحقيق فيها، مشدداً على حرص القضاء على مزاولة أعماله بعيداً عن الانقسامات التي تعيشها البلاد، وتوفير حقوق المتهمين حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم.