قالت مصادر دبلوماسية رفيعة تعمل في الاتحاد الأفريقي لـ"العربي الجديد"، اليوم الخميس، إن مفوضية الاتحاد ألغت دعوة كانت وجهتها سابقاً إلى إسرائيل لحضور افتتاح قمة الاتحاد لرؤساء الدول والحكومات المقررة السبت المقبل في أديس أبابا، بعد ضغوط مارستها الجزائر وجنوب أفريقيا لمنع تل أبيب من حضور أي نشاط في القمة. فيما ينتظر، السبت، اتخاذ قرار بشأن تجريد إسرائيل من صفة مراقب في التكتل القاري.
وأوضحت المصادر ذاتها، التي اشترطت عدم كشف هويتها، أن "مفوضية الاتحاد كانت وجهت دعوة إلى السفير الإسرائيلي في أديس أبابا، أليلي أدماسو، بصفته ممثلاً لإسرائيل في الاتحاد بصفة مراقب، من دون استشارة مكتب القمة الذي تترأسه السنغال، قبل أن تتدخل دول على رأسها الجزائر وجنوب أفريقيا ونيجيريا للضغط على المفوضية وتذكيرها بقرار القمة الماضية تعليق قرار صفة ملاحظ لإسرائيل". وأضافت أن المفوضية اضطرت إلى توجيه رسالة ثانية إلى السفير الإسرائيلي لتبليغه بإلغاء الدعوة الأولى.
وغاب أدماسو فعلياً عن افتتاح المجلس التنفيذي لوزراء خارجية الاتحاد الذي عقد أمس الأربعاء ويتواصل اليوم الخميس، فيما ينتظر أن تبت قمة الرؤساء ورؤساء الحكومات الأفريقية المقرر انعقادها السبت، بشكل نهائي، في قضية عضوية إسرائيل كملاحظ في الاتحاد الأفريقي، بعد قرار القمة السابقة تعليق عضويتها.
وينتظر أن تقدم "لجنة السبعة" التي تم تشكيلها في قمة الاتحاد العام الماضي، التوصية التي كلفت بصياغتها حول القضية. وتضم اللجنة كلا من الرئيس السنغالي ماكي سال، بصفته الرئيس الحالي للاتحاد الأفريقي، والرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، ورئيس جنوب أفريقيا سيريل رامافوز، ورئيس رواندا بول كاغامي، ورئيس جمهورية الكونغو الديمقراطية فيليكس تشيسكيدي، والرئيس النيجيري محمد بوخاري، والرئيس الكاميروني بول بيا.
وفي السياق، أجرى وزير الخارجية الجزائري، رمطان لعمامرة، سلسلة لقاءات مع مسؤولين من السنغال التي ترأس الدورة الحالية للمجلس التنفيذي للاتحاد، ووزراء خارجية عدة دول أفريقية إلى جانب رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي، موسى فقي، لمناقشة البنود المدرجة على جدول أعمال القمة، خاصة ملف إسرائيل.
وكانت قمة الاتحاد الأفريقي قد قررت، في فبراير/شباط 2022، تعليق منح صفة مراقب لإسرائيل، والذي كان منحه لها بصورة انفرادية مفوض الاتحاد موسى فقي في 22 يوليو/تموز 2021، دون استشارة الدول الأعضاء. وأعلن فقي حينها أن قراره اعتماد ممثل إسرائيل لدى الاتحاد الأفريقي "اتخذه دون أن يكون قيدا أي إجراء مسبقا".
وبرر ذلك "بكون أكثر من ثلثي الدول الأعضاء في الاتحاد الأفريقي تعترف بإسرائيل وتقيم معها علاقات دبلوماسية"، لكنه اضطر تحت ضغط الجزائر وجنوب أفريقيا خاصة، إلى إدراج القضية في جدول أعمال أول اجتماع للمجلس التنفيذي للمنظمة، في أغسطس/آب 2021، والتي قررت تعليق العضوية وإحالة الملف إلى مؤتمر القمة.