إيتمار بن غفير يقتحم المسجد الأقصى للمرة الأولى منذ بدء حرب غزة

22 مايو 2024
إيتمار بن غفير خلال اقتحام المسجد الأقصى، 7 أغسطس 2022 (Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- إيتمار بن غفير، وزير الأمن القومي الإسرائيلي، قام بأول اقتحام للمسجد الأقصى محاطًا بحماية مشددة، معلنًا موقفه الرافض لإقامة دولة فلسطينية ودعوته لتكثيف الإجراءات ضد حماس وغزة، مما يشير إلى تصعيد محتمل في السياسات الإسرائيلية.
- بن غفير يتحدى الوضع القائم والقرارات الدولية بدعوته للسماح بأداء الصلوات اليهودية في المسجد الأقصى، في سياق محاولات إسرائيلية لتغيير الواقع في المسجد وتعزيز السيطرة الإسرائيلية عليه.
- حركة حماس وصفت الاقتحام بـ"العمل العدواني"، داعية للتصدي لتهويد المسجد والحفاظ على هويته الإسلامية، فيما ينذر بمزيد من الاضطرابات والتوترات في المنطقة نتيجة لخطط بن غفير لتغيير "الوضع القائم".

اقتحم وزير الأمن القومي الإسرائيلي إيتمار بن غفير اليوم الأربعاء، باحات المسجد الأقصى في القدس المحتلة بحماية مشددة من قوات الاحتلال الإسرائيلي، للمرة الأولى منذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول الماضي. وتزامن ذلك مع مواصلة عشرات المستوطنين اقتحامهم باحات المسجد الأقصى بحماية قوات الاحتلال، وسط إجراءات إسرائيلية مشدّدة على دخول الفلسطينيين. وبحسب ما أكدته محافظة القدس، فقد بلغ عدد المستوطنين المقتحمين للمسجد الأقصى 228 مستوطناً.

وتوعد بن غفير خلال اقتحامه بأن دولة الاحتلال لن تسمح بإقامة دولة فلسطينية، وأن "إبادة حماس تتطلب الدخول إلى رفح حتى النهاية وإجراء علاج جذري، ومن أجل إعادة مخطوفينا ومخطوفاتنا، علينا وقف الوقود واتخاذ قرار بعدم ادخال المساعدات الإنسانية، وكذلك تجب السيطرة على هذا المكان (غزة)".

ويحرص بن غفير منذ أن كان نائباً، وبعد أن أصبح وزيراً، على قيادة مجموعات من المستوطنين لاقتحام الأقصى. ويتحدّث البرنامج السياسي لحركة "القوة اليهودية" التي يقودها بن غفير صراحة عن السماح لليهود بأداء الصلوات في الأقصى. ويتمسّك الفلسطينيون بالقدس الشرقية عاصمةً لدولتهم المأمولة، استناداً إلى قرارات الشرعية الدولية، التي لا تعترف باحتلال إسرائيل للمدينة عام 1967، ولا بضمها في 1981.

حماس: اقتحام بن غفير الأقصى يصبّ الزيت على النار 

من جهتها، قالت حركة حماس إنّ "إقدام الوزير الصهيوني الفاشي إيتمار بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى صباح اليوم هو عمل عدواني يصبّ الزيت على النار، ولن يمنح الاحتلال شرعية على مقدساتنا التي ستبقى عربية إسلامية رغم أنف الاحتلال الصهيوني النازي". ودعت الحركة، الشعب الفلسطيني في القدس والضفة والداخل المحتل إلى التصدي لحملة التهويد الممنهجة ضد المسجد الأقصى، وتكثيف الرباط فيه، وشدّ الرحال إليه، والوقوف سدًّا منيعًا أمام كل محاولات تدنيسه وتهويده. كذلك طالبت، جامعة الدول العربية ومنظمة التعاون الإسلامي بضرورة التحرك بفاعلية ضد الخطر الصهيوني المحدق بالمسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية والمسيحية كافة.

والشهر الماضي، أفادت قناة "كان" التابعة لسلطة البثّ الإسرائيلية أن بن غفير أعدّ خطة متكاملة تهدف إلى تغيير "الوضع القائم" في المسجد الأقصى، وضمن ذلك السماح لليهود بأداء الصلوات في الحرم. وأشارت القناة إلى أنّ الخطة تتحدث عن وجوب إنهاء ما تسميه "التمييز" ضد اليهود في المسجد الأقصى. وتشمل الخطة أيضاً، بحسب القناة، إجراءات لتعزيز السيطرة الإسرائيلية على الأقصى، وتلزم وزارة الأمن القومي بتوسيع استخدام الوسائل التكنولوجية لضمان ضبط الأمن فيه.

وحذّرت القناة من أنّ الحديث عن توسيع استخدام الوسائل التكنولوجية في المسجد الأقصى يمكن أن يفضي تحديداً إلى إشعال الأوضاع الأمنية في القدس، مشيرة إلى التظاهرات وموجة عمليات المقاومة التي تفجرت عام 2017 عندما أمرت حكومة بنيامين نتنياهو، في حينه، بنصب البوابات الإلكترونية، وتركيب كاميرات المراقبة على مداخل المسجد. 

و"الوضع القائم" هو الذي ساد قبل احتلال إسرائيل لمدينة القدس الشرقية عام 1967، وبموجبه فإن دائرة الأوقاف الإسلامية في القدس، التابعة لوزارة الأوقاف الأردنية، هي المسؤولة عن إدارة شؤون المسجد. لكن في 2003، غيرت السلطات الإسرائيلية هذا الوضع بالسماح لمستوطنين باقتحام الأقصى، من دون موافقة دائرة الأوقاف الإسلامية التي تطالب بوقف الاقتحامات.

المساهمون