أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الإثنين، أن بلاده ملتزمة بالعملية الدبلوماسية في الملف النووي، وترى أن "الدبلوماسية الثنائية ومتعددة الأطراف هي كأفضل الأطر لحل الخلافات".
وبشأن المفاوضات النووية المتعثرة منذ أغسطس/أب الماضي، قال كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، إنه على الرغم من عدم وجود مفاوضات رسمية ومعلنة، إلا أن إيران تواصل تبادل الرسائل مع الولايات المتحدة الأميركية بشأن هذه المفاوضات عبر الوسطاء، مضيفا أن الأميركيين أعلنوا أنهم ينقلون الرسائل عبر قنوات، وكذلك فإن الاتصالات والمباحثات مع مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل قائمة.
وشدد المتحدث الإيراني على أن إحياء الاتفاق النووي يتوقف على عودة أميركا إلى التزاماتها.
وفي السياق، لفت إلى أن زيارة المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي إلى طهران "كانت جزءا من عملية دعم عودة الأطراف للاتفاق النووي"، معربا عن أمنياته في أن يمضي اجتماع مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية الدوري الذي يبدأ اليوم الإثنين "بشكل تقني بعيدا عن التسييس وضغوط بعض الأطراف".
وأوضح المتحدث باسم الخارجية الإيرانية أن الملف النووي الإيراني لن يكون الأجندة الوحيدة لاجتماع مجلس المحافظين. وأشار إلى اتفاق بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، معربا عن أمله في أن يشكل فرصة للعودة للمفاوضات النووية.
وأضاف كنعاني أن زيارة غروسي إلى طهران "تشكل مؤشرا قويا على التزامنا بالتعاون مع الوكالة"، لافتا إلى أن التفاهمات التي حصلت مع الوكالة الدولية تمهد لحل القضايا العالقة معها.
وكان المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافاييل غروسي قد زار طهران يومي الجمعة والسبت، وصدر في ختام زيارته بيان مكوّن من ثلاثة بنود، يؤكد البند الأول فيه أنّ التعامل بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية وإيران سيبنى على "روح التعاون مع مراعاة جميع صلاحيات الوكالة والحقوق والتعهدات للجمهورية الإسلامية الإيرانية على أساس اتفاق الضمانات" الملحق لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية.
وجاء في البند الثاني، بحسب وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية": "بشأن القضايا العالقة المرتبطة باتفاق الضمانات حول المواقع الثلاثة، فإنّ إيران على استعداد لاستمرار التعاون وتقديم المعلومات ومنح المزيد من الوصول لهذه الأماكن لأجل معالجة هذه القضايا".
والبند الثالث من البيان يؤكد أنّ "إيران ستسمح للوكالة طوعا بتنفيذ المزيد من أنشطة التحقق والمراقبة عندما تقتضي الحاجة"، مشيراً إلى أنّ "الطرفين سيتفقان على طريقة تنفيذ ذلك، خلال اجتماع فني سينعقد قريباً في طهران".
من جانبه، قال غروسي، في تصريحات خلال مؤتمر صحافي في فيينا بعد عودته من إيران، إنّ الحوار مع الجانب الإيراني حقق "تحسناً ملحوظاً" خلال الزيارة. وأضاف أنه بموجب الاتفاق مع إيران سيُعاد تشغيل بعض أجهزة المراقبة في المنشآت الإيرانية النووية "قريباً"، مشيراً إلى اتفاق على زيادة عمليات التفتيش في منشأة "فوردو" النووية على بعد 120 كيلومتراً من العاصمة طهران "بنسبة 50%".
وتابع غروسي أنّ الوكالة ستبدأ العمل مع طهران لوضع "معايير قوية" لتنفيذ البيان الختامي في أسرع وقت ممكن، لافتاً إلى عقد اجتماعات تقنية مع منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهذا الخصوص.
وأكد أنه اتفق مع الجانب الإيراني على السماح للوكالة بالوصول إلى المعلومات والأماكن، مضيفاً أن الوكالة ستواصل تحقيقاتها بشأن المواقع الثلاثة "بأسرع وقت".