كشف المتحدث باسم السلطة القضائية الإيرانية، غلام حسين إسماعيلي، اليوم الثلاثاء، على صعيد مرتبط بتداعيات "التسجيل المسرب" لمقابلة سرية لوزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف، عن إجراء السلطة "تحقيقات جيدة حول طريقة تسريب التسجيل من أجهزة الحكومة".
وأوضح أن الجهاز القضائي الإيراني شكل ملفاً، بمشاركة فرق متخصصة من وزارة الاستخبارات ومنظمة استخبارات الحرس الثوري، مشيراً إلى استدعاء "نحو 20 شخصاً" وإجراء تحقيقات معهم.
من جهته، قال رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية بالبرلمان الإيراني، مجتبى ذوالنور، اليوم الثلاثاء، إن "موقف النواب أثناء جلسة اللجنة مع الوزير كان حاداً إلى حد كبير حيث قلق البعض من أن يصاب الوزير بجلطة".
وأضاف ذوالنور، وفقا ًلما أوردته وكالة "إيسنا"، أن أعضاء اللجنة "لم يقتنعوا بأي من توضيحات وزير الخارجية"، بشأن التسريبات. وأكد أن ظريف "قدم اعتذاره للشعب الإيراني" خلال الجلسة.
وفجّر تسريب تسجيل صوتي للمقابلة المصورة مع ظريف إلى وسائل الإعلام، قبل نحو ثلاثة أسابيع، قنبلة في البلاد، وجلب لوزير الخارجية الإيراني انتقادات واتهامات حادة. والتسجيل المسرَّب مدته أكثر من ثلاث ساعات، وهو جزء من مقابلة "سرية" مصورة مع ظريف، لسبع ساعات، أجراها معه الاقتصادي الإيراني سعيد ليلاز في فبراير/ شباط الماضي.
ولم يكن من المقرَّر نشر المقابلة، التي أجريت خصيصاً لأرشيف الدولة في إطار مشروع لتسجيل "التاريخ الشفهي" لحكومة الرئيس الإيراني حسن روحاني، الذي ستنتهي ولايته بعد 3 أشهر.
ويتهم المحافظون وزير الخارجية بالتقليل من أهمية دور القائد السابق لـ"فيلق القدس" في الحرس الثوري الإيراني الجنرال قاسم سليماني، و"إهانته" وتوجيه "اتهامات باطلة" له.
ووجّه المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، مطلع الشهر الجاري، انتقادات صريحة لوزير الخارجية الإيراني (من دون ذكر اسمه)، وكال المديح لقائد "فيلق القدس" السابق، الذي اغتالته الولايات المتحدة يوم 3 يناير/ كانون الثاني 2020.
ويتناول ظريف، في المقابلة المسربة "السرية" التي يشدد فيها عدة مرات على عدم نشرها، مواضيع متعددة مرتبطة بالسياسة الخارجية الإيرانية منذ تسلّم روحاني السلطة عام 2013، وتوليه الخارجية في ذلك العام.
وتحدث ظريف في المقابلة عن "الميدان" العسكري الذي كان يقوده قاسم سليماني في المنطقة، مؤكداً أن سليماني كانت له الكلمة الأولى في السياسة الخارجية.
وأوضح أن "الكثير من التكاليف الدبلوماسية التي تحملناها كانت بسبب أن الميدان كانت له الأولوية عند النظام، وإلى هذا المستوى جرت التضحية بالدبلوماسية لأجل الميدان، وهذا نتيجة أن يكون القرار بيد الميدان".
وكشف ظريف عن دور روسي "تخريبي" في المباحثات النووية التي توجت بالاتفاق النووي عام 2015، واتهمها بالسعي إلى إفشال هذه المباحثات، والاتفاق النووي الناتج عنها.
والأحد الماضي، عقد مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) جلسة مغلقة لمناقشة هذه التسريبات، فضلاً عن استدعاء ظريف من قبل لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في اليوم نفسه.
وقرر البرلمانيون الإيرانيون تشكيل فريقي تحقيق من مركز البحوث الاستراتيجية التابع للرئاسة الإيرانية ووزارة الخارجية الإيرانية بشأن تسريب التسجيل.
وبعد اجتماع اللجنة البرلمانية مع ظريف، أكد نائب رئيس لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية، شهريار حيدري، لوكالة "مهر" الإيرانية، أن إجابات وزير الخارجية لأعضاء اللجنة "لم تكن مقنعة".