أكد المتحدث باسم الحكومة الإيرانية علي ربيعي، اليوم الثلاثاء، أن "تفاهمات عامة حصلت حول الخلافات الأساسية" في مباحثات فيينا غير المباشرة مع الولايات المتحدة بخصوص إحياء الاتفاق النووي، مشيرا إلى "حصول التوافق على رفع معظم العقوبات".
وأضاف ربيعي، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي عن بعد، الذي تابعه "العربي الجديد"، أن "القضايا المتبقية جزئية جدا ونحن بالنظر إلى مسار المفاوضات متفائلون بحلها"، رافضا الخوض في التفاصيل.
وأوضح المتحدث الإيراني ذاته أن "تقديراتنا تشير إلى إمكانية التوصل إلى نتيجة نهائية قريبا وبدء مرحلة عودة جميع الأطراف إلى تعهداتها"، مشيراً إلى تمديد بلاده الاتفاق المؤقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية شهرا إضافيا، أمس الإثنين، عازيا ذلك إلى "إبداء حسن نية وجدية الطرف الإيراني بالنظر إلى أن المفاوضات تسلك مسار التقدم".
وفي الاتفاق المؤقت الذي انتهت صلاحيته السبت الماضي، اتفق الطرفان على مواصلة تسجيل معلومات الكاميرات في المنشآت النووية لمدة شهر آخر، بعد تعليق إيران البروتوكول الإضافي الذي يفرض رقابة صارمة على برنامجها النووي، لكنها ربطت تسليم محتويات الكاميرات إلى الوكالة الدولية برفع العقوبات، وهو ما لم يحصل حتى اللحظة.
وأعرب عن أمله في أن "يوصّل هذا الإجراء البنّاء رسالة واضحة لأطراف الاتفاق النووي وأميركا والوكالة الدولية للطاقة الذرية بأن الجمهورية الإسلامية عازمة على إنجاح المفاوضات بشكل أسرع"، معتبرا أن "الرد المناسب واللائق على حسن النية هذا هو تسريع المفاوضات ورفع فوري للعقوبات الأحادية وعودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي"، المبرم عام 2015 والذي انسحبت منه واشنطن عام 2018.
وشدد ربيعي على أن "الفرصة محدودة، وكما أكد قائد الثورة الإسلامية (المرشد الأعلى، علي خامنئي)، لن نتحمل أن تصبح المفاوضات استنزافية"، قائلا "لا ضرورة للتفاوض مع أميركا بشأن قضايا خارج الاتفاق النووي"، في إشارة غير مباشرة إلى برنامج إيران الصاروخي وسياساتها الإقليمية، وهما ملفان تؤكد واشنطن وأوروبا على رغبتهما بالتفاوض بشأنهما أيضا.
وكانت طهران قد أعلنت، أمس الإثنين، عن قرارها بتمديد الاتفاق المؤقت مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية لشهر آخر. ووقّعت على الاتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية أثناء زيارة رئيس الوكالة رافائيل غروسي إلى طهران يوم 21 فبراير/شباط الماضي، أي يومين قبل مهلة حددتها طهران لوقف تنفيذ البروتوكول المنصوص عليه في الاتفاق النووي لتشديد الرقابة على برنامجها النووي، بما فيها عمليات التفتيش المفاجئة، في 23 من الشهر نفسه. وعلى الرغم من تعليق البروتوكول، إلا أن الاتفاق المؤقت مع الوكالة الدولية لا يلغي إمكانية العودة إلى تنفيذ البروتوكول إذا ما رفعت العقوبات.
انطلاق الجولة الخامسة
في غضون ذلك، ستنطلق مساء اليوم، الثلاثاء، الجولة الخامسة من مفاوضات فيينا غير المباشرة بين طهران وواشنطن بواسطة أطراف الاتفاق النووي، بعد عودة الوفود من عواصمها إلى فيينا.
وفي بيان، أعلن الاتحاد الأوروبي أن الجولة الخامسة من مباحثات فيينا لأطراف الاتفاق النووي ستنطلق اليوم الثلاثاء، حضوريا، على مستوى مساعدي وزراء الخارجية والمدراء السياسيين للدول الأعضاء بالاتفاق.
وكالمعتاد، سيترأس الاجتماع مندوب المفوضية الأوروبية للسياسة الخارجية أنريكه مورا، حسب البيان الأوروبي، الذي أضاف أن المشاركين في الاجتماع يواصلون المشاورات حول عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي والاطمئنان لتنفيذه الكامل والمؤثر.
وتتحدث الأطراف المشاركة في المفاوضات عن "حصول تقدم جيد" فيها، فضلا عن استمرار الخلافات بشأن بعض القضايا، ما دفع الوفود إلى العودة لعواصمها للتشاور بعد الانتهاء من الجولة الرابعة من المباحثات، وعودتها اليوم بتعليمات جديدة.
وأكد رئيس الوفد الأميركي لمباحثات فيينا روبرت مالي، المبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني، مساء الإثنين، أن الجولة الأخيرة من المفاوضات كانت "بناءة".
وقال مالي في تغريدة عبر "تويتر"، إن "الجولة الأخيرة من المباحثات كانت بناءة وشهدت تقدما ملموسا، لكن ما زال هناك الكثير من العمل الذي يجب القيام به"، مشيرا إلى أنه في طريقه إلى فيينا للمشاركة في الجولة الخامسة، مع إعرابه عن أمله في تحقيق المزيد من التقدم فيها باتجاه العودة الثنائية للاتفاق النووي.
The latest round of talks was constructive and saw meaningful progress. But much work still needs to be done. On our way to Vienna for a fifth round where we hope we can further advance toward a mutual return to compliance.
— Special Envoy for Iran Robert Malley (@USEnvoyIran) May 24, 2021