بعد يوم على اشتباكات عنيفة شهدتها شوارع بيروت، علّقت إيران رسمياً، اليوم الجمعة، على هذه الأحداث التي وصفتها بأنها "مريرة"، وفيما دعت روسيا جميع أطراف الأزمة إلى "ضبط النفس"، عبرت السعودية عن تطلعها بأن يصار إلى إنهاء حيازة واستخدام السلاح خارج إطار الدولة.
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، إن بلاده "ترصد تطورات لبنان عن قرب وبدقة". وأكد في بيان صحافي، نشره على قناته في منصة "تليغرام"، "ضرورة الحفاظ على الاستقرار والهدوء في لبنان"، موجهاً أصابع الاتهام إلى "الكيان الصهيوني وعملائه".
وفي السياق، قال المتحدث الإيراني "إننا على قناعة بأن الشعب والحكومة والجيش إلى جانب المقاومة اللبنانية سيخرجون بوحدتهم وتكاتفهم منتصرين وناجحين من هذه الفتن والمؤامرات التي تعود جذورها إلى الكيان الصهيوني ويخطط لها أسياده وينفذها عملاؤه"، على حدّ زعمه.
وفيما ندد خطيب زادة بإطلاق النار على "المواطنين العزل المتظاهرين سلمياً"، وأعرب عن أسفه لذلك، دعا الحكومة والسلطات اللبنانية إلى "التعرف على المتورطين في هذه الجرائم ومثيري الفتن بين الشعب اللبناني والقبض عليهم بشكل عاجل".
قطر تدعو كافة الأطراف اللبنانية إلى تغليب صوت الحكمة وتجنب التصعيد
وأكدت دولة قطر أنها تتابع بقلق التطورات الميدانية للأوضاع في لبنان، داعية كافة الأطراف إلى تجنب التصعيد وضبط النفس وتغليب صوت الحكمة والمصلحة الوطنية على المصالح الحزبية والسياسية.
وأكدت وزارة الخارجية، في بيان، "استمرار دعم دولة قطر للأشقاء اللبنانيين، ومواصلة مشاركتها الفاعلة في كافة الجهود الدولية والإقليمية التي من شأنها ضمان الاستقرار في جمهورية لبنان، وتحقيق تطلعات شعبها الشقيق"، كما شددت على ضرورة تضافر الجهود الدولية من أجل إيجاد حلول جذرية للأزمة.
موسكو تدعو لـ"ضبط النفس" في لبنان
من جانبها، دعت الخارجية الروسية كافة الأطراف في لبنان إلى "ضبط النفس". وجاء في بيان الوزارة "تشعر موسكو بقلق بالغ حيال التوتر السياسي المتزايد في لبنان... نحض جميع السياسيين اللبنانيين على ضبط النفس والحكمة".
وأعربت الوزارة عن أملها في أن يتمكّن رئيس الوزراء الجديد نجيب ميقاتي من التعامل مع "تحد خطير وصعب للغاية".
السعودية: لإنهاء حيازة السلاح خارج إطار الدولة في لبنان
أما وزارة الخارجية السعودية فقالت إنها تتابع باهتمام الأحداث الجارية في الجمهورية اللبنانية، معربة عن أملها في استقرار الأوضاع فيها بأسرع وقت، وتؤكد الوزارة وقوف المملكة التام وتضامنها مع الشعب اللبناني الشقيق".
وأضافت الخارجية: "تتطلع المملكة إلى أن يعم لبنان الأمن والسلام بإنهاء حيازة واستخدام السلاح خارج إطار الدولة وتقوية الدولة اللبنانية لصالح جميع اللبنانيين دون استثناء، فالشعب اللبناني الشقيق يستحق استقراراً في وطنه ونماءً في اقتصاده وأمناً يبدد الإرهاب".
فرنسا تدعو للتركيز على الإصلاحات في لبنان
بدورها، دعت فرنسا جميع الأطراف في لبنان إلى التحلي بالهدوء. وقالت آن كلير لوجندر المتحدثة باسم وزارة الخارجية الفرنسية للصحافيين في إفادة "تدعو فرنسا جميع الأطراف المعنية إلى الهدوء. الأولوية الآن يجب أن تكون لتطبيق الإصلاحات الضرورية والعاجلة لإخراج لبنان من الأزمة، خاصة في قطاع الطاقة".
الولايات المتحدة تحض على "وقف التصعيد" في لبنان
وأمس الخميس، حضت الولايات المتحدة على نزع فتيل التوتر في لبنان بعد اشتباكات دامية في بيروت خلال تظاهرات ضد القاضي المكلف التحقيق حول انفجار مرفأ بيروت.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس، للصحافيين "نضم صوتنا إلى السلطات اللبنانية في دعوتها إلى التهدئة ووقف تصعيد التوتر".
ورفضت الولايات المتحدة تحديد الجهة المسؤولة عن أعمال العنف لكنها جددت انتقاداتها لـ"حزب الله"، المدرج على قائمة "الإرهاب" في واشنطن. وقال برايس، وفق ما أوردته "فرانس برس"، "يعتمد مستقبل الديمقراطية في لبنان على قدرة مواطنيه على التعامل مع المسائل الصعبة وهم واثقون بسيادة القانون". وأردف "يجب أن يكون القضاة بعيدين عن العنف والتهديدات والترهيب، بما في ذلك تلك الصادرة عن حزب الله".
الخارجية الجزائرية تدعو الأطراف اللبنانية إلى التحلي بالمسؤولية
من جهتها، أعربت الحكومة الجزائرية عن أسفها البالغ لسقوط ضحايا جراء الأحداث التي شهدتها العاصمة اللبنانية بيروت، ودعت كافة الأطراف اللبنانية إلى التهدئة.
وأفاد بيان لوزارة الخارجية الجزائرية بأنها تتابع بقلق كبير تطورات الأوضاع في لبنان، وحثت "كافة الأطراف اللبنانية على التحلي بروح المسؤولية والحكمة للحفاظ على وحدة الشعب اللبناني الشقيق".
وشدد نفس المصدر على "ضرورة ضمان السير العادي لمؤسسات الدولة والاستجابة لحاجيات ومتطلبات العيش الكريم للمواطنين".