أكد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، اليوم الإثنين، أن الولايات المتحدة والدول الأوروبية "مخطئة في حساباته تجاه إيران"، قائلا إن "على أميركا أن تتخذ قرارها بشأن التزامها بمتطلبات التفاوض والاتفاق"، في حين هاجم رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، دولا خليجية طبعت علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلا إنها "تتجاوز التطبيع نحو بناء علاقات تحالف".
وجاءت تصريحات الرئيس الإيراني خلال تسلمه أوراق اعتماد سفيرة سويسرا الجديدة في طهران، نادين أوليفيري لوزانو، التي ترعى سفارتها المصالح الأميركية في إيران منذ أكثر من أربعة عقود بعد انقطاع العلاقات بين إيران والولايات المتحدة الأميركية عام 1980.
وأضاف الرئيس الإيراني أن ما أقدمت عليه الولايات المتحدة والدول الأوروبية الثلاث (فرنسا وبريطانيا وألمانيا) الموقعة على الاتفاق النووي والمشاركة في المفاوضات الرامية لإحيائها، في مجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية خلال الشهر الماضي وتمريرها قرارا ضد إيران، "تصرف غير مسؤول يتعارض مع روح التفاوض والاتفاق ويعكس التناقض في سلوكها".
وأكد الرئيس الإيراني أن بلاده "على الرغم من العداوات واصلت مسيرة التقدم، والسياسات التوسعية السلطوية كان لها أثر عكسي" على إيران، حسب قوله.
يشار إلى أن الرئيس الإيراني المحافظ إبراهيم رئيسي الذي تسلم السلطة التنفيذية في إيران منذ يوليو/تموز الماضي، على عكس سلفه حسن روحاني، نادرا ما يتحدث في كلماته حول المفاوضات النووية والاتفاق النووي والعلاقات مع الغرب. ويبدو هذه السياسة تتماشي مع ما أعلنه منذ تسلمه الرئاسة الإيرانية أن حكومته لن تربط سياساتها بالتفاوض مع الغرب والاتفاق النووي، مؤكدا في أكثر من مناسبة أن أولوية حكومته هي العمل على إفشال أثر العقوبات الأميركية إلى جانب السعي لرفعها في المفاوضات النووية.
الحوار مع السعودية يشمل جميع الملفات
وعلى الصعيد الإقليمي، أكد رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية الإيرانية، كمال خرازي، اليوم، استعداد بلاده "الكامل للحوار مع الحكومة السعودية بشأن جميع المواضيع الثنائية والإقليمية"، معبرا عن ترحيبه بـ"عقد عدة جولات حوار بين الطرفين من خلال المساعي الجميلة للحكومة العراقية".
وأضاف خرازي أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية على الرغم من خلافاتها الجادة مع السعودية ترى أن البلدين يمكنهما أن يكونا مكملين لطاقات بعضهما البعض".
وأدلى خرازي بهذه التصريحات في كلمة له في مجمع السلام العالمي العاشر الذي نظمته مؤسسة العلاقات الخارجية للصين افتراضيا مع جامعة شينغوا من السبت حتى الإثنين بمشاركة مسؤولين من عدة دول.
هجوم إيراني على الإمارات والبحرين
إلى ذلك، هاجم رئيس المجلس الاستراتيجي للعلاقات الإيرانية الخارجية، دولا خليجية لتطبيع علاقاتها مع الاحتلال الإسرائيلي، قائلا "إنهم تجاوزوا حتى تطبيع العلاقات نحو إقامة تحالف مع الكيان الصهيوني".
وأكد خرازي أن ذلك "يمثل خطأ استراتيجيا كبيرا سيرفع منسوب التوتر والنزاع في المنطقة بسرعة فائقة"، قائلا إن بلاده كانت قد وجهت تحذيرات من قبْل من تبعات حضور إسرائيل في منطقة الخليج، ومشددا على أن "هذه الدول تتحمل العواقب الخطيرة لهذه التبعات".
وأضاف وزير الخارجية الإيراني الأسبق أن منطقة الخليج "بحاجة إلى آلية أمنية تمنع هيمنة أي قوة، إقليمية أو عالمية، ولأجل تحقيق هذا الهدف يجب اتخاذ إجراءات تبني الثقة في مجالات مثل إدارة المياه والحفاظ على البيئة والأمان النووي وأمن الطاقة والسياحة والتعاون الاقتصادي والتجارة والاستثمار واقتلاع جذور الفقر".
وتابع أن طهران لطالما أكدت على الحوار كطريق فاعل لرفع سوء الفهم وحل النزاعات وتعزيز المشتركات، مضيفا أن تأسيس "مجمع الحوار الإقليمي" من شأنه أن يساهم في حل المشكلات الأمنية، وقال إن "الحوار الأخوي الصريح الشفاف بين دول المنطقة من دون حضور وتدخل الأجانب مفتاح حل المشكلات" على حد تعبيره.