أجرى وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، اليوم السبت، اتصالاً هاتفياً مع وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، الخاضع للحجر الصحي بعد إصابته بفيروس كورونا منذ أيام. وبحث الوزيران، وفق بيان للخارجية الإيرانية، مفاوضات فيينا النووية المرتقبة وتطورات إقليمية.
وأضاف البيان أن وزير الخارجية الإيراني أكد خلال الاتصال أن وضعه الصحي "جيد"، مشيداً بالمواقف الروسية "البنّاءة والإيجابية" تجاه الملف النووي الإيراني.
وأشار عبد اللهيان إلى الاتفاق مع الاتحاد الأوروبي على استئناف مفاوضات فيينا النووية يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الجاري، رابطاً "التقدم السريع" في هذه المفاوضات بأن "تتجنّب الأطراف الأميركية والأوروبية الطموحات وطرح مطالب عابرة للاتفاق النووي وضرورة تبني توجه واقعي وبنّاء".
وأكد أن إيران "تأخذ بعين الاعتبار المفاوضات السابقة ومسارها"، قائلاً إنها "ستتابع مطالبها بقوة خلال المفاوضات المقبلة".
وشدد وزير الخارجية الإيراني على "ضرورة عدم الترديد أبداً بعدم جدية إيران في المفاوضات وموقفها من ضرورة عودة جميع الأطراف إلى الاتفاق النووي"، مشيراً إلى العقوبات الأميركية الجديدة ضد سلاح المسيرات بالحرس الثوري الإيراني، قبل أسبوع، وصرّح بأن "طهران تشكك في نيات الطرف الأميركي".
غير أنّ الوزير الإيراني أكد في الوقت ذاته أنه "إذا عاد الطرف الأميركي إلى جميع تعهداته، ولم تطرح مطالب إضافية، فإيران ستعود أيضاً إلى جميع التزاماتها".
وفيما تشكو الوكالة الدولية للطاقة الذرية من تراجع مستوى مراقبتها على المنشآت النووية الإيرانية، أكد وزير الخارجية الإيراني أن تعاون بلاده مع الوكالة "بنّاء"، داعياً مديرها العام رافائيل غروسي إلى عدم اتخاذ "مواقف سياسية"، مع تأكيد على قرار طهران مواصلة التعاون مع الوكالة الدولية.
من جهته، أكد وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، خلال الاتصال مع أمير عبد اللهيان، "أهمية إحياء الاتفاق النووي"، داعياً "جميع الأطراف، خصوصاً الولايات المتحدة، إلى ضرورة العودة إلى التزاماتها"، وفقاً لما أورده بيان الخارجية الإيرانية.
وقال لافروف إنّ بلاده "لطالما أكدت ضرورة وقف الولايات المتحدة إجراءاتها التخريبية".
كذلك ناقش الوزيران خلال المحادثة الهاتفية تطورات الأوضاع في أفغانستان، داعيين إلى إرسال "مساعدات إنسانية" إلى هذا البلد و"تشكيل حكومة شاملة".
كذلك بحث عبد اللهيان ولافروف أوضاع جنوب القوقاز على ضوء الأزمة التي وقعت بين إيران وجمهورية أذربيجان، خلال الشهور الماضية، وأكد الوزير الإيراني دعم طهران "المفاوضات الإقليمية في إطار مجموعة 3+3" وبقية الصيغ المتفق عليها لحل قضايا القوقاز وتوسيع التعاون الإقليمي.
واقترحت موسكو قبل فترة صيغة "3+3" المكونة من روسيا وإيران وتركيا وأذربيجان وأرمينيا وجورجيا، للوصول إلى حلول مشتركة حول أزمات جنوب القوقاز على ضوء التطورات الناتجة عن المواجهة العسكرية بين باكو ويريفان العام الماضي في منطقة ناغورنو كاراباخ، والتي انتهت باستعادة أذربيجان أجزاء كبيرة من هذه المنطقة.
روسيا تؤيد العودة إلى الاتفاق النووي الإيراني "بصورته الأصلية"
من جهتها، أكدت الخارجية الروسية، في بيان لها، أنّ لافروف وعبد اللهيان أعربا في اتصالهما عن دعمهما للحفاظ على الاتفاق النووي بين طهران والقوى الكبرى "بصورته الأصلية".
وقالت الخارجية الروسية إنّ الوزيرين أوليا اهتماماً خاصاً إلى مستجدات الوضع حول خطة العمل الشاملة المشتركة الخاصة ببرنامج طهران النووي وأفق استئناف المباحثات الدولية بشأن إمكانية إحياء هذه الصفقة في فيينا.
وأضاف البيان، وفق ما نقلته وسائل إعلان روسية: "أبدى الطرفان تأييدهما لاستئناف الصفقة النووية بصورتها المتوازنة الأصلية التي صادق عليها مجلس الأمن الدولي، وأكدا أنّ هذا هو السبيل الصحيح الوحيد لضمان حقوق ومصالح كافة أطراف الاتفاقات الشاملة".
عبداللهيان يجري اتصالاً مع نظيره الصيني
وفي اتصال هاتفي آخر مع نظيره الصيني، وانغ إيي، ناقش وزير الخارجية الإيراني، مفاوضات فيينا المقبلة، مؤكداً أن الولايات المتحدة الأميركية، "لا يمكنها أن تدعي التفاوض والاتفاق في وقت تواصل فيه سياسة الضغوط القصوى الفاشلة والإرهاب الاقتصادي".
وأعرب عن أمله في عودة الأطراف الأميركية والأوروبية إلى مفاوضات فيينا "بواقعية للتوصل سريعا إلى اتفاق". وأكد أمير عبداللهيان أن تعاون بلاده مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية "ستستمر بشكل جيد في إطار الاتفاقات والمقررات".
من جهته، حمل وزير الخارجية الصيني، الولايات المتحدة مسؤولية مشاكل تعتري تنفيذ الاتفاق النووي، وفق بيان للخارجية الإيرانية، داعياً واشنطن لتدارك "خطأها هذا من خلال رفع العقوبات بشكل كامل لتفضي المفاوضات المقبلة لنتائج جيدة في ظل التوجه الإيراني الإيجابي"، حسب قوله.
وكان نائب وزير الخارجية الإيراني علي باقري كني، قد أعلن الأربعاء الماضي أنه اتفق خلال اتصال هاتفي مع نائب مفوض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي إنريكي مورا على استئناف مفاوضات فيينا لإحياء الاتفاق النووي يوم 29 نوفمبر/تشرين الثاني الحالي.
وأضاف باقري كني، في تغريدة عبر "تويتر"، أن هذه المفاوضات "تهدف إلى رفع العقوبات غير القانونية وغير الإنسانية"، في إشارة إلى العقوبات التي فرضتها الإدارة الأميركية السابقة على إيران بعد انسحابها من الاتفاق النووي في مايو/أيار 2018.
وكانت مفاوضات فيينا النووية قد انطلقت خلال إبريل/نيسان الماضي بشكل غير مباشر بين طهران وواشنطن، بواسطة أعضاء الاتفاق النووي، بغية إحياء هذا الاتفاق، لكنها توقفت في 20 يونيو/حزيران الماضي بعد انتهاء الجولة السادسة، بناء على طلب من إيران، بحجة الانتخابات الرئاسية وانتقال السلطة التنفيذية فيها، لكن المفاوضات لم تُستأنف بعد رغم مرور أكثر من 3 أشهر على الانتخابات الرئاسية التي فاز بها إبراهيم رئيسي.