هاجمت الخارجية الإيرانية، اليوم الاثنين، العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز لتصريحاته الأخيرة الداعية إلى موقف دولي "حازم" ضد إيران، معتبرة أن "هذه التصريحات المتعبة والمكررة للحكام السعوديين ليست أمراً غير طبيعي"، قائلة إنهم "يرددون دائماً جمل حفظوها من قبل".
وجاء هذا التعليق على لسان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، سعيد خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي اليوم الاثنين، داعياً "الحكام السعوديين إلى الابتعاد عن اسلوب توجيه الاتهامات الباطلة ونشر الكراهية" و"الرهان فقط على قدرات العالم الإسلامي والمنطقة".
وأكد المتحدث الإيراني أن بلاده "على علم بجميع الأخطاء والمؤامرات والمخططات لآل السعود ضد إيران، لكننا ننظر إلى أننا لم نختَر أن نكون جيراناً، بل على أي حال نحن جيران ولا مفر من التعاون والتكاتف لحل مشاكل المنطقة والرقي بها".
وفي السياق، قال إن "إيران لا تزال تمد يد الصداقة لجميع الدول الإسلامية وهذه قناعتنا"، حسب تعبيره، معتبراً أن "نظام آل السعود لن يحقق أي نتيجة لطالما هو مفعم ومشغوف بشراء الأسلحة ووهم الانتداب على دول عربية مستقلة في المنطقة وعدم المعرفة"، متهماً إياه بـ"عدم المعرفة بالمعادلات الإقليمية والدولية والإصرار على مواصلة نهج قمعي لإدارة المنطقة".
وخاطب الحكام السعوديين بالقول إنه "من خلال إبادة الشعب اليمني لن يتحقق السلام. ولا يمكن شراء الولاء واللوبيات بالمال"، معتبراً أن "ما لم يعودوا عن هذا المسار الخاطئ، فلن يكون هناك أي أفق لتحسن الوضع المعزول الذي تعيشه السعودية حتى منطقة الخليج".
ويأتي الهجوم الإيراني على حكام السعودية بعد دعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، الخميس الماضي، المجتمع الدولي إلى اتخاذ "موقف حازم يضمن معالجة جذرية لسعي النظام الإيراني إلى الحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ الباليستية".
وأضاف العاهل السعودي: "إن المملكة لتؤكد خطورة مشروع النظام الإيراني الإقليمي، وتدخله في الدول ودعمه للإرهاب والتطرف وتأجيج نيران الطائفية، من خلال أذرعه المختلفة، وتنادي بضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي تجاهه، يضمن معالجة جذرية لسعي النظام الإيراني إلى الحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ الباليستية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للإرهاب وتهديده للسلم والأمن الدوليين".
تطورات الاتفاق النووي
وعلى صعيد آخر، وفي معرض الرد على سؤال عمّا إذا أرادت واشنطن العودة إلى الاتفاق النووي في عهد الرئيس الأميركي الفائز بالانتخابات جو بايدن من دون التعويض عن الخسائر لطهران، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إنّ "من المبكر الحديث في هذا الموضوع، لأنه لم تستقر بعد الإدارة الجديدة في أميركا، ونحن أيضاً لن نتخذ الموقف بناءً على التكهنات".
وخاطب إدارة بايدن المقبلة، قائلاً إن "الجميع ومن بينهم الإدارة الأميركية المنتخبة يعلمون أن سياسة الضغط الأقصى وتجويع الشعب الإيراني بحسب وزير الخارجية الأميركي (مايك بومبيو) لم تحقق نتيجة، وهي سياسة فاشلة".
وفيما نفى خطيب زادة تلقي بلاده أي رسائل من بايدن بشأن العودة إلى الاتفاق النووي، أكد أنه "إذا ما عادت أطراف الاتفاق، وتحديداً الأوروبيين، إلى التزاماتهم وأمنوا مصالحنا وعادت أميركا إلى المسار الصحيح، فحينئذ سيكون لدينا رد متناسب مع هذا الوضع".
وشدد المتحدث الإيراني على معارضة بلاده على أي تفاوض بشأن الاتفاق النووي، داعياً واشنطن إلى إلغاء العقوبات إذا ما أرادت العودة إليه.
ورداً على سؤال بشأن تصريحات أميركية لفرض عقوبات جديدة على إيران خلال الشهرين الباقيين لإدارة ترامب بغية عرقلة عودة بايدن إلى الاتفاق النووي إذا ما أراد، قال خطيب زادة إن "هذه العقوبات لن يكون لها أي تأثير عملي غير إحداث صدمات نفسية في السوق"، معتبراً أن الهدف الأميركي هو "إبقاء أجواء العقوبات مستمرة وقائمة طوال الوقت".
وأضاف أن "الشهرين المقبلين فرصة جيدة ليتخلى الرئيس الأميركي عن هذه اللعبة الخاسرة تماماً ويحاول اكتساب ماء وجه من خلال إصلاح مساره الخاطئ".