لم تمض سويعات على إعلان الخزانة الأميركية فرض عقوبات جديدة على شركات أجنبية عاملة مع إيران، حتى أعلنت الأخيرة، اليوم الإثنين، بدء تشغيل المئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة، منها أجهزة متطورة.
وقال المتحدث باسم منظمة الطاقة الذرية الإيرانية بهروز كمالوندي للتلفزيون الإيراني، مساء اليوم الإثنين، إنه صدرت، عصر اليوم الإثنين، أوامر بتشغيل المئات من أجهزة الطرد المركزي الجديدة، مشيراً إلى أنها أجهزة متطورة من الجيل الأول والجيل السادس، مع حديثه أنه جرى إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية بذلك.
وأضاف المتحدث باسم الطاقة الذرية الإيرانية أن المنظمة ضخت، اليوم، الغاز إلى أجهزة الطرد المركزي، وبذلك وصل تشغيل ألف جهاز من الجيل السادس إلى مرحلته النهائية.
وأكد أن هذه الخطوة جاءت في إطار قانون "الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات"، ولأجل رفع التخصيب إلى قدرة 190 ألف سو.
و سو (SWU) هو وحدة عمل فاصلة ومعيار القياس للتخصيب، تمثل قدرات أجهزة الطرد المركزي في الفصل، فيحدد التخصيب على أساس وحدة عمل فاصلة لا عدد أو نوع أجهزة الطرد المركزي.
وكان مجلس الشورى الإسلامي (البرلمان) في إيران قد أقر قانون "الإجراء الاستراتيجي لإلغاء العقوبات"، يوم الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني 2020، لاتخاذ خطوات نووية مهمة لإجبار الطرف الأميركي على رفع العقوبات، منها رفع مستوى التخصيب وكذلك إلغاء العمل بالبروتوكول الإضافي الذي يحكم الرقابة الدولية على البرنامج النووي الإيراني بموجب الاتفاق النووي المبرم عام 2015، الذي انسحبت منه واشنطن يوم 8 أيار/مايو 2018.
وجاءت الخطوة الإيرانية الجديدة، اليوم الإثنين، لتشغيل أجهزة طرد مركزي جديدة، بعد ساعات من إعلان الخزانة الأميركية أنها فرضت عقوبات على كيانات في الإمارات وسنغافورة والصين على صلة بإيران.
وقال وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، في بيان، إن الإدارة الأميركية تفرض عقوبات على "ستة كيانات تسهل المعاملات غير المشروعة المتعلقة بالنفط الإيراني، وكذلك المنتجات البترولية والبتروكيماوية، وهي مصادر رئيسية لإيرادات الحكومة الإيرانية".
وأضاف بلينكن أن بلاده "مخلصة في اتباع طريق الدبلوماسية الرامية لتحقيق عودة متبادلة إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي"، مؤكداً أنها ستواصل فرض العقوبات على إيران لتعود إلى التنفيذ الكامل للاتفاق النووي.
في الأثناء، قال الرئيس الأميركي جو بايدن، اليوم الإثنين، في بيان بمناسبة انعقاد المؤتمر العاشر لمراجعة معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية، إن الولايات المتحدة طورت مع "شركاء إقليميين" مقترحاً "لضمان العودة المتبادلة إلى التنفيذ الكامل لخطة العمل المشتركة (الاتفاق النووي) لضمان عدم امتلاك إيران سلاحا نوويا".
وجاءت العقوبات الأميركية وتشغيل إيران المزيد من أجهزة الطرد المركزي لرفع قدراتها في تخصيب اليورانيوم، في وقت تحدث فيه المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، عن احتمال استئناف مفاوضات فيينا، المتوقفة منذ 11 مارس/آذار الماضي، في المستقبل القريب.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الإيراني حسين أميرعبد اللهيان، مساء اليوم الإثنين، للتلفزيون الإيراني، إنه أبلغ مسؤول السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل استعداد طهران لاجتماع وفود إيران والولايات المتحدة ومجموعة 1+4 الشريكة في الاتفاق النووي في فيينا، لمتابعة المفاوضات غير المباشرة مع واشنطن للوصول إلى نتائج واتفاق.
وأكد أمير عبد اللهيان أن المفاوضات النووية بلغت مرحلة اقترح فيها بوريل على الأطراف مسودة للاتفاق استناداً إلى مواقف هذه الأطراف، مؤكداً ضرورة احترام الخطوط الحمراء الإيرانية في أي اتفاق.