أعلن التلفزيون الإيراني أن استخبارات الحرس الثوري الإيراني أحبطت "عملية تخريبية" في منشأة "فوردو" النووية، أحد أهم المواقع النووية في إيران على بعد 90 كيلومترا من العاصمة طهران، والقبض على "خلية مخربين".
وأفاد المصدر الإيراني بأن "ضباط الموساد حاولوا التقرب من أحد الفنيين في قسم أجهزة الطرد المركزي المتطورة من الجيل السادس في فوردو"، مضيفا أنهم "وظفوا أحد جيران هذا الموظف في المنشأة من خلال المال،وعلّموه طريقة إيجاد تواصل آمن وسلموه جهاز لاب توب وهاتفاً نقالاً".
وأوضح أن ضابط "الموساد" تواصل مع الموظف في منشأة فوردو تحت غطاء شركة من هونغ كونغ، وتمكن من اختراق الموظف الإيراني وإغرائه بالمال بالنقد الأجنبي، مشيرا إلى أن الشخص الموظف تعرف بعد ذلك على الهوية الحقيقية للشخص الأجنبي الذي تواصل معه، وعلم أنه من "الموساد"، ومع ذلك استمر في التعاون معه.
وتابع التلفزيون الإيراني أن استخبارات الحرس الإيراني كانت ترصد جميع هذه التحركات بغية الوصول إلى رأس الخلية، مؤكدا أنها نجحت في القبض على أعضاء الخلية.
وبحسب المصدر، فإن الخلية كانت بصدد تنفيذ "عملية تخريبية كبيرة" في "فوردو" قبل عطلة رأس السنة الإيرانية الجديدة التي تبدأ الأحد المقبل.
وكانت المنشآت النووية الإيرانية قد تعرضت لـ"عمليات تخريبية" خلال السنوات الماضية، كان آخرها، حسب الإعلان الرسمي للسلطات، قد وقع يوم 23 يوليو/تموز الماضي، استهدف موقع "تسا" بمنطقة كرج غربي العاصمة طهران. والموقع تنتج فيه أجهزة الطرد المركزي المستخدمة في عمليات تخصيب اليورانيوم. واتهمت السلطات الإيرانية إسرائيل بتنفيذ "العملية التخريبية" في "تسا".
وقبل هذا الهجوم، وقع هجوم آخر استهدف منشأة "نطنز"، يوم الرابع من إبريل/شباط الماضي، بعد يومين من إطلاق المباحثات النووية غير المباشرة بين طهران وواشنطن في فيينا بواسطة أطراف الاتفاق النووي لإحياء الاتفاق.
واستهدف الهجوم على منشأة "نطنز"، وهي أهم منشأة إيرانية لتخصيب اليورانيوم، وقف عملية التخصيب، وذلك عبر تفجير استهدف التيار الكهربائي بالمنشأة، لكن السلطات الإيرانية نفت وقف عملية تخصيب اليورانيوم في "نطنز"، معلنة لاحقا أنها أوصلت الكهرباء إلى الجزء الذي تعطل فيه بسبب "العملية التخريبية" التي وصفتها بأنها "إرهاب نووي"، مع توجيه الاتهام إلى إسرائيل بالوقوف وراءه.
وردت إيران على هذا "العمل التخريبي" برفع مستوى تخصيب اليورانيوم إلى 60 في المائة، وهي أعلى نسبة لتخصيب اليورانيوم في إيران، ما أثار قلق الأطراف الأميركية والأوروبية التي قالت إن هذه النسبة تقرب إيران من صناعة سلاح نووي.
كما كشف رئيس منظمة الطاقة الذرية الإيرانية السابق البرلماني فريدون عباسي، مطلع شهر مايو/أيار، عن أن منشأة "نطنز" قد تعرضت لـ"5 عمليات تخريبية كبيرة خلال السنوات الـ15 الأخيرة"، مع الحديث عن وقوع عمليات "صغيرة" أخرى في هذه المنشأة.
وقال عباسي، في مقابلة مع وكالة "فارس" الإيرانية، إن الانفجار الأول وقع خلال عام 2011 عبر "وضع متفجرات في مستشعرات قياس الهواء في أجهزة الطرد المركزي"، مشيرا إلى أن هذه المتفجرات كانت بحجم "العدس" ووقع الانفجار منتصف الليل.
وأضاف أن "العدو يختار مناسبات أيديولوجية" لتنفيذ عملياته "التخريبية" في المنشآت الإيرانية، عازيا الهدف من اختيار هذه المناسبات إلى السعي لـ"استعراض القوة".
وبدأت الهجمات "التخريبية" في المواقع النووية الإيرانية بهجمات إلكترونية، حيث استهدف فيروس "ستاكس نت"، المصنف أنه أخطر فيروس عسكري، عام 2010، منشأة "نطنز" النووية الأكبر في البلاد لتخصيب اليورانيوم ومفاعل "بوشهر" النووي بالقرب من الخليج. فرغم وجود شواهد ومؤشرات قوية على أن هذا الفيروس من صناعة أميركا وإسرائيل لتعطيل البرنامج النووي الإيراني، وفق وثائقي لقناة "بي بي سي" الناطقة بالفارسية بثته يوم 22 مايو/أيار 2018، إلا أنهما لم يعلنا عن ذلك. وأحدث "ستاكس نت" "مشاكل" في أجهزة الطرد المركزي في "نطنز"، كما قال الرئيس الإيراني أحمدي نجاد، في نوفمبر/تشرين الثاني 2010، حسب وكالة "إرنا" الإيرانية الرسمية، لكن نجح المهندسون الإيرانيون في تحييد الفيروس وإزالته من أجهزة الكمبيوتر في المنشآت النووية، كما قال مسؤولون أوروبيون وأميركيون وخبراء في القطاع الخاص لوكالة "رويترز" يوم 19 فبراير/شباط 2012.