نفت إيران، اليوم الأربعاء، صحة ما أوردته وسائل إعلام إقليمية بشأن تلقي طهران رسائل أميركية خلال اليومين الأخيرين، في أعقاب الهجوم على قاعدة "البرج 22"، شمال شرقي الأردن، الأحد الماضي.
وقالت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، وفق وكالة "إيسنا" الإيرانية، إن "هذه الرسائل لم تُتبادل" بين إيران والولايات المتحدة، مؤكدة أن "السياسة المبدئية للجمهورية الإسلامية الإيرانية هي أنه إذا ما هاجم أي طرف أراضي إيران، أو مصالحها ورعاياها خارج حدودها، فسيواجَه برد حازم وقوي".
وفيما تترقب المنطقة الرد الأميركي على هجوم "البرج 22"، تحدثت، تقارير إعلامية نقلاً عن مصادر إيرانية، أمس الثلاثاء، عن تلقي إيران "أكثر من رسالة خلال اليومين الماضين عبر أطراف ثالثة" من الولايات المتحدة الأميركية. وأضافت أن "رسائل واشنطن أكدت أنها لا تريد حرباً مفتوحة، وحذرت من أن توسيع الحرب سيقابَل بتحرك أميركي".
وأشارت المصادر إلى أن "طهران رفضت تهديدات واشنطن، واعتبرت استهداف أراضيها خطاً أحمر سيقابل برد مناسب".
إلى ذلك، أكد القائد العام للحرس الثوري الإيراني الجنرال حسين سلامي، أن بلاده "لا تسعى للحرب ولا تخشاها أيضاً"، قائلاً، وفق وكالة "تسنيم" الإيرانية: "لسنا دعاة الحرب لكننا سندافع عن أنفسنا وعزتنا".
وشدد سلامي، اليوم الأربعاء، على أن "الأعداء أحياناً يهددون، وهذه الأيام نسمع تهديدات في تصريحات المسؤولين الأميركيين"، مخاطباً إياهم بالقول: "أنتم اختبرتمونا ونعرف بعضنا البعض. لن نبقي أي تهديد من دون رد".
من جهته، دعا وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، في اجتماع للحكومة الإيرانية، الولايات المتحدة، إلى "وقف تهديداتها وإسقاطاتها"، والتركيز على الحل السياسي.
وأضاف أمير عبداللهيان أن ردّ إيران على أي هجوم "سيكون حازماً وسريعاً".
وصعّدت الإدارة الأميركية تهديداتها واتهاماتها لإيران بالوقوف وراء الهجمات التي تطاول القواعد والقوات الأميركية في المنطقة، وسط وعيد أميركي بالردّ على الهجوم الأخير على قاعدة "البرج 22" الأميركية شمال شرقي الأردن.
وتوعّد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، مساء الاثنين، بالردّ على إيران، قائلاً إنه قد يكون متعدّد المستويات، وعلى مراحل، ويستمرّ بعض الوقت.
في المقابل، أكد عبد اللهيان، في منشور عبر منصة "إكس"، الثلاثاء، أن "البيت الأبيض يعلم جيداً أن الحلّ لإنهاء الحرب والإبادة في غزة والأزمة الراهنة في المنطقة سياسي".
كما نفت البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة، خلال اليومين الماضيين، أي علاقة لإيران بهجوم "البرج 22".
وأكد المندوب الإيراني سعيد إيرواني، أمس الثلاثاء، أن طهران "ترفض بشكل قاطع هذه المزاعم الباطلة"، قائلاً إنه "لا وجود لأي مجموعة تابعة للقوات المسلحة للجمهورية الإسلامية الإيرانية، سواء في العراق أو سورية أو أي مكان آخر، لتعمل بشكل مباشر أو غير مباشر تحت سيطرتها أو نيابة عنها، لذلك، فإن الجمهورية الإسلامية الإيرانية لن تتحمل مسؤولية أي أعمال لأي شخص أو مجموعة في المنطقة".
وكانت مصادر إيرانية مسؤولة قد قالت لـ"العربي الجديد"، الاثنين، إنّ طهران "رفعت مستوى الجهوزية للدفاعات الجوية والقوات الإيرانية، وهي على أهبة الاستعداد لصد أي هجوم" أميركي رداً على هجوم التنف، وذلك في أعقاب الهجوم والتهديدات الأميركية.
وأكدت المصادر التي رفضت الكشف عن هويتها أنّ "القوات الإيرانية لن تنتظر وقتاً، وأنها سترد بحزم وسرعة على أي اعتداء داخل الأراضي الإيرانية"، غير أنها استبعدت قيام الإدارة الأميركية بـ"هذه المغامرة"، لافتة إلى أن "ذلك لا يمنعنا من أن تكون قواتنا على أهبة الاستعداد للرد على أي هجوم".