نفى المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، الأربعاء، صحة اتهامات واشنطن لإيران بالسعي لاختطاف الصحافية الإيرانية المعارضة مسيح علي نجاد في الولايات المتحدة.
وأكد خطيب زادة، وفقاً لما أورده التلفزيون الإيراني، أنّ "المزاعم الجديدة للإدارة الأميركية التي لا يخفى على أحد عداؤها السافر والخفي لإيران، مضحكة وباطلة لدرجة لا تستحق الرد عليها".
وأضاف المتحدث الإيراني أنّ "هذه ليست المرة الأولى التي تطرح فيها أميركا سيناريوهات هوليوودية بهدف إحياء أدواتها المحترقة الباطلة".
وكان القضاء الأميركي قد أعلن أنّه وجّه إلى أربعة "عملاء للاستخبارات الإيرانية" تهمة التآمر لخطف صحافية أميركية من أصول إيرانية تقيم في الولايات المتحدة وتنشط في مجال "فضح انتهاكات حقوق الإنسان" في إيران.
ولم يكشف القضاء الأميركي عن اسم هذه الصحافية، لكنّ مسيح علي نجاد، الصحافية والناشطة الإيرانية المقيمة في نيويورك، التي أسّست حركة لتشجيع النساء في بلدها الأمّ على خلع الحجاب، بدت في تغريدة على "تويتر" وكأنها تؤكّد أنّ مؤامرة الخطف كانت تستهدفها.
وقالت وزارة العدل الأميركية، في بيان لها نقلته وكالة "فرانس برس"، إنّ المتّهمين الأربعة، وجميعهم رجال، سعوا منذ "يونيو/ حزيران 2020" إلى خطف "كاتبة وصحافية فضحت انتهاكات حقوق الإنسان المرتكبة من قبل الحكومة الإيرانية".
ونقل البيان عن المدّعية العامة أودري ستروس قولها إنّ المتّهمين الأربعة خطّطوا "لاقتياد ضحيتهم بالقوة إلى إيران، حيث سيكون مصيرها، في أحسن الأحوال، مجهولاً".
وقالت الناشطة النسوية مسيح علي نجاد إنها كان هدف مخطط الخطف هذا. وكتبت في تغريدة: "شكراً لمكتب التحقيقات الفدرالي (أف بي آي) لإحباطه مخطط الاستخبارات الإيرانية لخطفي"، وصورت نفسها أمام نافذة تظهر منها سيارة شرطة. وأكدت أن السيارة تقف أمام منزلها منذ أسبوعين.
I am grateful to FBI for foiling the Islamic Republic of Iran's Intelligence Ministry's plot to kidnap me. This plot was orchestrated under Rouhani.
— Masih Alinejad 🏳️ (@AlinejadMasih) July 14, 2021
This is the regime that kidnapped & executed Ruhollah Zam. They've also kidnapped and jailed Jamshid Sharmahd and many others pic.twitter.com/HUefdEbiil
ووفقاً للقرار الاتّهامي، فقد لجأ المتهمون إلى الاستعانة "بخدمات محقّقين خاصّين لرصد وتصوير" ضحيتهم وأقاربها "في مناسبات عدّة" في العامين 2020 و2021.
ومن الولايات المتحدة حيث تقيم راهناً، تنتقد علي نجاد النظام الإيراني وسياسته، وقد تلقت دعماً من نجوم كبار، أمثال الممثلة ميريل ستريب، التي صعدت معها على المسرح خلال مؤتمر لحقوق المرأة عام 2016.
وأكدت، في إبريل/ نيسان، في مقطع مصور أمام البرلمان السويدي: "بنظر النظام الإيراني، كل امرأة تناضل من أجل حقوقها الأساسية، مجرمة".
وبحسب ما نقلت "فرانس برس" عن النيابة الأميركية العامة، فإن العملاء بحثوا عن طريقة لنقل الصحافية خارج الولايات المتحدة، وقد استعلم أحدهم خصوصاً عن زوارق سريعة تقترح "عملية إجلاء بحرية مستقلة" انطلاقاً من نيويورك، ورحلة بسفينة بين نيويورك وفنزويلا "التي تقيم علاقات ودية مع إيران"، بحسب النيابة.
وكانت الشبكة التي كشفتها "أف بي آي" تستهدف ضحايا آخرين يقيمون خصوصاً "في كندا والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة"، وقد حاول أفرادها استخدام وسائل المراقبة نفسها حيالهم، بحسب المدعين العامين.
والعملاء الأربعة هم علي رضا شورغي فراهاني، محمود خاضعين، كيا صادقي، وأميد نوري. وبحسب البيان، يشتبه في أنّ إيرانياً خامساً يقيم في كاليفورنيا شارك في تمويل هذه المؤامرة.
وأكد المدعي العام مارك ليسكو أن "كل شخص في الولايات المتحدة يجب أن يكون بمنأى عن أي مضايقات أو تهديد أو مساس بسلامته الجسدية من قبل قوة خارجية".
وتفيد منظمة "مراسلون بلا حدود" غير الحكومية بأن إيران هي من أكثر دول العالم قمعاً للصحافيين، وتمارس رقابة "شديدة" على الأخبار، وقد أدرجتها في المرتبة الـ174 من أصل 180 في قائمتها لحرية الصحافة في 2021. وأضافت المنظمة أن "قمع حرية الإعلام لا يقتصر على داخل البلاد"، مشيرة إلى أنه منذ عام 1979، ما لا يقل عن 860 صحافياً "أوقفوا أو اعتقلوا أو أعدموا من قبل السلطة".
وفي يناير/ كانون الثاني 2016، بادلت طهران الصحافي لدى "واشنطن بوست" جايسن رضيان بسبعة إيرانيين كانوا مسجونين في الولايات المتحدة.
وأوقف رضيان، مراسل الصحيفة الأميركية في إيران، مع زوجته في 22 يوليو/ تموز 2014 بعدما كانت طهران قد وافقت للتو على إجراء المفاوضات حول برنامجها النووي الذي تشتبه الأسرة الدولية في أنه يتضمن شقاً عسكرياً. وأفرج عن زوجته بعد شهرين. أما رضيان، الذي اتُّهم بـ"التجسس" لحساب الولايات المتحدة، فأمضى 544 يوماً في سجن إيوين في شمال طهران، حيث أكد تعرضه لسوء المعاملة وحرمانه من النوم، وهُدّد بقطع رأسه.
وتعتقل إيران أكثر من عشرة غربيين يحملون بغالبيتهم الجنسية الإيرانية أيضاً في السجن أو في الإقامة الجبرية، مثل الباحثة الفرنسية الإيرانية فاريبا عادلخاه، المسجونة منذ سنتين.