أعربت الرئاسة الإيرانية عن رضاها عن مسار مباحثات فيينا غير المباشرة مع الولايات المتحدة، بواسطة أطراف الاتفاق النووي، مؤكدة أن "المسار مرضٍ وإيجابي رغم استمرار الصعوبات والخلافات".
وأكد رئيس مكتب الرئيس الإيراني محمود واعظي، في حديث مع موقع الحكومة الإعلامي "باد"، مساء اليوم الجمعة، أنّ مباحثات فيينا "تمرّ بأيام حاسمة وتعتريها صعوبات، لكننا نشاهد أجواء إيجابية، وإذا استمر الوضع على هذا المنوال ستسجل المفاوضات تقدماً".
وأضاف واعظي أنّ "الحكومة والفريق المفاوض يعملان في المفاوضات في إطار رسمته السلطات العليا، ويعملان لتحقيق شروط قائد الثورة الإسلامية"، مشيراً إلى أنّ الهدف هو "إحياء الاتفاق النووي ورفع العقوبات" الأميركية.
وأشار رئيس مكتب الرئيس الإيراني إلى جولة وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف في المنطقة، والتي شملت قطر والعراق وعمان والكويت، قائلاً إنها "تأتي لتعزيز العلاقات مع الجيران"، مع تأكيده أنّ "تطوير العلاقات مع الجيران يشكل هدفاً استراتيجياً لإيران".
واعتبر أنّ جولة ظريف "خطوة للحوار والتعاون مع الدول الجارة"، مؤكداً أنها "حققت نتائج جيدة".
وعن العلاقات الإيرانية السعودية التي تشهد تطورات هذه الأيام، وسط حديث عن مباحثات بينهما بواسطة عراقية، وتصريحات إيجابية متبادلة، قال واعظي إنّ "تعزيز العلاقات بين إيران والسعودية يصبّ في مصلحة المنطقة بكل تأكيد، ويؤثر على التغلب على التوترات والتحديات غير الضرورية".
إلى ذلك، أعلنت الخارجية الإيرانية، الجمعة، استمرار المباحثات في فيينا بين الوفد الإيراني ووفود أطراف الاتفاق النووي، مؤكدة عقد اجتماعات على عدة مستويات طيلة، أمس الخميس.
وأشارت إلى عقد رئيس الوفد الإيراني عباس عراقجي اجتماعاً رباعياً مع رؤساء وفود الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا.
وعقدت اللجنة المشتركة للاتفاق النووي، الثلاثاء، الجولة الثالثة للمفاوضات في فيينا، بمشاركة وفود من إيران وفرنسا وبريطانيا وألمانيا والصين وروسيا.
وذكرت الخارجية الإيرانية، في إيجاز صحافي، أنّ المجتمعين اتفقوا على تسريع وتيرة المفاوضات ومواصلة لجان الخبراء أعمالها في مجالي إلغاء العقوبات والإجراءات النووية، فضلاً عن تشكيل لجنة خبراء ثالثة، بعنوان "فريق الخبراء لإعداد الترتيبات التنفيذية"، من أجل إجراء مناقشات بشأن الترتيبات التي يجب اتخاذها لإلغاء العقوبات وعودة واشنطن إلى الاتفاق النووي.
كما أجرى المبعوث الأميركي الخاص للشأن الإيراني، روبرت مالي، في فيينا مباحثات مع أطراف الاتفاق النووي، باستثناء إيران التي ترفض التفاوض مع الولايات المتحدة.
وانطلقت المفاوضات النووية في فيينا، في 2 إبريل/ نيسان الحالي، لبحث سبل عودة واشنطن إلى الاتفاق النووي من خلال رفع العقوبات عن إيران، وعودة الأخيرة لالتزاماتها النووية التي أوقفتها.
وتشترط طهران رفع كامل العقوبات مرة واحدة مع إمكانية التحقق من رفعها عملياً قبل العودة لتعهداتها النووية.
موقف أميركي "غامض"
من جهته، قال المبعوث الروسي لمفاوضات فيينا ميخائيل أوليانوف، اليوم الجمعة، في مقابلة تلفزيونية، إنّ موقف الولايات المتحدة من إلغاء العقوبات "ليس واضحاً".
وجاء هذا التصريح رداً على سؤال بشأن ما أوردته وكالة "أسوشييتد برس" الأميركية بشأن بحث واشنطن رفع العقوبات عن إيران، مضيفاً أنّ ما أوردته الوكالة "لا ينطبق على الواقع" في المفاوضات.
وأوضح أوليانوف أنّ "السلطات الأميركية أعلنت بشكل غامض أنها يمكن أن تتخذ الخطوة الأولى في هذا الاتجاه، لكنهم أكدوا بشكل دقيق أنهم لن يحولوا هذا المسار إلى شارع من اتجاه واحد، ورفع جميع العقوبات يتوقف على بدء إيران تنفيذ جميع تعهداتها".
وقال المبعوث الروسي إنّ إيران تعتبر أنّ العقوبات التي أعلنت واشنطن رفعها "غير كافية".
وفي وقت سابق اليوم الجمعة، قال مستشار الأمن القومي الأميركي جيك سوليفان، إنّ المفاوضات غير المباشرة في فيينا بشأن عودة واشنطن وإيران إلى الالتزام بالاتفاق النووي تقف "في منطقة غير واضحة".
وأكد سوليفان في منتدى أمني، وفق ما أوردته "رويترز": "لن أصف مستوى المفاوضات في هذه المرحلة لأنها (..) في منطقة غير واضحة". وأضاف مستشار الأمن القومي الأميركي: "لمسنا رغبة من كل الأطراف، ومنهم الإيرانيون، في الحديث بجدية عن تخفيف العقوبات... وعن العودة إلى الاتفاق النووي... لكن لم يتضح بعد ما إذا كانت (الرغبة) ستسفر في نهاية المطاف عن اتفاق في فيينا".