مرة أخرى، أكد الرئيس الإيراني حسن روحاني، اليوم الأربعاء، أن الحرب الاقتصادية التي تشنها الإدارة الأميركية ضد بلاده "فشلت في تحقيق أهدافها"، معتبرا أن "هدفها الرئيسي كان إسقاط النظام" الإيراني، "لكننا لم نسمح بتحقيق ذلك"، فيما وجه انتقادات حادة لمنتقديه من تيار المحافظين.
وقال روحاني، في تصريحات في اجتماع الحكومة، وفقا لموقع الرئاسة الإيرانية، إن "تقليل آثار الحرب الاقتصادية والعقوبات الظالمة من أولويات الحكومة"، مشيرا إلى أن "كسر هذه العقوبات يعني هزيمة الصهيونية والرجعية والمتطرفين الأميركيين"، وقال إن "ذلك اليوم هو يوم انتصارنا".
وهنا وجه انتقادات حادة لأوساط محافظة، قائلا إن "اولئك الذين يقولون إنه ليس مهما أن تكون هناك عقوبات أو لا تكون، وأن يتأخر رفعها فترة، فلا بد أن هؤلاء وضعهم الاقتصادي جيد"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى الخلافات بين الحكومة والمحافظين حول استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة بعد فوز المرشح الديمقراطي الأميركي جو بايدن في الانتخابات، حيث سبق أن اعتبر روحاني هذا الفوز "فرصة" لإلغاء العقوبات، متهما بتلميح خصومه إلى السعي لتأجيل رفعها.
وجه انتقادات حادة لأوساط محافظة بقوله إن "اولئك الذين يقولون إنه ليس مهماً أن تكون هناك عقوبات أو لا تكون، وأن يتأخر رفعها فترة، فلا بد أن هؤلاء وضعهم الاقتصادي جيد"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى الخلافات بين الحكومة والمحافظين حول استئناف المفاوضات مع الولايات المتحدة
وأكد الرئيس الإيراني أن "الشعب هو الذي يتحمل الضغوط الأساسية في كل يوم، لكن البعض يصر على تبرئة أميركا واعتبارها أنها جيدة جدا، وأن الحكومة (الإيرانية) هي سيئة"، وذلك في إشارة غير مباشرة إلى اتهامات محافظة له بالتقصير في إدارة الشؤون الاقتصادية للبلاد، ما أدى إلى الأزمة الاقتصادية، لكن روحاني يصوب في تصريحاته في مناسبات عدة على العقوبات الأميركية معتبرا أنها سبب المشاكل.
وأضاف أنه "واجهنا مجنونين فرضا حربين على شعبنا، الأول كان صدام الذي فرض حربا عسكرية، والثاني هو المجنون ترامب الذي فرض حربا اقتصادية"، معتبرا أن بلاده "كانت المنتصر النهائي عندما تم إعدام صدام"، معربا عن قناعته بأن "ترامب أيضا لن ينال مصيرا أفضل من صدام"، حسب قوله.
من جهة أخرى، أثارت دعوة روحاني الإثنين الماضي إلى إعادة النظر في الدستور وانتقاداته لمجلس صيانة الدستور انتقادات واسعة بين المحافظين ومؤسسات سيادية، حيث انتقدها اليوم أمين مجلس صيانة الدستور رجل الدين المحافظ محمد جنتي، قائلا إن "السيد الرئيس يدلي بتصريحات ضد مجلس صيانة الدستور تتناقض مع الدستور".
وكان روحاني قد اتهم المجلس بتقديم تفسيرات انتقائية مختلفة في كل فترة في البلاد، أي بالنظر إلى وجود حكومات محافظة وإصلاحية.
وأعرب جنتي عن أسفه من تصريحات روحاني "الخاطئة والمثيرة للجدال"، وقال "إنني في عجب من أنه لماذا في هذه الظروف التي يواجه فيها الشعب مشاكل، مثل الغلاء، بسبب السياسات الخاطئة لبعض المسؤولين، ويجب أن يبذل الجميع جهودهم لحلها، يأتي السيد رئيس الجمهورية ويدلي بتصريحات ضد مجلس صيانة الدستور تتناقض مع الدستور، وهي ليست في شأن الرئيس".
كما أعرب عن استغرابه وأسفه من "حديث مسؤولين عن التفاوض مع أميركا والعزف على طبل التفاوض"، مؤكدا، حسب التلفزيون الإيراني في اجتماع لمجلس صيانة الدستور، أن "مفتاح حل مشكلات البلاد هو في التركيز على القدرات الداخلية وعدم الرهان على الخارج".