رغم تأكيد المسؤولين الإيرانيين خلال الفترة الأخيرة أنه لا يهمهم من سيفوز في الانتخابات الأميركية، إلا أن التعليقات الإيرانية خلال الساعات التي أعقبت الإعلان عن فوز المرشح الديموقراطي جو بايدن لم تخل من إبداء الفرح والسعادة لرحيل مهندس استراتيجية الضغط الأقصى على طهران، الرئيس الأميركي دونالد ترامب، ليقول نائب الرئيس الإيراني، إسحاق جهانغيري، في تغريدة، الليلة إن "عهد ترامب وفريقه المغامر والداعي للحرب قد انتهى".
وأضاف جهانغيري أن "الانسحاب من المعاهدات الدولية من اتفاقية المناخ إلى فرض عقوبات اقتصادية وغير إنسانية ضد الشعب الإيراني ودعم الإرهاب والعنصرية، كانت تشكل جوهر سياسات ترامب".
وفي تغريدة ثانية، قال نائب الرئيس الإيراني إن "الشعب الإيراني بمقاومته صمد ضد سياسة الضغوط القصوى لترامب"، مؤكدا أن بلاده "لن تنسى اغتيال اللواء (قاسم) سليماني"، قائد "فيلق القدس" الإيراني، الذي اغتالته واشنطن بالقرب من مطار بغداد الدولي في ضربة جوية.
وأعرب جهانغيري عن أمله في أن "تتغير السياسات الأميركية المخربة وتعود أميركا إلى القانون والتزاماتها الدولية واحترام الشعوب"، في إشارة إلى الاتفاق النووي.
وكتب وزير الاتصالات الإيراني، محمد جواد آذري جهرمي، في تغريدة: "نهاية السيد ترامب المقامر ..."، مرفقاً إياها بصورة عن سليماني.
وقال السفير الإيراني في لندن حميد بعيدي نجاد، أيضاً في تغريدة عبر "تويتر"، إن "الحياة السياسية لرجل نشر الكراهية قد انتهى"، مضيفا أن "ترامب فشل في إجبار إيران على الاستسلام وانتهت حياته السياسية بحسرة تلقي اتصال من إيران".
ومن جهته، كتب حسام الدين أشينا، مستشار الرئيس الإيراني للشؤون الإعلامية على "تويتر"، بعيد الإعلان عن فوز بايدن، إن الإيرانيين "صمدوا بشجاعة إلى أن رحل هذا الجبان"، في إشارة إلى الرئيس دونالد ترامب.
إلى ذلك، أبدى إيرانيون من أنصار الثورة الإسلامية عبر شبكات التواصل الاجتماعي فرحتهم لرحيل ترامب، مستحضرين لحظات انتصار الثورة في إيران عام 1979 عندما خرج الشاه الإيراني محمد رضا بهلوي من البلاد، ورفع الثوار حينها صحفاً كتبت في مانيشتاتها "شاه رفت" (أي رحل الشاه)، واستبدل بعض هؤلاء الإيرانيين الجملة بـ"ترامب رحل".
ومارس ترامب، وهو الرئيس الأميركي الأكثر عداء للجمهورية الإسلامية الإيرانية، أقصى الضغوط عليها، التي لم يسبق لها مثيل خلال 40 عاماً من الصراع بين الطرفين، وذلك من خلال شن حرب اقتصادية شرسة وفرض عقوبات غير مسبوقة عليها بعد الانسحاب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران والمجموعة الدولية بما فيها الإدارة الأميركية في عهد أوباما، فضلاً عن قيام إدارة ترامب باغتيال أرفع الجنرالات الإيرانيين اللواء قاسم سليماني قائد "فيلق القدس" الذراع الخارجي للحرس الثوري الإيراني مطلع العام الحالي في بغداد.
واليوم تتطلع إيران بعد رحيل ترامب اعتباراً من العشرين من يناير/كانون الثاني المقبل، إلى عودة بايدن للاتفاق النووي وإنهائه العقوبات، لكن هناك من المراقبين والمحللين من يدعو إلى عدم التعويل على الرئيس الأميركي المقبل، مؤكدين أن فوزه لا يعني أن عودته إلى الاتفاق النووي ستكون تحصيل حاصل وأن جوهر السياسة الأميركية تجاه طهران لن يتغير بمجيئه.