أكد القائد العام لـ"الحرس الثوري" الإيراني، الجنرال حسين سلامي، اليوم الأربعاء، أن بلاده "لا تعيش عزلة اليوم كما خطط لها الأعداء"، مضيفا أن "الأميركيين قد خرجوا من منطقتنا بشكل واسع". في حين، أكد وزير الخارجية الإيراني من موسكو على ضرورة انسحاب القوات التركية من سورية لـ"تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق".
وقال القائد العام للحرس، في تصريحات على هامش مؤتمر في طهران، أوردتها وكالة "تسنيم"، إن "الأميركيين أجبروا على إخراج المنطقة من أولوياتهم السياسية، وعلاقاتنا مع الجيران أصبحت أفضل، ولا أثر للعزلة السياسية التي خطط لها الأعداء".
واتفقت إيران والسعودية قبل شهرين في بكين على استئناف العلاقات الدبلوماسية بعد ثماني سنوات من القطيعة، الأمر الذي يشكل بوابة لتحسين إيران علاقاتها المتأزمة مع محيطها العربي والإقليمي، في وقت تلوح في الأفق نذر مواجهة إيرانية إسرائيلية على خلفية التهديدات الإسرائيلية بضرب البرنامج النووي الإيراني، وتلويح أميركي باحتمال منح تل أبيب "حرية العمل" في مواجهة البرنامج، فضلا عن تهديدات غربية بتدويل الملف النووي الإيراني مرة أخرى.
وأضاف القائد العام لـ"لحرس الثوري" الإيراني أن الاحتجاجات السياسية والاجتماعية في إسرائيل "تظهر أن النظام السياسي الصهيوني ليس مستقرا، ويعيش اضطرابا".
من جهته، قال رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، الجنرال محمد باقري، اليوم الأربعاء في مؤتمر "هندسة النظام العالمي الجديد" في طهران المنعقد بمشاركة مسؤولين وقادة عسكريين من بعض الدول، إن "التواجد العسكري الأميركي يضرّ بالمنطقة".
وأضاف باقري: "ثمة شواهد تظهر أن النظام أحادي القطب لا يعيش وضعا مستقرا، والعالم على أعتاب نظام جديد". واستطرد قائلا: "المحاولة الأميركية لقيادة العالم المطلقة باءت بالفشل وتمكن مشاهدة ملامح ذلك في الانسحاب أو يشبه الهروب من العراق وأفغانستان، وتراجع لافت للقوات الأميركية في غرب آسيا والتخبط الأميركي في المنطقة وجنوب الصين وغرب أوروبا".
وبحسب قول باقري، فإن "أميركا باتت اليوم أضعف من قبل بشكل ملحوظ، وتعيش وضعا أكثر عزلة".
استقبال رئيس أركان النظام السوري
إلى ذلك، استقبل رئيس الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية، محمد باقري، اليوم الأربعاء، رئيس الأركان العامة لجيش النظام السوري، الفريق عبد الكريم محمود إبراهيم، في طهران.
وقال باقري إن "العلاقات الإيرانية السورية امتزجت بالدم وزادت عمقا ومتانة"، مشيرا إلى تزايد الزيارات المتبادلة مع مسؤولي النظام السوري، ولافتا إلى زيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي أخيرا إلى دمشق.
دعوة إيرانية للانسحاب التركي من سورية
في الأثناء، أجرى وزير الخارجية الإيراني، حسين أمير عبد اللهيان، اليوم الأربعاء، لقاء ثنائيا مع وزير خارجية النظام السوري فيصل مقداد في موسكو، قبيل اللقاء الرباعي بمشاركة وزراء خارجية إيران وروسيا وتركيا والنظام السوري.
ورحب أمير عبد اللهيان بعودة سورية إلى جامعة الدول العربية، معلنا عن استعداد بلاده لـ"المساعدة في تطبيع العلاقات بين أنقرة ودمشق"، مؤكدا أن عقد اجتماع وزراء خارجية الدول الأربع في روسيا "يمثل تقدما في المسار السياسي لحل الموضوعات المرتبطة بسورية"
وشدد على أن "أهم عنصر يساهم في حل الخلافات بين تركيا وسورية هو ضرورة خروج القوات التركية من الأراضي السورية"، معتبرا أن "ذلك يشكل مانعا أمام تطبيع العلاقات والتوصل إلى حلول لبقية القضايا"، وفق تصريح صحافي للخارجية الإيرانية.