قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني، اليوم الاثنين، إن بلاده ستواصل المفاوضات النووية لتحقيق "الحد الأقصى من مصالحها"، مضيفاً أنه "في الفترة الزمنية الأخيرة شاهدنا مؤشرات على الواقعية والابتعاد عن الفضاء غير البناء والمدمر لدى الأطراف الأخرى، لكن ذلك ليس كافياً".
وتابع كنعاني، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي، أن إيران تتفاوض لأجل الوصول إلى النتيجة، مؤكدا: "نحن مستعدون لجميع السيناريوهات في المستقبل، كما أننا مستعدون لاستئناف المفاوضات مع مراعاة الخطوط الحمراء، مستعدون أيضا لأي سيناريو آخر".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية إن المفاوضات النووية "تمضي نحو التقدم".
وتعثرت المفاوضات الرامية إلى إحياء الاتفاق النووي المبرم عام 2015 منذ سبتمبر/ أيلول الماضي، ومنذ ذلك التاريخ لم تعقد بصيغة مجموعة (1+4) الشريكة في الاتفاق، لكنها ظلت مستمرة على شكل مفاوضات غير مباشرة بين طهران والولايات المتحدة، فضلا عن مشاورات إيرانية أوروبية.
وتعليقا على تقارير غربية حول اعتزام أوروبا الإبقاء على قيود مفروضة على البرنامج الصاروخي الإيراني بعد انتهاء آجالها خلال الشهور المقبلة وفق القرار 2231 لمجلس الأمن الدولي، والمكمل للاتفاق النووي، دعا المتحدث الإيراني الدول الأوروبية الثلاث، فرنسا وبريطانيا وألمانيا، الشريكة في الاتفاق النووي، إلى اتباع "نهج أكثر واقعية".
وقال كنعاني إن طهران "لا تبني مواقفها على تقارير إعلامية، وستنتظر ما ستفعله الدول الأوروبية الثلاث"، متوعدا بأن بلاده "سترد بشكل مناسب على أي نكوث أوروبي للعهود".
وكانت صحيفة "ذا غارديان" البريطانية قد كتبت، أمس الأحد، أن بريطانيا ودولا أوروبية أخرى تستعد لـ"انتهاك" الاتفاق النووي الإيراني لأول مرة، وذلك من خلال الإبقاء على العقوبات ضد تطوير الصواريخ الباليستية الإيرانية.
ومن المقرر أن تنتهي هذه القيود في 18 أكتوبر/ تشرين الأول المقبل، وفقا لقرار 2231 لمجلس الأمن الدولي.
ووصفت "ذا غارديان" قرار الدول الأوروبية "انتهاك" الاتفاق النووي مع إيران بأنه "أمر خطير، لأنه ليس من الواضح كيف سيكون رد فعل نظام طهران، الذي يقترب حاليًا من القدرة على إنتاج اليورانيوم المستخدم في صنع الأسلحة النووية".
وحسب التقرير، فإن الدول الأوروبية الثلاث تعزو قرارها هذا لـ"انتهاك" إيران للاتفاق النووي، وبيعها الطائرات المسيرة لروسيا لاستخدامها في الهجوم ضد أوكرانيا، وإمكانية بيع صواريخ باليستية لموسكو في المستقبل.
"تحقيق" روبرت مالي
وفي أول تعليق إيراني رسمي على تعليق الإدارة الأميركية تصريح مبعوثها الخاص إلى الشأن الإيراني، روبرت مالي، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني: "إننا لا نصرح بشأن المواضيع الداخلية للدول".
وأضاف كنعاني أن "ما يهمنا هو سياسات الدول وتوجهاتها وليس الأفراد الذين يمثلون الإدارة الأميركية في المفاوضات"، مشيرا إلى أن "أي شخص ينفذ سياسات نظامه، وتغيير الأفراد لا يحدث تغييرا في السياسات".
وكانت الخارجية الأميركية قد منحت مالي، الذي قاد المفاوضات من جانب بلاده مع إيران لإحياء الاتفاق النووي، إجازة غير مدفوعة الأجر بعد تعليق تصريحه الأمني في وقت سابق من العام، للتحقيق في مزاعم عن إساءة التعامل مع وثائق سرية.
وقال مالي لـ"رويترز" يوم الخميس: "أُبلغتُ أن تصريحي الأمني قيد المراجعة. لم أحصل على أي معلومات أخرى، لكنني أتوقع أن ينتهي التحقيق بنتيجة طيبة قريباً. في الوقت الحالي، أنا في إجازة".
العلاقات الإيرانية المصرية
وبشأن تطورات الجهود الرامية إلى إحياء العلاقات الإيرانية المصرية، قال كنعاني إن بلاده "سترد بالمثل على أي إجراء مصري إيجابي"، وأعلن أنها "سترحب بأي تطور إيجابي".
العدوان على جنين
كما دان المتحدث باسم الخارجية الإيرانية العدوان الإسرائيلي الجديد على جنين، مؤكدا أن ذلك "إجرام ومغامرة واضحة ومثال بارز على إرهاب الدولة"، مضيفا أن "الجرائم المستمرة للكيان الصهيوني قد أظهرت مرة أخرى أن السلام والتسوية والتطبيع ليس رادعا ولا مؤثرا في إطفاء ماكينة الحرب للكيان الصهيوني".