ذكرت وكالة الأنباء البلجيكية، اليوم الاثنين، أن إيران قالت إنها مستعدة لتبادل سجناء مع بلجيكا، وذلك بعدما أيّدت المحكمة الدستورية في بلجيكا، الجمعة، اتفاقية لتبادل السجناء مع إيران، قد تقود إلى مبادلة دبلوماسي إيراني مدان بعامل إغاثة بلجيكي محتجز في إيران.
وأعلنت المحكمة العليا في بيان، الجمعة، أنها "رفضت دعوى الطعن" التي رفعها معارضون إيرانيون في المنفى ضد القانون البلجيكي الصادر في يوليو/تموز 2022 وينص على نقل محكومين، لكنها حذرت من أنه في حالة النقل الفعلي لمدان إيراني إلى بلده الأصلي، يجب على الحكومة البلجيكية أن تسمح بأن يكون القرار قابلاً للطعن أمام القضاء.
وأوضحت المحكمة أن "الحكومة، عندما تتخذ قرار نقل، عليها إبلاغ الضحايا بأفعال المدان المعني، حتى تتسنى لهم مراجعة شرعيتها بشكل فعال من قبل المحكمة الابتدائية".
وأثار اتفاق "نقل أشخاص محكومين" المبرم بين بروكسل وطهران الجدل منذ الإعلان عنه الصيف الماضي، واعتبرته الحكومة البلجيكية وسيلة للإفراج عن أوليفييه فانديكاستيل، وهو عامل إغاثة تحتجزه طهران منذ 24 فبراير/شباط 2022، وصدرت بحقه أحكام بالسجن لفترة إجمالية تبلغ 40 عاماً بتهمة "التجسس"، يفترض أن يمضي مدة أطولها، 12 عاماً ونصف، حسب السلطات الإيرانية.
لكن المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية، وهو ائتلاف معارض في المنفى، طعن في المعاهدة أمام محاكم عدة، ورأى فيها تمهيداً للإفراج عن أحد الدبلوماسيين الإيرانيين، أسد الله أسدي، الذي حكمت عليه محكمة بلجيكية في 2021 بالسجن عشرين عاماً بتهمة الارهاب، وتسليمه لإيران.
وأدين الدبلوماسي الإيراني أسد الله أسدي عام 2021 بتدبير مخطط لتفجير تجمع للمجلس الايراني المعارض في ضواحي باريس في 30 يونيو/حزيران 2018. وأثارت هذه القضية توتراً بين طهران وعدد من العواصم الغربية.
ودانت إيران بشدة هذا الحكم، معتبرة أن أسدي، الذي اعتقل في الأول من يوليو 2018 في ألمانيا (كان دبلوماسياً يعمل في النمسا آنذاك)، كان ينبغي أن يستفيد من حصانته الدبلوماسية.
وفي ديسمبر/كانون الأول 2022، حكمت المحكمة الدستورية لصالح المعارضين الإيرانيين، و"علّقت" الاتفاق الإيراني البلجيكي.
وتواصلت تعبئة أقارب فانديكاستيل خلال الشهرين الماضيين، بعد أن أعلنت السلطات الإيرانية إدانته. وحُكم على هذا البلجيكي، البالغ من العمر 42 عاماً والناطق بالفرنسية، بالإضافة إلى عقوبة السجن، بالجلد 74 مرة.
وحضّ رئيس الوزراء البلجيكي ألكسندر دي كرو، الأربعاء، في اتصال هاتفي مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، على الإفراج "الفوري" عن عامل الإغاثة، مستنكراً "ظروف سجنه غير الإنسانية".
وفانديكاستيل محتجز في عزلة تامة ولا يحصل على رعاية صحية، بحسب أقاربه.
(رويترز، فرانس برس)