أكد المتحدث باسم الخارجية الإيرانية سعيد خطيب زادة، اليوم الاثنين، أن الاجتماع المقبل لمجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة الذرية "عادي، لكن ينبغي ألا يرتكب أي طرف خطأ في الحسابات"، قائلاً إن "استغلال الوكالة سياسياً سيجابَه بردّ مختلف من إيران".
وقال خطيب زادة، في مؤتمره الصحافي الأسبوعي الافتراضي، إن "علاقات فنية ومحترمة" تربط بين إيران والوكالة الدولية، داعياً الأطراف الأخرى إلى عدم التدخل في هذه العلاقات، مشيراً إلى أن "الحوارات الفنية والرد على أسئلة الوكالة مستمرة بانتظام".
وعن زيارة محتملة للمدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي، قال المتحدث الإيراني إنه سمع عن ذلك لكن لا علم لديه إن تمّ التخطيط للزيارة أم لا.
ومن المقرّر أن ينعقد مجلس محافظي الوكالة الدولية بعد أسبوعين، وسط تقارير غربية عن أن الولايات المتحدة والأطراف الأوروبية تحاول إثارة إنتاج إيران اليورانيوم المعدني في الاجتماع. وفيما تؤكد إيران أنها بصدد الاستخدام السلمي لليورانيوم المعدني لإنتاج وقود متطور لمفاعل طهران البحثي، فإن الأطراف الغربية أبدت حساسية شديدة تجاه ذلك، لكونه ذا استخدام مزدوج، عسكرياً ومدنياً. والخطوة التي تتعارض مع التعهدات الإيرانية بالاتفاق النووي تأتي رداً على تداعيات الانسحاب الأميركي من الاتفاق عام 2018.
وحذر المتحدث باسم الخارجية الإيرانية من "أي خطأ في الحسابات" خلال الاجتماع، قائلاً إن إحياء الاتفاق النووي "يتوقف على عدم ارتكاب هذا الخطأ، ولا ينبغي التأثير على مفاوضات فيينا".
وفيما توقفت مفاوضات فيينا من يونيو/حزيران الماضي بطلب من إيران، بحجة انتقال السلطة التنفيذية فيها، قال خطيب زادة، في معرض رده على سؤال بشأن تداعيات التأخير في استئناف هذه المفاوضات، إن "المفاوضات كمبدأ ستستمرّ، وإيران على أكثر من مستوى أكدت أن المفاوضات ستستمر للتأكد من تنفيذ أميركا بشكل كامل تعهداتها بالاتفاق النووي والقرار 2231 حتماً". وأضاف أن هذه المفاوضات "يجب أن تضمن تأمين مصالح الشعب الإيراني، ولتحقيق هذا الهدف، لن نتردّد لحظة"، قائلاً إن "هناك انتقال ديمقراطي للسلطة في إيران، ويجب أن يسمح الجميع بأن يتم ذلك، والحكومة تستقر".
وخاطب الإدارة الأميركية قائلاً إن "الطرف الأميركي عليه أن يعلم أنه من خلال مواصلة أفكار وسياسات حقبة ترامب، لن يحصل على نتيجة سوى الفشل الأقصى، فعليه أن يحضر مفاوضات فيينا بأجندة واقعية وينفذ الاتفاق النووي بالكامل".
تطورات أفغانستان
وبشأن تطورات وادي بانشير بعد هجمات شنتها حركة "طالبان" على الوادي للسيطرة عليه، أعرب المتحدث باسم الخارجية الإيرانية عن قلق طهران قائلاً إن "الأنباء عن بانشير مقلقة جداً"، مندداً بالهجمات عليه الليلة الماضية بشدة، وآسفاً لمقتل القادة الأفغانيين.
وفي معرض ردّه على سؤال حول تقارير إعلامية عن "تدخل عسكري باكستاني" في الهجمات على بانشير، قال خطيب زادة إن "التدخل الخارجي قيد الدراسة، والجميع يجب أن يعلموا أن تاريخ أفغانستان يظهر أن مصير أي تدخل أجنبي ليس سوى الفشل."
وصرّح بأن "مسألة بانشير يجب أن تُحلّ سياسياً وعبر التفاوض والوساطة"، داعياً طالبان إلى "الالتزام بتعهداتها"، مشيراً إلى أن "التقارير عن محاصرة بانشير وقطع المياه والكهرباء عنه مقلقة وتتعارض مع القانون الدولي".
وأكد أن بلاده تتابع تطورات أفغانستان بـ"دقة وعن كثب"، داعياً إلى "مراعاة الخطوط الحمراء"، وتشكيل حكومة شاملة في أفغانستان بمشاركة جميع القوى الأفغانية.