اتفق النظام السوري والسعودية على إعادة فتح سفارتيهما بعد مرور أكثر من عقد على قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، بحسب ما نقلت "رويترز"، فيما أكد مسؤول بالخارجية السعودية في وقت لاحق إجراء مباحثات بين الطرفين لاستئناف الخدمات القنصلية بينهما.
واكتسبت الاتصالات بين الرياض ودمشق زخماً بعد اتفاق تاريخي لإعادة العلاقات بين السعودية وإيران، الحليف الرئيسي لرئيس النظام السوري بشار الأسد، بحسب "رويترز".
السعودية تؤكد
وأكد مسؤول في وزارة الخارجية السعودية، الخميس، أن بلاده وسورية تجريان مباحثات تتعلق باستئناف الخدمات القنصلية بين البلدين.
ونقلت قناة "الاخبارية" الحكومية عن المسؤول قوله إنه "في إطار حرص المملكة على تسهيل تقديم الخدمات القنصلية الضرورية للشعبين، فإنّ البحث جار بين المسؤولين في المملكة ونظرائهم في سورية حول استئناف تقديم الخدمات القنصلية".
وستمثل إعادة العلاقات بين الرياض ودمشق أهم تطور حتى الآن في تحركات الدول العربية لتطبيع العلاقات مع الأسد، الذي نبذه الكثير من الدول الغربية والعربية بعد اندلاع الثورة في سورية في عام 2011.
وقالت "رويترز"، نقلاً عن مصادر إقليمية، إن الحكومتين "تستعدان لإعادة فتح السفارتين بعد عيد الفطر"، في النصف الثاني من إبريل / نيسان القادم، وجاء القرار نتيجة محادثات في السعودية مع مسؤول استخباراتي سوري رفيع، بحسب أحد المصادر الإقليمية والدبلوماسي في الخليج.
ويشير الاختراق المفاجئ على ما يبدو، إلى الدور الذي قد يلعبه الاتفاق بين طهران والرياض في أزمات أخرى في المنطقة، حيث أدى التنافس بينهما إلى تأجيج الصراعات بما في ذلك الحرب في سورية.
وعارضت الولايات المتحدة، حليف المملكة العربية السعودية، تحركات دول المنطقة لتطبيع العلاقات مع الأسد مشيرة إلى وحشية حكومته والحاجة إلى رؤية تقدم نحو حل سياسي.
وكانت الإمارات العربية المتحدة افتتحت طريق التطبيع مع الأسد، وأعادت فتح سفارتها في دمشق عام 2018 بحجة المساهمة في حل الصراع السوري، واستقبلته مؤخراً في أبو ظبي مع زوجته، ولكن المملكة العربية السعودية كانت تتحرك بحذر أكبر.
وقال الدبلوماسي الخليجي إن مسؤول المخابرات السورية رفيع المستوى "مكث لعدة أيام" في الرياض وتم التوصل إلى اتفاق لإعادة فتح السفارات "في القريب العاجل".
وعرف أحد المصادر الإقليمية المسؤول على أنه حسام لوقا، الذي يرأس لجنة المخابرات السورية، وقال إن المحادثات شملت الأمن على الحدود السورية مع الأردن وتهريب الكبتاغون من سورية.
وعُلقت عضوية سورية في الجامعة العربية في عام 2011، بعد الرد الوحشي من النظام السوري على الاحتجاجات الشعبية التي اندلعت في مارس/آذار من نفس العام.
وكان وزير الخارجية السعودي، الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، قال في وقت سابق من هذا الشهر، إن التواصل مع الأسد قد يؤدي إلى عودة سورية إلى جامعة الدول العربية، لكن من السابق لأوانه في الوقت الحالي مناقشة مثل هذه الخطوة.
وقال الدبلوماسي إن المحادثات السورية السعودية قد تمهد الطريق للتصويت على رفع تعليق عضوية سورية خلال القمة العربية المقبلة، المتوقع عقدها في السعودية في إبريل / نيسان.
ورغم الانفتاح العربي على الأسد، تقف العقوبات الأميركية في وجه الدول التي تسعى إلى توسيع العلاقات التجارية.