يناقش اليوم الثلاثاء، وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي خلال مؤتمر عبر الفيديو، "سبل وقف التصعيد الأمني في الشرق الأوسط بين الإسرائيليين والفلسطينيين".
وتفيد صحيفة "تاغس تسايتونغ" الألمانية بأنّ جوهر المحادثات سيتركز على كيفية مساهمة الاتحاد الأوروبي في خفض التوتر ووضع حد للعنف، ومن المتوقع أيضاً أن يكون هناك تقرير عن الوضع، واستعراض لجهود الوساطة التي يُعمَل عليها.
وفي السياق، قال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس، أمس الاثنين، في العاصمة الفرنسية باريس، على هامش مؤتمر لمساعدة السودان، إنّ "هناك مواقف مختلفة للغاية في ما يتعلق بالصراع في الشرق الأوسط بين دول الاتحاد"، مشدداً على أنه "يجب أن تقرر أوروبا الدور الذي تريد أن تؤديه في المنطقة".
ويأتي المؤتمر بعد جولة محادثات هاتفية أجراها منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، مع رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، ووزير الخارجية الإسرائيلي غابي أشكينازي، إلى جانب تبادله وجهات النظر في الملف مع وزير الخارجية المصري سامح شكري، والأردني أيمن الصفدي، والتركي مولود جاووش أوغلو.
وأدان ماس "تدهور الوضع وسقوط الصواريخ على المدنيين"، ودعا إلى "الإسراع في معالجة الأسباب لنزع فتيل الأزمة"، مشيراً إلى "موقف الاتحاد الأوروبي الراسخ لإنهاء أنشطة الاستيطان الإسرائيلي وعمليات الإخلاء، بما في ذلك في القدس الشرقية، مع إعطاء الحق لإسرائيل بحماية شعبها من الهجمات الصاروخية"، على حد قوله.
وفي خضم ذلك، أعلن برنامج الغذاء العالمي التابع للأمم المتحدة، أنه يعتزم الاستجابة للاحتياجات الإنسانية المتزايدة الناجمة عن التصعيد الأخير في المنطقة، وتقديم مساعدات طارئة لنحو 51 ألف شخص في شمال قطاع غزة. وفي الوقت نفسه، ناشد الجهات المانحة تقديم الأموال اللازمة بشكل عاجل للمعونات الطارئة.
ولفتت صحيفة "تاغس شبيغل" الألمانية إلى أنّ البرنامج بحاجة ماسة لما يعادل 11.5 مليار يورو، وهو يهدف إلى دعم 160 ألفاً من سكان غزة و60 ألف فلسطيني خارج القطاع خلال الأشهر الثلاثة المقبلة، والبرنامج يفتقر إلى ما قيمته 26,2 مليون يورو للأشهر الستة المقبلة.
من جهة أخرى، انتقد الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، تدمير إسرائيل لمبنى الجلاء الذي يضم شققاً سكنية ومكاتب لوسائل إعلام عربية وأجنبية.
وقال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد، جوزيب بوريل، إنّ "وسائل الإعلام يجب أن تكون قادرة على العمل بحرية، وبخاصة في حالات النزاع، حتى تتمكن من تقديم تقارير مستقلة عما يحدث على الأرض".
كذلك أدانت منظمة "مراسلون بلاد حدود" الهجوم على مبنى الجلاء، واعتبر المدير الإداري كريستيان مير، وفق ما ذكرت "شبكة التحرير" الألمانية، إعلان المكاتب الإعلامية أهداف حرب "جريمة حرب" بحد ذاتها.
كذلك رفضت "نقابة الصحافيين الأجانب"، التي تضم 480 صحافياً في الأراضي الفلسطينية ولدى الجانب الإسرائيلي، المزاعم الإسرائيلية، وفق مجلة "شبيغل أونلاين" الألمانية، وتساءلت عما إذا كان قرار الهدم يأتي بهدف التدخل في عمل الصحافة وحريتها، خاصة أنّ الإسرائيليين لم يقدموا أي دليل يثبت الادعاء أنّ المبنى كان يستخدم من قبل حركة "حماس".
وفي الإطار ذاته، ذكرت صحيفة "زود دويتشه تسايتونغ" الألمانية، أنّ اسرائيل تعمدت تدمير مبنى يضمّ مؤسسات إعلامية في غزة، ولم تسمح للكوادر الصحافية إلا بجمع قسم من المعدات على وجه السرعة، بعدما باتوا على يقين بأنهم خلال دقائق سيشهدون كيف سيتحول مكان عملهم إلى أنقاض.
ورأت أن ما أقدم عليه الإسرائيليون "كان بهدف إسكات الإعلام، وكي لا يعرف العالم الكثير عمّا يحدث في غزة"، مذكرة بما حصل في أثناء حرب غزة عام 2014، حيث قدّم الصحافيون من جميع أنحاء العالم تقاريرهم من سطح هذا المبنى، ومنه أُرسِلَت الصور الحية إلى العالم، وكان لكل مصور صحافي مكانه وموقعه في البث المباشر، لكن هذه المرة أغلقت إسرائيل "معبر إيريز" أمام الصحافيين بعد وقت قصير من بدء التصعيد، ولم يتمكن سوى ممثلي وسائل الإعلام في غزة من التغطية الميدانية، مشيرة إلى أنه لم يعد بالإمكان الآن إحضار معدات بديلة لتلك المدمرة.