استمع إلى الملخص
- المشاركون في الاجتماع، الذي افتتحه المفكر العربي عزمي بشارة، أكدوا على ضرورة تشكيل قيادة فلسطينية موحدة وإيجاد مرجعية سياسية قوية لمواجهة التحديات، بما في ذلك الاستيطان والحرب في غزة.
- تمت مناقشة عدة قضايا مثل جدوى إعادة بناء منظمة التحرير وأهمية المرجعية السياسية الموحدة، مع التأكيد على أن المؤتمر سينتخب هيئات لتفعيل حراك وطني ديمقراطي واستثمار إنجازات حركات التضامن العالمية.
نظمت شخصياتٌ فلسطينية مقيمة في دولة قطر اجتماعاً تحضيرياً لعقد المؤتمر الوطني الفلسطيني الذي صدر نداءٌ لعقده موقّع من نحو ألفي شخصية في مختلف أماكن وجود الشعب الفلسطيني قبل أسابيع.
وجاء انعقاد الاجتماع في الدوحة بعد لقاء تحضيري في الأراضي الفلسطينية المحتلة وبريطانيا ولبنان للموقّعين على النداء الذي أصدرته عدة شخصيات فلسطينية في شهر مارس/ آذار الماضي، ودعا إلى قيادة فلسطينية وطنية موحدة وإعادة بناء منظمة التحرير الفلسطينية على أسس وحدوية وديمقراطية، وذلك لمواجهة "العدوان الإسرائيلي المستمر على الشعب الفلسطيني وحرب الإبادة المستمرّة على أهلنا في قطاع غزّة، وحالة الانقسام السياسي وغياب قيادة فلسطينية موحّدة ترقى لتحديات المرحلة وتضحيات الشعب الفلسطيني، وقادرة على مواجهة المخططات الإسرائيلية لما يسمّى اليوم التالي". ووفقاً للموقعين على النداء، ستعقد اجتماعات تحضيرية فلسطينية في دول أخرى، كالولايات المتحدة وإسبانيا وبلجيكا وفرنسا وأستراليا وغيرها.
وشارك في اجتماع الدوحة، مساء الثلاثاء الماضي، نحو 70 من الموقعين على النداء من المقيمين في قطر، حيث ناقش الحاضرون سبل المشاركة في هذا المؤتمر وأهميته وأهدافه، والعقبات التي تواجه تحقيق هذه الأهداف، وضمان تمثيل واسع فيه لكل فئات الشعب الفلسطيني، وأهمية الاستثمار في إنجازات حركات التضامن العالمية.
وافتتح الاجتماع في الدوحة المفكر العربي عزمي بشارة، وهو من الشخصيات الموقعة على البيان، وعضو اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني المزمع عقده، وقد أكّد أهمية المبادرات السابقة التي سعت لإعادة بناء منظمة التحرير على أسس ديمقراطية وحدوية، لافتاً إلى أن النداء وقع عليه عديدٌ من المنضوين ضمن هذه المبادرات. وأشار بشارة إلى أن أهمية عقد المؤتمر تكمن في التوقيت، وقال إنّه "في ظل حرب الإبادة الجارية في غزّة والهجمة الاستيطانية على الضفة الغربية والقدس، هناك ضرورة لتشكيل قيادة فلسطينية موحدة، وإيجاد مرجعية سياسية للشعب الفلسطيني، ويفضل أن يكون ذلك ضمن إطار منظمة التحرير، حيث يشكل مقدمة لإعادة بنائها على أسس ديمقراطية تجمع الفصائل والقوى السياسية الفلسطينية كافة، وتمثيل القوى المدنيّة الفاعلة، سيما غير المنتمية إلى فصائل". وشدّد على أنه "لا يمكن من دون هذه المرجعية السياسية لحكومة وفاق وطني أو غيرها التصدّي لبرامج اليوم التالي الإسرائيلي وفرض مسار الحل العادل بعد كل هذه التضحيات".
وطرحت في الاجتماع أسئلة بشأن جدوى فكرة إعادة بناء منظمة التحرير. وتناول النقاش فكرة أهمية وجود مرجعية سياسية موحدة وكيان فلسطيني موحّد، إذ لا يجوز أن تقتصر السياسة الفلسطينية على الاستقطاب الحاصل، حتى في ظل الإبادة، وفي مرحلة التحرّر الوطني عموماً. وشدد المشاركون في الاجتماع على أن المؤتمر لن يكون حدثاً يعقد لمرّة واحدة، بل سينتخب هيئاتٍ ولجاناً تعمل باعتبارها قوة ضغط تدفع نحو تفعيل حراك وطني ديمقراطي لتحقيق أهدافه. وأكّدوا أهمية حركات التضامن العالمية وحراك الطلاب في أوروبا والولايات المتحدة وضرورة استثمار إنجازاتها.
وجاءت مبادرة "المؤتمر الوطني الفلسطيني" من لجنة تحضيرية صاغت بيان مبادرة عقد المؤتمر والدعوة إلى الوحدة الفلسطينية، الذي وقع عليه ما يزيد على 1200 شخصية فلسطينية من مختلف الدول، تضم شخصيات وازنة من المجتمع الفلسطيني في كل أماكن وجوده، من نشطاء ومهنيين وباحثين أكاديميين وأساتذة وفنانين وكتاب وصحافيين، وشخصيات قانونية، ومن ضمنهم أسرى سابقون وسياسيون من خلفيات متعدّدة وقعوا بصفتهم الشخصية. وكانت اللجنة التحضيرية للمؤتمر قد صاغت ورقة سياسية تحدّد السياق ورؤية المؤتمر وأهدافه، تُعرض خلال هذه اللقاءات، وستُعرض على المؤتمر الوطني الفلسطيني حين انعقاده قريباً.