تجددت الصدامات بين عناصر الأمن والمتظاهرين في محافظة السليمانية، التابعة لإقليم كردستان، خلال تظاهرات حاشدة بدأت عصر اليوم الجمعة، عقب دعوة أطلقها نشطاء لتجديد التظاهرات في ما أسموها "جمعة التضامن والاستمرار".
وبدأت الاحتجاجات في السليمانية، الأسبوع الماضي، على إثر تأخر صرف الرواتب للموظفين، بسبب الأزمة المالية التي تمر بها البلاد، وتصاعد حدة الغضب الشعبي، إثر صدامات مع الأمن تسببت بسقوط قتلى وجرحى من المتظاهرين.
ووفقا لشهود عيان، فإن التظاهرات تجددت في مركز مدينة السليمانية، وفي بلدتي رانية وكلار التابعتين لها، وتوجه المئات من المتظاهرين نحو بناية الحكومة المحلية في مركز مدينة السليمانية، ما دفع القوات الأمنية إلى التصادم معهم.
وقال شاهد عيان في السليمانية، لـ"العربي الجديد"، إن "قوات الأمن استخدمت الغاز المسيل للدموع، والرصاص الحي لتفريق المتظاهرين"، مبينا أن "مئات من عناصر الأمن الكردي المنتشرين في محيط مبنى الحكومة المحلية فرقوا جزءا من التظاهرات، ويلاحقون المتظاهرين في الأزقة والشوارع".
وأكد أن "هناك حديثا عن تسجيل حالات اختناق في صفوف المتظاهرين، وأن الوضع ما زال مرتبكا للغاية"، مشيرا إلى أن "تعزيزات عسكرية إضافية وصلت إلى قرب مبنى الحكومة المحلية، خوفا من خروج الوضع عن السيطرة".
#انتفاضةاسودالرافدين
— انتفاضة اسود الرافدين (@6H2EYdiwDRKvEQN) December 11, 2020
🛑محافظة السليمانية .... الآن
قمع المتظاهرين بعد وصولهم لمقر بناية محافظة السليمانية بالأسلحة والرصاص الحي والغاز المسيل للدموع من قبل القوات القمعيه.#السليمانيه_تقمع pic.twitter.com/VtWOXxs17x
وشهدت مدينة السليمانية انتشارا أمنيا مشددا في أغلب شوارعها منذ صباح اليوم، وقد منعت الحواجز المتنقلة الكثير من المتظاهرين من الوصول إلى مبنى الحكومة المحلية، وشوهدت عشرات العجلات المصفحة في شوارع المدينة، وفي محيط مبنى الحكومة المحلية.
#السليمانية_تنتفض
— Karzan.H (@sarchl60) December 11, 2020
انتشار عجلات عسكرية مصفحة امام مقر مجلس محافظة السليمانية خوفاً من المظاهرات . pic.twitter.com/6lUYZHKc0J
وكانت المساجد قد دعت إلى التظاهر، تلبية للدعوة التي أطلقها الناشطون.
#عاجل | بالفيديو .. الجوامع في السليمانية تدعوا الى الى التظاهر. pic.twitter.com/WzZmjQBhP3
— شمس (@Ananaas96) December 11, 2020
إلى ذلك، أفادت وسائل إعلام عراقية محلية بأن الأمن الكردي اعتقل 3 نواب كرد سابقين من كتلة التغيير المعارضة، وهم شيركو حمة أمين، وديمان عز الدين، وعبد الله ملا نوري، مبينة أن "عملية الاعتقال تمت في السليمانية، بتهمة التحريض على التظاهر".
النائبة السابقة عن كتلة التغيير الكردية المعارضة، سروة عبد الواحد، قالت، في تغريدة لها: "الأصوات الرافضة للظلم والقهر لن تترك المتظاهرين بمفردهم في الساحة. ستنضم اليوم هذه الأصوات للتظاهرات.. تهدف تظاهرات الجمعة إلى إسقاط هذه الحكومة الحزبية القاتلة، لهذا على الجميع المشاركة في هذه التظاهرة".
الاصوات الرافضة للظلم والقهر لن تترك المتظاهرين بمفردهم في الساحة ستنضم اليوم هذه الاصوات للتظاهرات ..
— Srwa Abdulwahid. سروه عبدالواحد (@srwa_qadir) December 11, 2020
تهدف تظاهرات الجمعة الى اسقاط هذه الحكومة الحزبية القاتلة ،لهذا على الجميع المشاركة في هذه التظاهرة..#كوردستان_تنتفض #تظاهرات الجمعة
من جهته، اتهم النائب الأول لرئيس البرلمان العراقي، حسن الكعبي، سلطات الإقليم بـ"انتهاج سياسة العنف واعتقالات مخالفة للدستور".
وقال الكعبي، في بيان صحافي، إن "اعتقالات وسياسة العنف التي تنتهجها حكومة الإقليم غير قانونية ومخالفة للدستور وحقوق الإنسان وحرية التعبير"، داعيا إلى "إطلاق سراح الصحافيين". وشدد على أن "المتظاهرين والإعلاميين لم يكونوا سببا في الفساد الموجود في الإقليم".