تظاهر العشرات من النشطاء المغاربة، اليوم الخميس، أمام مقر البرلمان بالعاصمة الرباط، احتجاجاً على قبول رئيس مجلس المستشارين، النعم ميارة، دعوة رئيس الكنيست لزيارة إسرائيل، وهي الزيارة التي أعلن تأجيلها أمس لدواعٍ صحية.
ورفع المحتجون في الوقفة التي دعت إليها "مجموعة العمل الوطنية من أجل فلسطين"، لافتات تدين الزيارة التي كان يعتزم رئيس مجلس المستشارين القيام بها للكنيست الإسرائيلي، معتبرين أنها "طعنة للمغاربة"، و"خذلاناً لقضية فلسطين".
وردّد المحتجون الذين رفعوا أعلام فلسطين شعارات تدين كل أشكال التطبيع، فيما اختُتمت الوقفة بحرق العلم الإسرائيلي.
واعتبرت المجموعة، في بيان لها، خطوة قبول رئيس مجلس المستشارين المغربي دعوة رئيس الكنيست الصهيوني لزيارة الكيان أنها '"تطور خطير جداً".
ودانت المجموعة "كل المسار التطبيعي الرسمي وغير الرسمي في البلاد"، الذي قالت إنه اتخذ منحىً خطيراً في الأشهر الأخيرة، منذ اتفاق التطبيع.
وقال رئيس "المرصد المغربي لمناهضة التطبيع"، أحمد ويحمان، لـ"العربي الجديد"، إنّ وقفة اليوم أمام البرلمان هي لـ"تجديد إدانتنا لكل أشكال التطبيع، والتذكير بالموقف الثابت للشعب المغربي وقواه الحية، التي تعتبر القضية الفلسطينية قضية وطنية، والتطبيع مع العدو الصهيوني خيانة".
وأضاف: "كيان الاحتلال الصهيوني يحتل فلسطين ويقتل شعبها يومياً، ويدنس المقدسات ويقتحم مسرى رسولنا الكريم، ويتقاذف أفراد شرطته العنصرية القرآن الكريم بأحذيتهم"، كما ذكّر ويحمان بأن قوات الاحتلال أخضعت "5 نساء من الخليل للتفتيش العاري، مستخدمة الكلاب البوليسية الشرسة المدربة".
وتابع: "هذه هي الفاشية التي يذهب المسؤولون المغاربة إليهم في كيان الاحتلال لتزكية جرائمهم، ويستقبلونهم هنا بالسجاد الأحمر ليفكوا عنهم عزلتهم".
وكان مجلس المستشارين المغربي قد أعلن، أمس الأربعاء، أن رئيسه قرر إرجاء الزيارة البرلمانية التي كانت مرتقبة لكل من المجلس الوطني الفلسطيني والكنيست الإسرائيلي.
وأفاد المجلس، في بيان له، بأن ميارة تعرض لوعكة صحية طارئة بالعاصمة الأردنية عمان، في ختام الزيارة الرسمية التي قام بها للمملكة الأردنية، بدعوة من رئيس مجلس الأعيان الأردني فيصل الفايز.
وأوضح البيان أن الوعكة الصحية لرئيس مجلس المستشارين استدعت الإقامة بالمستشفى والخضوع للفحوصات المعمقة والعلاج.
وكان رئيس الكنيست أمير أوحانا، قد وصف الزيارة بأنها غير مسبوقة، بحسب ما نشر موقع الكنيست، الاثنين الماضي، مضيفاً أنها "تشهد على المرحلة الجديدة التي طرأت على العلاقات الإسرائيلية – المغربية".
وقبل إعلان إلغاء الزيارة، كان موقع الكنيست قد أشار إلى أن "ميارة سيكون أول شخصية مغربية، وواحداً من القادة المسلمين القلائل، يصل إلى الكنيست وسيُستقبَل بسجادة حمراء وحرس شرف، حسب كل قواعد مراسم حفل الاستقبال".
وقام رئيس الكنيست أوحانا بزيارة للمغرب قبل نحو ثلاثة أشهر، تخللتها زيارة البرلمان ومجلس المستشارين، ودعا خلالها ميارة لزيارة الكنيست.
ومنذ إعلان استئناف العلاقات في نهاية عام 2020، يسير التطبيع بين البلدين في منحى تصاعدي، تخلله في الأشهر الماضية عقد لقاءات ومشاورات بين المسؤولين المغاربة ونظرائهم الإسرائيليين، شملت مجالات عمل مختلفة، وأفضت إلى توقيع اتفاقية عدة.