أعلنت السلطات الأمنية العراقية، مراجعة الخطط الاستخبارية التي تتعلق برصد تحركات بقايا تنظيم "داعش" الإرهابي في المحافظات العراقية، في خطوة تهدف الى إفشالها قبل التنفيذ، فيما أكدت وضع استراتيجية ميدانية جديدة لتحركات الجيش تستند أساسا إلى المعلومات الاستخبارية.
وكان الجيش العراقي قد بدأ إعادة ترتيب انتشار وحداته في المحافظات التي سجلت تراجعا أمنيا خلال الأيام الأخيرة، والتي دفعت باتجاه تغيير استراتيجية المواجهة مع بقايا تنظيم "داعش" الذي صعد في هجماته في كركوك وديالى وتنفيذ هجوم بأطراف بغداد، تسببت بوقوع ضحايا من عناصر الأمن والمدنيين، ما تسبب بارتباك في الملف الأمني.
وتجري القيادات الأمنية اجتماعات مستمرة لمناقشة أسباب التراجع الأمني، ووضع المعالجات الناجعة. وقال بيان لخلية الإعلام الأمني الحكومية، ليل أمس الأربعاء، إن نائب قائد العمليات المشتركة، الفريق الركن قيس المحمداوي، ترأس مؤتمراً موسعاً للوكالات والدوائر الاستخبارية في مقر قيادة العمليات المشتركة.
وبحسب البيان، فإن المجتمعين ناقشوا تقييم أداء هذه المؤسسات خلال الفترتين الماضية والحالية، وبحثوا تعزيز المتطلبات وتوحيد الجهد الاستخباري، إضافة إلى مناقشة الوضع الأمني في بعض المحافظات، وتشخيص مكامن القوة لتعزيزها، ونقاط الضعف لتجاوزها، فضلا عن مناقشة الخطط المرسومة لتأمين المناسبات القادمة في مختلف مناطق البلاد.
وأشار إلى أن "الاجتماع خلص إلى جملة من التوصيات والتعليمات، لتطوير العمل الاستخباري ضمن جميع قواطع المسؤولية".
ميدانيا، كشفت قيادة العمليات المشتركة للجيش العراقي، اعتماد سياسة عسكرية جديدة في مواجهة تهديدات تنظيم "داعش"، بدأت خلال الأيام الماضية. وأكد المتحدث باسم القيادة اللواء تحسين الخفاجي، "وضع استراتيجية جديدة في التعامل مع التنظيم".
وأشار إلى أن هذه السياسة "بنيت على أمرين مهمين، الأول الحصول على المعلومات الاستخبارية والثاني تكثيف الجهد الميداني".
وأضاف في إيجاز صحافي، أن "الجهد ينطوي على عدة محاور، منها نصب الكاميرات الحرارية والاستعانة بالطائرات المسيّرة، فضلاً إدامة الإمكانيات الأمنية والقدرات التي أصبحت تملكها القوات المسلحة العراقية في ملاحقة الإرهاب والعصابات الإجرامية"، مشيرا إلى أن "إمكانيات القوات المسلحة متوافرة منذ مدة طويلة، ولكن بسبب محاولة تنظيم (داعش) الأخيرة في استهداف المدنيين ومحاولة إيقاع أكبر قدر من الضحايا، بدأنا بجهد معين يختلف عما تم استخدامه في المرحلة السابقة".
وأكد أن "بقايا التنظيم كان يتم استهدافها من خلال سلاح الجو بناء على معلومات أمنية، لكن التنظيم لجأ أخيرا إلى العبوات الناسفة في مناطق مأهولة بالسكان أو الدخول إلى المناطق وإطلاق النار بنحو عشوائي على المدنيين من أجل نشر الفوضى والقلق، لا سيما في محافظتي ديالى وكركوك"، مشددا على "الاستعانة بتكنولوجيا تساعد قواتنا في تتبع هذا التنظيم لا سيما في ما يتعلق باستهداف المدنيين، وذلك يشمل إعادة توزيع الوحدات العسكرية بما يتناسب مع حجم التحديات الحالية".
وأضاف أن لجوء التنظيم إلى زرع العبوات الناسفة على طرق يسلكها المدنيون سيعالج من خلال الرؤية الأمنية التي وضعت أخيرًا، مشيرا إلى وجود تحديات تواجه الجيش، تتمثل في الجغرافيا الصعبة لبعض المناطق التي يتواجد فيها الإرهابيون داخل كهوف ووديان وعرة تعرقل حركة القطعات العسكرية، وأن هذه المناطق تحتاج إلى نوع معين من التحرك وتكتيك خاص.
وعلى أثر الهجمات التي وقعت في محافظتي كركوك وديالى، فضلا عن هجوم سبقها ببلدة الطارمية بأطراف بغداد، وجه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني، القيادات الأمنية بالتأهب ومراجعة شاملة للخطط العسكرية، على أثر الأحداث الأخيرة، مشددا على تغيير التكتيكات العسكرية المتبعة في المناطق التي تشهد نشاطات لفلول الإرهاب، واتباع أساليب غير تقليدية للمواجهة، وبالطريقة التي تضعف من قدرات عناصر "داعش" وتحدّ من حركتهم.