استُشهدت الأسيرة الفلسطينية سعدية فرج الله (68 عاماً)، صباح اليوم السبت، في سجون الاحتلال الإسرائيلي، نتيجة الإهمال الطبي.
وقال مدير نادي الأسير الفلسطيني في الخليل، أمجد النجار، لـ"العربي الجديد"، إن الأسيرة سعدية فرج الله كانت تعاني من أمراض مزمنة عدة، بينها السكري والضغط ومشكلات في القلب، وهي موجودة في سجن الدامون الإسرائيلي، واستشهدت صباح اليوم، نتيجة الإهمال الطبي.
وأشار النجار إلى أن الأسيرة التي تتحدّر من بلدة اذنا غربي الخليل (جنوبي الضفة الغربية) كانت موقوفة ولم يصدر بحقها حكم من قبل محاكم الاحتلال، حيث اعتقلت قبل أشهر عدة، قرب الحرم الإبراهيمي بمدينة الخليل، ووجهت إليها تهمة محاولة تنفيذ عملية طعن ضد أحد جنود الاحتلال.
وبخصوص ظروف استشهاد المسنّة الفلسطينية، قال نادي الأسير الفلسطيني، في بيان، إن الرواية الأولية تشير إلى أنّها فقدت وعيها بعد أن انتهت من الوضوء، حيث قامت الأسيرات بنقلها فوراً إلى عيادة سجن الدامون، حيث كانت تقبع، لتستشهد هناك.
وأوضح نادي الأسير أن جلسة محكمة عقدت للأسيرة الأكبر سنا بين الأسيرات، الثلاثاء الماضي، وقد حضرت على كرسي متحرك، وكان محاميها قد طالب إدارة سجون الاحتلال بضرورة عرضها على طبيب مختص، بعد أن أثبتت الفحوص الطبية ارتفاع السكري والضغط لديها وتراجع وضعها الصحي.
ولفت إلى أن نيابة الاحتلال طلبت خلال الجلسة إصدار حكم بحقها لمدة خمس سنوات وغرامة بقيمة 15 ألف شيقل (عملة إسرائيلية)، إلا أن الحكم لم يصدر بشكل نهائي.
وأكد نادي الأسير أنّ الأسيرة فرج الله تعرضت لجريمة الإهمال الطبي (القتل البطيء)، التي شكّلت السياسة الأبرز خلال السنوات القليلة الماضية، وأدت إلى استشهادها والعشرات من الأسرى.
وأشار النادي إلى أنّ الأسيرة فرج الله كما الآلاف من الأسرى واجهت ظروف اعتقال قاسية، بما فيها من عمليات تنكيل وسياسات ممنهجة لاستهداف الأسرى جسديًا ونفسيًا.
يذكر أن الشهيدة فرج الله أم لثمانية أبناء واعتقلت في 18 ديسمبر/ كانون الأول 2021، بالقرب من الحرم الإبراهيمي الشريف وسط الخليل، بعد أن تعرضت لاعتداء من قبل المستوطنين.
وحمّل نادي الأسير الاحتلال المسؤولية الكاملة عن استشهادها، الذي قال إنه يأتي "مع تصاعد الهجمة على الأسرى، وتنفيذ المزيد من الجرائم الممنهجة بحقّهم".
وتشهد أقسام الأسرى في سجون الاحتلال حالة من التوتر الشديد، حيث شرعوا في الطرق على الأبواب والتكبير، وذلك عقب الإعلان عن استشهادها، كما أعلنوا أن يوم غد سيكون يوم حداد على روح الشهيدة.
وبارتقاء الشهيدة فرج الله، يرتفع عدد الشهداء الأسرى في سجون الاحتلال إلى 230 شهيداً منذ عام 1967، وهي ثاني أسيرة من شهداء الحركة الأسيرة، حيث سبق أنّ استشهدت الأسيرة الفتاة فاطمة طقاطقة من بيت لحم، والتي اعتقلت بعد إصابتها برصاص الاحتلال، وارتقت في مايو/ أيار عام 2017، في مستشفى "شعاري تسيدك" الإسرائيلي.