أظهر استطلاع رأي أجراه مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الأردنية أنّ 74% من الأردنيين يرون أنّ الأمور في بلادهم تسير في الاتجاه السلبي، و69% غير متفائلين بالحكومة الحالية.
ونفذ الاستطلاع في الفترة ما بين 25 و29 إبريل/ نيسان الماضي وبلغ حجم العينة الوطنية 1200 شخص.
ويرى نحو 85% من الأردنيين، وفق نتائج الاستطلاع التي أعلنت اليوم الثلاثاء حول حكومة رئيس الوزراء بشر الخصاونة بعد مرور عامين ونصف على تشكيلها، أنّ السياسات والإجراءات الاقتصادية الحكومية فشلت في التخفيف من الأعباء الاقتصادية أو الحدّ من ارتفاع الأسعار أو تقليل نسب الفقر والبطالة.
ووفق الاستطلاع، حظيت كل من مؤسسات الجيش 92%، والمخابرات 93% والأمن العام 92% بثقة الأردنيين، فيما حصلت المجالس المحلية/البلدية على ثقة 32% من الأردنيين، ومجلس النواب على 22%، والأحزاب السياسية على 15%.
ورغم الحديث الرسمي عن التحديث السياسي خلال العامين الماضيين إلا أنّ 14% فقط من الأردنيين يرون أنّ ممارسة الأحزاب للعمل السياسي كانت ناجحة في الأردن، فيما ترى الغالبية العظمى (86%) أنها لم تكن ناجحة، وأنّ 4% فقط من الأردنيين سمعوا عن الأحزاب الجديدة التي تم تأسيسها في الأردن.
وجاء في الاستطلاع أنّ 2% فقط من الأردنيين يتابعون نشاطات وفعاليات الأحزاب السياسية الأردنية، فيما يفكر 1% فقط من الأردنيين في الانضمام إلى أي من الأحزاب السياسية القائمة حالياً.
وأفاد 90% من المستطلعة آراؤهم بأنهم لا يعرفون عن خطة تحديث القطاع العام أو رؤية التحديث الاقتصادي التي أعلنت عنها الحكومة في العام الماضي، فيما لم يسمع نحو 94% عن الخطة والرؤية، ما اعتُبر فشلاً حكومياً في التواصل مع الرأي العام الأردني.
ووفق الاستطلاع، فإنّ أقل من نصف الأردنيين (46%) راضون عن مستوى الخدمات الصحية المقدمة لهم، و39% راضون عن مستوى المعيشة الذي يعشونه حالياً.
ويعتبر غالبية الأردنيين (75%) أنّ المجتمع الأردني غير سعيد، في حين يصنّف 62% منهم أنفسهم على أنهم سعداء، ويعتقد 49% من أفراد العيّنة أن وجود الأسرة والحفاظ على الدين والتمتع بالصحة هو ما يجعلهم سعداء، بينما يرى 36% أنّ تحسّن أوضاعهم الاقتصادية وتوفير فرص العمل المناسبة يجعلهم أكثر سعادة.
وحول نتائج الاستطلاع، قال الكاتب والصحافي الأردني محمد سويدان، لـ"العربي الجديد"، إنه لا توجد ثقة شعبية بالحكومات في الأردن تاريخياً، "والوضع يزداد سوء عاماً بعد عام، لعدم وجود سياسات حقيقية تظهر نتائجها على أرض الواقع تحسن الوضع المعيشي للمواطن".
وأضاف أنّ "الحكومات تتحدث عن محاربة البطالة ولكن البطالة تزداد، وتتحدث عن مواجهة الفقر لكن رقعة الفقر تتسع".
وتساءل "كيف يمكن إقناع المواطنين بالإصلاح السياسي، وفي الوقت نفسه هناك تردٍّ وتراجع في الحريات؟". وحول الثقة بالأحزاب، قال: "كيف يمكن الثقة بالأحزاب وأغلب الأحزاب الجديدة تشكلت بقرار، ويتولى مقاليد أمورها مسؤولون سابقون لا يثق الناس بهم"، معتبراً أنّ الحملات الحكومية المتعلقة بالإصلاح السياسي "مجرد استعراض إعلامي".
وأضاف: "إذا انتمى المواطن لحزب معارض لا يسير وفق الخط الرسمي للحكومات، سيعاني في عمله وحياته بمختلف تفاصيلها".
يذكر أنّ الخصاونة رئيس الوزراء الـ13 في عهد الملك عبد الله الثاني، منذ توليه سلطاته الدستورية في 7 فبراير/ شباط 1999.