أظهر استطلاع للرأي أجرته خدمة "راشن فيلد" للبحوث في بداية فبراير/شباط الحالي، وأوردت صحيفة "كوميرسانت" الروسية نتائجه اليوم الاثنين، أن موقف الروس من "العملية العسكرية الخاصة" في أوكرانيا (التسمية الروسية للحرب على أوكرانيا) كاد ألا يتغير منذ بدئها قبل عام، إذ لا تزال أغلبية الـ69 في المائة من المستطلعة آراؤهم يؤيدونها، مقابل معارضة 22 في المائة.
وفي الوقت الذي كان 34 في المائة من المشاركين في الاستطلاع سيلغون قرار بدء الحرب في حال كان ذلك بمقدورهم، ما كان لـ52 في المائة أن يغيروا شيئاً، بينما بلغت نسبة أنصار تعميق أعمال القتال ومعارضيها 52 و42 في المائة على التوالي.
ويشير معدو الاستطلاع إلى أن الأرقام العامة لتأييد "العملية العسكرية الخاصة" كادت ألا تتغير طوال عام من إجرائها، إذ سجلت نهاية فبراير/شباط من العام الماضي، أدنى مستوى للدعم بنسبة 59 في المائة، ولكن الأرقام ارتفعت فيما بعد.
إلى ذلك، أقر 17 في المائة من المستطلعة آراؤهم، بأنهم غيّروا موقفهم من "العملية العسكرية الخاصة"، ثلثان منهم لصالح دعمها. ومقارنة مع ديسمبر/كانون الأول الماضي، تراجعت نسبة من يعتبرون أن العملية العسكرية تجري بصورة غير ناجحة للجيش الروسي بنسبة 10 في المائة، إلى 23 في المائة، بينما ارتفعت نسبة من يتبنون رأياً مغايراً بنسبة 6 في المائة إلى 56 في المائة.
ومع ذلك، أعرب غالبية المستطلعة آراؤهم عن معارضتهم تصاعد أعمال القتال، وبلغت نسبتهم 34 في المائة، بينما تبنى 33 في المائة موقفاً محايداً.
وعلى الرغم من الوحدة الظاهرية للمجتمع الروسي في دعم الحرب على أوكرانيا، فإن عضو المجلس الإقليمي لحزب "يابلوكو" (تفاحة) الليبرالي المعارض في موسكو أليكسي كرابوخين، شكك في حديث سابق لـ"العربي الجديد" في دقة أي استطلاع رأي يجري في زمن نزاع عسكري، لافتاً إلى أن المستطلع رأيه قد لا يكون صادقاً دائماً في إجابته، خوفاً من تسجيل صوته، في ظل إجراء الاستطلاعات عبر الهاتف.
لكن من جانب آخر، أرجع كبير الباحثين في معهد علم الاجتماع التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أندريه أندرييف، النسبة العالية لتأييد الروس لأعمال السلطة، إلى فشل العقوبات الاقتصادية الغربية في إحداث تصدعات داخلية في روسيا، والتي أتت بنتائج عكسية زادت من وحدة المجتمع الروسي رغم تعرضه لصدمات.