استعداد مصري في اجتماع البحرين لوجود عسكري مؤقت ومشروط في غزة

19 يونيو 2024
شارك هرتسي هليفي في اجتماع البحرين (فرانس برس)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- في اجتماع البحرين الذي شارك فيه مسؤولون عسكريون من دول عربية ورئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي وقائد القيادة المركزية الأميركية، تم التركيز على وقف الحرب في غزة، تفعيل شبكة إنذار مبكر، وتأمين أمن السفن في البحر الأحمر.
- مصر أكدت على أهمية إنهاء الحرب في غزة لتبريد أزمات المنطقة ومنع توسع الحرب، معربة عن استعدادها للمشاركة في قوة عربية تحت مظلة الأمم المتحدة بشروط محددة وممانعتها لأي تحالفات تستهدف إيران.
- تم الكشف عن اتصال رسمي بين مصر وإيران لتأكيد موقف مصر الثابت بعدم رغبتها في الانخراط بتحالفات ضد طهران، مؤكدة على أولوية وقف الحرب في غزة والتزامها بالسلام والاستقرار الإقليمي.

كشفت مصادر مصرية أن أجندة اجتماع البحرين الذي ضمّ، الأسبوع الماضي، مسؤولين عسكريين كبارا في جيوش مصر والأردن والإمارات والسعودية والبحرين، ورئيس أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي هرتسي ليفي، وقائد القيادة المركزية الأميركية مايكل كوريلا، اشتملت على ثلاثة محاور رئيسية، تقدّمتها سبل وقف الحرب في قطاع غزة في أسرع وقت ممكن، وتفعيل شبكة إنذار مبكر بشأن الطيران المسيّر والصواريخ الباليستية التي تستخدمها إيران وحلفاء لها في المنطقة، وكيفية استعادة الهدوء وتوفير الأمن للسفن المارّة بطريق التجارة في البحر الأحمر. وأكّد ممثل القاهرة في الاجتماع موقف بلاده المعلن، الذي يرى في إنهاء الحرب في قطاع غزة تبريداً لكل أزمات المنطقة ومنع اتساع رقعة الحرب.

مناقشات اجتماع البحرين

وعن اجتماع البحرين قال مصدر مصري لـ"العربي الجديد" إنه يرجّح وجود رغبة مشتركة بين الجيش الإسرائيلي والإدارة الأميركية في الوصول السريع إلى نقطة إنهاء الحرب، حتى ولو لم يتفق المستوى السياسي في إسرائيل مع هذا الهدف. وبحسب المصدر، أبدت القاهرة استعدادها للمشاركة في قوّة عربية تحت مظلّة الأمم المتحدة تدخل مناطق محدّدة في قطاع غزة فترة محددة غير قابلة للتمديد، شريطة انسحاب كامل للجيش الإسرائيلي من القطاع.

القاهرة أكّدت موقفها عدم الاشتراك في أي إجراءات أمنية، أو عسكرية، تستهدف أياً من دول الإقليم

وأفاد المصدر أن تلك القوة، في حال جرى التوصل إلى اتفاق بشأنها، يمكن أن توجد في الجانب الفلسطيني لمعبر رفح، وكذلك الجانب الفلسطيني من المعابر التي تربط بين القطاع وغلاف غزة، بالإضافة إلى تأمين بعض النقاط البحرية، ولن توجد في داخل المدن والمناطق السكنية، وسيكون دورها تنظيمياً فقط إلى حين تولي إدارة فلسطينية الأوضاع في القطاع. وذكر المصدر أن القاهرة أكّدت خلال اجتماع البحرين موقفها عدم الاشتراك في أي إجراءات أمنية، أو عسكرية، تستهدف أياً من دول الإقليم، في إشارة إلى إيران. ولفت إلى أن هناك ممانعة عسكرية مصرية للمشاركة في أية أنظمة يتم من خلالها تبادل المعلومات والإحداثيات مع أطرافٍ في الإقليم، نظراً إلى ما تمثله تلك الخطوة من خطورة على المصالح والأمن المصريين.

وكانت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) قد عملت مع عدة جيوش في المنطقة على تعزيز التعاون في مجال الدفاع الجوي والصاروخي، في إطار تحالف يستهدف إيران بالدرجة الأولى، وهو التحالف الذي أبدت القاهرة موقفاً غير إيجابي منه، لعدم رغبتها في الدخول في صدام مع طهران، في ظل خطوات إيجابية من النظام الإيراني تجاه مصر.

وأوضح المصدر أن ممثل القاهرة في اجتماع البحرين أكّد اهتمام بلاده الحثيث بعودة الهدوء إلى البحر الأحمر، معتبراً هذا مرهوناً بتوقّف الحرب في قطاع غزة، وأنه سيكون الحل الأمثل، بدلاً من الدخول في مصادمات جديدة مع الحوثيين، من شأنها توسيع رقعة الحرب. وكشف عن استمرار التنسيق الأمني بين مصر وإسرائيل في المنطقة الحدودية، على الرغم من رفض القاهرة عودة العمل في معبر رفح قبل انسحاب القوات الإسرائيلية منه ومن محور فيلادلفيا. وقال إن كل الآليات الدورية المتعلقة بالتنسيق الأمني والعسكري بين الطرفين عادت إلى العمل بانتظام منذ أيام.

اتصال مصري إيراني

وكشف مصدر دبلوماسي غربي في القاهرة أن اجتماعاً ثلاثياً عُقد على هامش اجتماع البحرين بين رئيس أركان الجيش المصري الفريق أسامة عسكر ونظيره في جيش الاحتلال هرتسي هاليفي، بطلب وتنسيق من قائد القيادة المركزية الأميركية، بحث الوضع الأمني في المنطقة الحدودية، وعودة التنسيق بين الطرفين إلى مستوياته السابقة.

اتصال رسمي مصري إيراني جرى عقب تسريب موقع أكسيوس أخبار اجتماع البحرين

كما كشف دبلوماسي مصري سابق أن اتصالاً رسمياً رفيعاً مصرياً إيرانياً جرى عقب تسريب موقع أكسيوس الأميركي أخبار اجتماع البحرين، أكدت فيه القاهرة موقفها الذي جرى التوافق عليه سابقاً بشأن مواصلة العمل على تطبيع العلاقات الكاملة بين البلدين، وأن مصر غير معنيّة بالدخول في تحالفات، أو الاشتراك في إجراءات أمنية من شأنها استهداف إيران، وكذلك أن القاهرة معنيّة في المقام الأول بوقف الحرب في قطاع غزة لاستعادة الهدوء في المنطقة.