أعلن وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، أنّ مبعوث الولايات المتّحدة إلى أفغانستان زلماي خليل زاد استقال من منصبه الإثنين، في خطوة تأتي بعد أن فشلت الجهود الدبلوماسية التي بذلها على مدى أشهر عديدة في منع حركة "طالبان" من الاستيلاء على السلطة في بلده الأمّ.
وقال بلينكن، في بيان مقتضب، إنّ نائب المبعوث الأميركي إلى أفغانستان، توماس ويست، الذي كان مستشاراً للبيت الأبيض حين كان الرئيس جو بايدن نائباً للرئيس باراك أوباما، سيخلف زلماي خليل زاد في منصبه.
Thank you to Ambassador Zalmay Khalilzad for decades of tireless service to the United States. Pleased to welcome Thomas West to the role of Special Representative for Afghanistan. @US4AfghanPeace
— Secretary Antony Blinken (@SecBlinken) October 18, 2021
وخليل زاد دبلوماسي مخضرم وُلد قبل 70 عاماً في أفغانستان، وتقلّد مناصب رفيعة في عهد الرئيس السابق جورج بوش الابن، إذ عيّن سفيراً للولايات المتّحدة في كابول ثم في بغداد ثم في الأمم المتحدة.
ويتحدّر خليل زاد من مزار الشريف في شمالي أفغانستان ويجيد الباشتو والداري، وهما اللغتان الرئيسيتان في بلده الأمّ. وتولّى ملف العلاقة بين الولايات المتحدة وأفغانستان في 2018 بعدما عيّنته إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب مبعوثاً خاصاً للإشراف على المفاوضات مع حركة "طالبان"، وهي مفاوضات لم يشرك فيها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة في كابول.
وأثمرت المفاوضات اتفاقاً تاريخياً أبرم في الدوحة في فبراير/شباط 2020 وتعهّدت الولايات المتّحدة بموجبه الانسحاب من أفغانستان في العام التالي.
وبدا أنّ الاتفاق الذي رسم معالمه خيل زاد لم يكن أكثر من مجرّد سلسلة تنازلات أميركية، إذ نصّ على أن تغادر الولايات المتحدة أفغانستان من دون وقف لإطلاق النار، ومن دون أن تضع حتى إطار عمل لأي عملية سلام مستقبلية تنهي الحرب.
وبدلاً من انتزاع ضمانات من "طالبان" في الأشهر التي تلت الاتفاق؛ كثّف خليل زاد الضغط على الحكومة الأفغانية فأجبر الرئاسة على إطلاق سراح آلاف السجناء التابعين للحركة الذين عزّزوا على الفور صفوف مسلّحي الحركة.
الولايات المتحدة لن تشارك في المباحثات حول أفغانستان في موسكو
في غضون لك، أعلنت الولايات المتحدة، الإثنين، أنها لن تشارك في المباحثات حول أفغانستان المقررة الثلاثاء في موسكو، والتي ستشارك فيها روسيا والصين وباكستان.
وأشارت وزارة الخارجية الأميركية إلى وجود مشاكل لوجستية تحول دون مشاركتها، لكنها اعتبرت أن المنتدى الذي ستنظّمه روسيا "بناء".
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية نيد برايس "سيسعدنا أن نشارك في هذا المنتدى في المستقبل، لكن لا يمكننا أن نشارك هذا الأسبوع".
والجمعة أعلن موفد الكرملين إلى أفغانستان زامير كابولوف، عن المحادثات التي ستجرى في موسكو على مدى أربعة أيام، وقال إنها ترمي إلى "التوصل لموقف مشترك بشأن تغيّر الوضع في أفغانستان".
وروسيا والصين وباكستان من بين أكثر الدول تعاوناً مع الحركة، منذ أن استولت "طالبان" على الحكم في أفغانستان في أغسطس/آب، في خضم الانسحاب الأميركي بعد حرب استمرّت عشرين عاماً.
وتحض الولايات المتحدة الأطراف الدوليين على عدم الاعتراف بحكومة أفغانستان، وتأمل ربط هذا الاعتراف بملفات أساسية من بينها حقوق النساء والفتيات.
ورفض برايس توضيح ماهية المشاكل اللوجستية التي تحول دون مشاركة بلاده في المنتدى.
وتأتي المحادثات في توقيت يتصاعد فيه الخلاف حول عدد الدبلوماسيين الذين يحق للولايات المتحدة اعتمادهم في موسكو، على الرغم من توافق الرئيسين الأميركي جو بايدن والروسي فلاديمير بوتين في قمّة عقداها في يونيو/حزيران على تفعيل التعاون بين البلدين حيث أمكن.
هيئة الرقابة بالخارجية الأميركية تراجع إنهاء العمليات بأفغانستان
وعلى صعيد متصل، قال متحدث باسم الخارجية الأميركية يوم الإثنين إنّ ديانا شو، القائمة بأعمال المفتش العام بالوزارة، ستنظر في إنهاء الأعمال الدبلوماسية لإدارة بايدن في أفغانستان، بما في ذلك إخلاء السفارة الأميركية الطارئ في كابول.
وستنظر شو أيضاً في برنامج منح تأشيرات الهجرة الخاص الذي يتناول قبول أفغان كلاجئين وإعادة توطينهم بالولايات المتحدة.
وأبلغت شو الكونغرس يوم الإثنين بأنّ مكتبها سيبدأ عدة مهام متصلة بإنهاء العمليات العسكرية والدبلوماسية الأميركية في أفغانستان.
وقال مساعد بالكونغرس إن من المقرر أن تقدم شو إفادة يوم الثلاثاء.
ووجه الجمهوريون بالولايات المتحدة انتقادات حادة لإدارة الرئيس جو بايدن لانهيار مجهود حربي دام 20 عاماً، وإن كانت نسب التأييد للرئيس زادت بقوة من المستوى المتدني الذي أعقب الانسحاب الأميركي الفوضوي.
كما لقي 13 جندياً أميركياً حتفهم في تفجير انتحاري في 26 أغسطس/آب بينما هم يحاولون تأمين جهود الإجلاء التي كانت تعتمد في الأساس على دعم حركة "طالبان"، خصم الولايات المتحدة لفترة طويلة.
(فرانس برس، رويترز)