استمرار احتلال محور فيلادلفيا يضغط على القاهرة

28 يوليو 2024
آلية للاحتلال على الحدود بين مصر والقطاع، 7 مايو 2024 (أمير ليفي/Getty)
+ الخط -

استمع إلى الملخص

اظهر الملخص
- **تباين المواقف المصرية والإسرائيلية حول محور فيلادلفيا**: مصر تطالب بانسحاب إسرائيلي كامل، بينما يصر نتنياهو على السيطرة الأمنية لضمان أمن إسرائيل.
- **محادثات روما وتوقعات الأزمة**: مناقشات حول وضع القوات الإسرائيلية في محور فيلادلفيا، مع توقعات بأزمة في المفاوضات بسبب تردد نتنياهو في الانسحاب.
- **استياء مصري وتصاعد التوترات**: مصر مستاءة من استمرار الاحتلال الإسرائيلي وضغط إسرائيل لتمرير مشروع وقف إطلاق النار بشروط معقدة، مما يزيد التوترات.

تتمسك القاهرة بحتمية الانسحاب الإسرائيلي من الحدود بين مصر وغزة

رفضت القاهرة سابقاً مقترحاً لإقامة جدار عازل تحت الأرض على الحدود

نتنياهو يرفض التراجع عن احتلال محور فيلادلفيا

تكشف التصريحات التي صدرت عن مسؤولين مصريين وإسرائيليين خلال الأيام القليلة الماضية، عن تباينات في المواقف الخاصة بقضية استمرار الجيش الإسرائيلي في احتلال محور فيلادلفيا على طول الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة، والذي يتمتع بوضع قانوني مبني على اتفاقية أمنية موقّعة بين مصر وإسرائيل. وتشير التصريحات الرسمية المصرية عن حالة من عدم الرضا لدى المسؤولين المصريين بشأن الموقف الإسرائيلي من محور فيلادلفيا المتاخم للحدود مع مصر، والذي بات جيش الاحتلال مسيطراً عليه بشكل كامل.

تضارب المواقف من احتلال محور فيلادلفيا

فبعد أن نقلت وسائل إعلام مصرية رسمية تابعة لجهاز المخابرات العامة، الأحد الماضي، عمن أسمته "مصدراً رفيع المستوى"، قوله إن "مصر أكدت تمسّكها بحتمية الانسحاب الإسرائيلي الكامل من محور فيلادلفيا"، مضيفاً أنه "لا صحة إطلاقاً لما تناولته وسائل إعلام إسرائيلية حول وجود اتفاقات أو تفاهمات مصرية مع إسرائيل بشأن محور فيلادلفيا"، جاءت تصريحات رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو، في خطابه أمام الكونغرس الأميركي، الأربعاء الماضي، لتؤكد نية الاحتلال عدم التنازل عن السيطرة الأمنية. وقال نتنياهو: "يجب أن نحتفظ بالسيطرة الأمنية المهيمنة لمنع عودة الإرهاب، ولضمان ألا تشكل غزة تهديداً لإسرائيل مرة أخرى".

من المتوقع أن تشهد محادثات روما مناقشات بشأن وضع القوات الإسرائيلية عند محور فيلادلفيا

ومن المقرر، بحسب ما نقل موقع أكسيوس الأميركي عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أن يلتقي مدير وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية وليام بيرنز، اليوم الأحد في روما، رئيس الوزراء القطري الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني ومدير المخابرات المصرية عباس كامل. وجاء ذلك بعد أن أعلن نتنياهو أنه سيرسل وفداً إلى محادثات روما، والتي من المتوقع أن تشهد مناقشات بشأن وضع القوات الإسرائيلية الموجودة بمحور فيلادلفيا، والذي يعد جزءاً أصيلاً من اتفاقية كامب ديفيد الموقعة عام 1979. لكن بحسب ما نقل "أكسيوس" عن مسؤول إسرائيلي، فإن نتنياهو غير مستعد للتحرك من أجل التوصل إلى اتفاق، وبالتالي "فإننا قد نكون متجهين نحو أزمة في المفاوضات". ووفقاً لما ذكره الموقع الأميركي، فإن التسريبات الإسرائيلية الأخيرة بشأن وجود نوايا واستعداد لدى تل أبيب للانسحاب من محور فيلادلفيا، ليست صحيحة، إذ إن التوجه الإسرائيلي هو الوجود الدائم واحتلال محور فيلادلفيا.

وفي ما يخص المطالبات المصرية بخروج القوات الإسرائيلية من محور فيلادلفيا وإنهاء السيطرة على معبر رفح البري، فيبدو من تصريحات نتنياهو والتسريبات الإسرائيلية، أن الجانب الإسرائيلي يستبعد تلك الخطوة في الوقت الراهن أو خلال الفترة القريبة المقبلة. ويمتد محور فيلادلفيا المعروف أيضاً بمحور صلاح الدين، بطول 14 كيلومتراً من البحر المتوسط وحتى كرم أبو سالم، حيث المعبر ثلاثي الاتجاهات بين مصر وإسرائيل وقطاع غزة. ويقع بالكامل في المنطقة منزوعة السلاح (ج) التي نصت عليها معاهدة السلام.

استياء مصري

ويبدو أيضاً من تصاعد حدة التصريحات المصرية بشأن احتلال محور فيلادلفيا من قبل إسرائيل، أن ما يمكن تسميته بـ"غض الطرف المصري" عن دخول جيش الاحتلال للمنطقة، مع بدء الاجتياح البري لرفح الفلسطينية، كان مؤقتاً، ويأتي في إطار درء المزاعم الإسرائيلية بشأن وجود أنفاق تهريب في تلك المنطقة. ولكن حدة الاستياء المصري، زادت بعد إصرار جيش الاحتلال على البقاء الدائم في محور فيلادلفيا.

وبحسب تصريحات نتنياهو أمام الكونغرس الأميركي، فإن إسرائيل لا يمكنها أن تتراجع عن احتلال محور فيلادلفيا والاستيلاء عليه، إلا ضمن تسوية واسعة لقضية غزة بمشاركة قوى وأطراف إقليمية تضمن عدم بناء المقاومة لقدراتها العسكرية مجدداً، كذلك تؤمّن لتل أبيب دوراً واضحاً في الرقابة على الحدود بين قطاع غزة ومصر. فقد قال: "بعد انتصارنا، وبمساعدة الشركاء الإقليميين، يمكن أن يؤدي نزع السلاح والتطرف في غزة أيضاً إلى مستقبل من الأمن والازدهار والسلام".

رفضت القاهرة سابقاً مقترحاً لإقامة جدار عازل تحت الأرض على الحدود بين مصر والقطاع

وتشير المواقف الإسرائيلية إلى إعادة الدفع نحو تصوّر كان قد تم تقديمه للقاهرة سابقاً بشأن إقامة جدار عازل تحت الأرض على غرار ذلك الجدار الذي أقامته إسرائيل على الحدود بين قطاع غزة وما يعرف بمستوطنات الغلاف في شمال القطاع. وسبق لهذا المقترح أن رفضته القاهرة كونه كان يتضمن تكنولوجيا ترسل إشعارات فورية حال وجود محاولات لخرق الجدار أو إقامة أنفاق، فيما كانت تل أبيب ضمن الجهات التي ترسل لها تلك الإشعارات.

وتضغط إسرائيل في الوقت الراهن لتمرير المشروع المدعوم أميركياً لوقف إطلاق النار في القطاع، ضمن شروط الانسحاب من محور فيلادلفيا، وكذلك تدفع ضمن شروطها، بنقل معبر رفح البري من موقعه الحالي لموقع آخر قريب من مثلث الحدود المصرية مع الأراضي المحتلة بالقرب من معبر كرم أبو سالم، بحسب ما أفادت القناة 12 الإسرائيلية أخيراً. لكن ما أثار حفيظة القاهرة مؤخراً، هو أن التوجه الإسرائيلي الخاص بوضع محور فيلادلفيا ليس قاصراً على نتنياهو ووزراء اليمين المتطرف في حكومته، ولكن وجود توافق واسع في هذا الشأن مع المؤسسة الأمنية الإسرائيلية وجيش الاحتلال.