لا يزال التوتر يخيم على مدينة سنجار، 115 كيلومترا غربي الموصل، مركز محافظة شمالي العراق، على خلفية تهديدات أطلقها الجيش العراقي في المدينة ضد عناصر حزب "العمال الكردستاني" إثر قيامهم بإنزال العلم العراقي ورفع صور زعامات الحزب المسلح، الذي يتواجد هناك منذ عدة سنوات رغم طلبات حكومية سابقة بخروجه منها تمهيداً لإعادة السكان.
والجمعة الماضي، هدد قائد الفرقة 20 في الجيش العراقي، العميد الركن أثير الربيعي، بـ"دفن" أي عنصر في حزب "العمال" يتعرض للعلم، وذلك بعد أيام على قيام مسلحين تابعين لحزب "العمال الكردستاني" بإزالة العلم العراقي الذي رفعه الجيش في ساحة اليرموك وسط سنجار ووضع صورة زعيم الحزب عبد الله أوجلان بدلاً منه.
وأكدت مصادر محلية في المدينة القريبة من الحدود العراقية السورية، استمرار الانتشار المكثف للجيش في سنجار ومحيطها، وسط أجواء من الحذر خشية قيام حزب "العمال" باستهداف عناصر الجيش، مبينة لـ"العربي الجديد"، أن القوات العراقية وضعت نقاط حراسة بالقرب من الأعلام العراقية التي رفعتها وأزالت صوراً أخرى لزعامات بالحزب في عدة مناطق من المدينة وهددت باعتقال من يرفع أخرى بدلاً منها.
وأشارت إلى وجود ترقب وخوف من احتمال اندلاع صدام مسلح بين الجيش ومليشيات (وحدات حماية سنجار)، الذراع المحلية لمسلحي حزب "العمال"، ما دفع بعض السكان إلى الابتعاد عن المناطق التي يوجد فيها الجيش أو مسلحو مليشيات حزب العمال، مبينة أن الأخير بدأ يحشد أتباعه للمشاركة في تجمعات لإحياء الذكرى السنوية لاعتقال أوجلان.
وأكد ضابط بالجيش العراقي في الفرقة 20، المنتشرة في سنجار، وصول تعزيزات للجيش العراقي إلى المدينة وبلدة سنوني المجاورة لها.
وقال الضابط، في اتصال هاتفي مع "العربي الجديد"، طالباً عدم ذكر اسمه، إن "التوجيهات أعطيت للجنود للتعامل بحزم مع أي ظواهر تحد للدولة والقانون"، مشيراً إلى "اعتقال عنصرين من الموالين لحزب العمال بعد توزيعهم منشورات تحرض على قوات الجيش والشرطة العراقية بالمدينة".
وبحسب مواقع إخبارية تابعة لحزب العمال، فإن الحزب يستعد، غداً الثلاثاء، لإحياء الذكرى السنوية لاعتقال زعيمه عبد الله أوجلان.
وقال عضو الحزب "الديمقراطي الكردستاني"، الحاكم في إقليم كردستان، إدريس زوزاني، إن سنجار شهدت أول من أمس السبت توتراً بين الجيش العراقي وحزب العمال الكردستاني على خلفية قيام عناصر في الحزب بإنزال العلم العراقي من المؤسسات الحكومية، والقيام بتنظيم تجمعات أمامها.
وأشار في تصريح صحافي إلى أن السياسات الخاطئة لحزب العمال ورطت سنجار في فوضى ومشاكل كبيرة يدفع من عاد إلى المدينة ضريبتها.
ولفت زوزاني، وهو مسؤول الحزب الديمقراطي الكردستاني في سنجار، إلى أن تصرفات حزب "العمال" تسببت بعدم الاستقرار وغياب الأمن في المدينة.
وبحسب إحصائيات لمنظمات وتصريحات لسياسيين، فإن نحو 80% من سكان سنجار ما زالوا في مخيمات بمحافظات إقليم كردستان يرفضون العودة بسبب وجود حزب "العمال" والمليشيات المرتبطة به في المدينة.
ولم يلتزم حزب "العمال الكردستاني" بـ"اتفاق سنجار" الموقع بين الحكومة العراقية في بغداد وحكومة إقليم كردستان في أربيل عام 2020، الذي يقضي بتسليم المدينة للجيش العراقي وإخراج الحزب وجميع المليشيات التابعة له منها، وذلك تمهيداً لعودة نازحي المدينة الذين يقطنون مخيمات النازحين في مدن إقليم كردستان منذ سنوات، ويرفضون العودة بسبب وجود حزب "العمال" في مناطقهم.