شهد حي غويران في الجهة الجنوبية لمدينة الحسكة، استنفاراً مكثفاً لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد) بدعم جوي من قبل قوات التحالف الدولي، مساء الخميس، وسط توارد أنباء من المنطقة عن عصيان لأفراد تنظيم "داعش" المعتقلين داخل سجن "الصناعة" وسط الحي، في ظل تكتم إعلامي من قبل "قسد".
وقالت مصادر من أبناء منطقة الحسكة، في حديث لـ"العربي الجديد"، إن وحدات الكوماندوز التابعة لـ"قوات سورية الديمقراطية" (قسد)، وبدعم جوي من التحالف الدولي لمحاربة "داعش"، أغلقت جميع مداخل حي غويران الذي يحوي بداخله سجن الصناعة في الجهة الجنوبية لمدينة الحسكة، مضيفةً أن "المنطقة المحيطة بالسجن شهدت أيضاً انتشاراً مكثفاً لعناصر (قسد)، بالإضافة لاستقدام مدرعات مصفحة إلى محيطه، وسط تكتم إعلامي من "قسد" حول هذا الاستنفار، بالتزامن مع إلقاء قنابل ضوئية من قبل مروحيات التحالف الدولي التي حلقت فوق السجن".
وأشارت المصادر إلى أن "دوريات الشرطة العسكرية التابعة لقسد نصبت عدة حواجز على مداخل العديد من المدن في محافظة الحسكة، بهدف سوق الشبان إلى التجنيد الإجباري، ويأتي ذلك بالتزامن مع الاستنفار الذي يشهده حي غويران منذ يومين".
ويضم سجن "الصناعة" نحو خمسة آلاف من معتقلي "داعش"، والذي مضى على إنشائه 3 سنوات بعد استيلاء "قسد" على المعهد الفني والثانوية الصناعية وتحويلهما لسجن مخصص لعناصر تنظيم "داعش" أطلق عليه اسم الصناعة.
وتحتجز "قسد" المئات من عناصر التنظيم في سجونها، منذ سيطرتها على مناطق واسعة شرق سورية عام 2018، وذلك بدعم من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأميركية.
في سياق منفصل، قُتل ثلاثة عناصر من قوات النظام السوري، عصر اليوم الخميس، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات تنظيم "داعش" في بادية مدينة السخنة بريف حمص الشرقي.
وأكدت مصادر من البادية، لـ"العربي الجديد"، أن ثلاثة عناصر يتبعون مليشيا "الدفاع الوطني" المدعومة من روسيا، قُتلوا، عصر الخميس، وأُصيب عنصران آخران، أحدهما تعرض لبتر في القدم، إثر انفجار لغم أرضي من مخلفات التنظيم بسيارة عسكرية للمليشيا من نوع "بيك آب" دفع رباعي كانوا يستقلونها بالقرب من حقل الهيل جنوب مدينة السخنة بريف حمص الشرقي ضمن البادية السورية.
وشنت الطائرات الحربية الروسية، خلال الـ24 ساعة الماضية، 19غارة جوية مستخدمة صواريخ شديدة الانفجار، استهدفت من خلالها كهوفاً وخنادق تتخذها خلايا التنظيم أوكاراً لها في كلٍ من سلسلة جبال العمور في بادية تدمر بريف حمص الشرقي، وبوادي الشولا، وكباجب، وجبل البشري بريف دير الزور الجنوبي الغربي، شرق سورية.
في غضون ذلك، قُتل وجرح عدد من عناصر "قسد"، ظهر الخميس، إثر استهداف طاقم الـ"م.د" التابع لـ"الجيش الوطني" المعارض والحليف لتركيا، بصاروخ موجه من نوع "تاو" مقراً عسكرياً لـ"قسد"، على محور جبهة الساجور القريبة من مدينة منبج شرق محافظة حلب.
وكثفت قوات النظام السوري والمليشيات الإيرانية من القصف المدفعي والصاروخي مستهدفة قرى وبلدات كفر تعال، وتديل، وكفر عمة، وتقاد، والقصر، وكفر نوران، بريف حلب الغربي، ما أحدث دماراً واسعاً في ممتلكات المدنيين، دون وقوع إصابات بشرية.
إلى جنوب سورية، قالت مصادر محلية، لـ"العربي الجديد"، إن قوات النظام السوري أغلقت، مساء اليوم، آخر المعابر الإنسانية (معبر حاجز السرايا) الواصل بين درعا البلد ومركز المحافظة، جنوب البلاد.
وأضافت المصادر أن الوضع الإنساني سوف يزداد سوءاً في أحياء درعا البلد المحاصرة بعد إغلاق هذا المعبر، في ظل الحصار الخانق الذي يفرضه النظام السوري والمليشيات الإيرانية منذ 51 يوماً، ومنع دخول المستلزمات الطبية والغذائية ومادة الطحين إلى المناطق المحاصرة.