- تشكيل لجنة فنية لتحديد أسباب الانفجار من قبل خلية الإعلام الأمني، ونفي القوات الأمريكية والبنتاغون لأي نشاط عسكري، بينما "الحشد الشعبي" يفتح تحقيقاً وفصائل المقاومة تتهم إسرائيل.
- نواب "الإطار التنسيقي" يتهمون الولايات المتحدة بالهجوم، في حين تنفي سنتكوم الأمريكية ضلوعها، وسط هدنة بين الفصائل المقاومة العراقية والأمريكيين وتخوف من هجمات مستقبلية.
أثار الهجوم الصاروخي الذي تعرض له مقر لـ"الحشد الشعبي" بمحافظة بابل جنوب العاصمة بغداد، ليل أمس الجمعة، ردود فعل متباينة، فيما انقسمت الاتهامات تجاه واشنطن وتل أبيب بتنفيذه، وسط حالة ترقب بشأن ردة فعل الفصائل العراقية. والهجوم الذي استهدف ليل الجمعة - السبت قاعدة "كالسو" العسكرية شمالي بابل جنوب العاصمة العراقية بغداد، التي تضم مقر قيادة أركان الحشد الشعبي، تسبب بوقوع قتيل وسبعة جرحى.
— ابو الاء الولائي (@aboalaa_alwalae) March 1, 2024
خلية الإعلام الأمني الحكومية، أعلنت مقتل عنصر بـ"الحشد"، وإصابة تسعة آخرين، بينهم منتسب في الجيش العراقي، في الحادث، ووفقاً لبيان صدر صباح اليوم السبت فإنه "في الساعة الواحدة بعد منتصف ليلة أمس (بالتوقيت المحلي)، حدث انفجار وحريق داخل (معسكر كالسو) شمالي محافظة بابل على الخط الدولي، الذي يضم مقرات لقطعات الجيش والشرطة وهيئة الحشد الشعبي، ما أدى إلى مقتل أحد منتسبي هيئة الحشد الشعبي وإصابة ثمانية آخرين، بينهم منتسب من الجيش العراقي بجروح متوسطة وطفيفة".
وأكدت أنه "تم تشكيل لجنة فنية عليا مختصة من الدفاع المدني والصنوف الأخرى ذات العلاقة لبيان أسباب الانفجار والحرائق في موقع ومحيط منطقة الحادث"، مبينة أنه "من خلال المعطيات الأولية وتدقيق المواقف والبيانات الرسمية، فقد صدر بيانان من قوات التحالف الدولي في العراق والناطق الرسمي للبنتاغون يشيران إلى عدم وجود أي نشاط جوي أو عمل عسكري في عموم بابل". وأشارت إلى أن "تقرير قيادة الدفاع الجوي ومن خلال الجهد الفني والكشف الراداري أكد عدم وجود أي طائرة مسيرة أو مقاتلة في أجواء بابل قبل وأثناء الانفجار".
وكانت هيئة "الحشد الشعبي" قد أعلنت، في بيان، أنها فتحت تحقيقاً لمعرفة ملابسات الحادث، ووصل صباح اليوم السبت، رئيس أركان "الحشد الشعبي" عبد العزيز المحمداوي، إلى موقع الهجوم، لمتابعة التحقيقات لمعرفة ملابساته وتحديد الجهة التي تقف وراءه، بحسب ما نقلته مواقع إخبارية مرتبطة بالفصائل على "تليغرام".
فصائل المقاومة العراقية، أكدت أن إسرائيل هي المسؤولة عن تنفيذ الهجوم، معلنة الرد عليها، وقالت في بيان: "استهدف مجاهدو المقاومة الإسلامية في العراق فجر اليوم السبت، بواسطة الطيران المسيّر، هدفاً حيوياً في إيلات بأراضينا المحتلة"، مؤكدة "استمرارنا في دكّ معاقل الأعداء استكمالاً للمرحلة الثانية لعمليات مقاومة الاحتلال، ونصرة أهلنا في غزة، ورداً على المجازر الصهيونية بحق المدنيين الفلسطينيين العزّل، وانتهاك العدو الصهيوني للسيادة العراقية في استهدافه الغادر لمعسكرات الحشد الشعبي". فيما توعد زعيم جماعة "كتائب سيد الشهداء" أبو آلاء الولائي بالرد على الجهة المنفذة، وقال في تدوينة له على "إكس" إنه "سيتم الرد على من يقف خلف هذا الاعتداء، كائناً من يكون، ومن يثبت تورطه بهذه الجريمة النكراء بعد إكمال التحقيقات اللازمة فسيدفع الثمن"، مشدداً "إذا كان العدو يراهن على أن الحشد الشعبي مكبلة يداه بالأوامر الرسمية فلا يتوقع منه رداً، فالمقاومة ليست كذلك".
— ابو الاء الولائي (@aboalaa_alwalae) April 20, 2024
نواب في تحالف "الإطار التنسيقي" الذي يضم قوى حليفة لإيران، اتهموا واشنطن بشن الهجوم، وقالت النائبة عن تحالف الفتح "جزء من الإطار"، علا الناشي، إنه "في الوقت الذي يوجد فيه الوفد العراقي برئاسة السوداني في واشنطن، تشنّ أميركا هجوماً عدوانياً على معسكرات تابعة للقوات الأمنية والحشد الشعبي في محافظة بابل"، مؤكدة، في تصريح صحافي اليوم السبت، أن "العدوان الأميركي يعد وقاحة واستهتاراً بحق القوات الأمنية والحشد الشعبي"، ودعت "الحكومة، متمثلة بالوفد الموجود في أميركا، إلى تقديم شكوى لدى مجلس الأمن، وتسجيل اعتراض على المسؤولين الأميركيين، من أجل حفظ كرامة العراق وحياة العراقيين".
من جهته، أكد مسؤول أمني رفيع أن "الحشد الشعبي هو الذي تبنى التحقيق بالحادث، وأنه رفض مقدماً أي تحقيق حكومي"، مبيناً لـ"العربي الجديد"، ومشترطاً عدم ذكر اسمه، أن "اتصالات جرت بين مسؤولين حكوميين وقيادات الحشد الذين رفضوا التحقيق إلا من جهة الحشد". وأوضح أن "القيادات تعهدت بعدم خرق الهدنة مع واشنطن إلا في حال ثبت تورطها بالهجوم، وأن أي خطوة ستتخذ ستكون بعد عودة رئيس الوزراء محمد شياع السوداني من واشنطن". وأشار إلى أن "هناك حالة ترقب وتخوف من هجمات أخرى قد تطاول مقار للحشد، كما أن ردة فعل الفصائل غير معلومة حتى الآن، وسط انتظار لنتائج التحقيق".
وفي وقت سابق من اليوم، أعلنت القيادة المركزية الأميركيّة في الشرق الأوسط (سنتكوم) أنّ الولايات المتحدة "لم تنفّذ ضربات في العراق"، قائلة في منشور على منصّة إكس: "نحن على علم بمعلومات تزعم أنّ الولايات المتحدة نفّذت غارات جوّية في العراق. هذه المعلومات خاطئة"، في إشارة منها إلى القصف الذي استهدف قاعدة كالسو شمالي بابل.
يجري ذلك في وقت دخلت فيه فصائل المقاومة العراقية هدنة مع الجانب الأميركي إثر اغتيالها القيادي في كتائب حزب الله العراقية أبو باقر الساعدي قبل أكثر من شهرين، ولم تنفذ الفصائل أي عملية ضد المصالح الأميركية في البلاد، منذ تلك الفترة، على الرغم من استمرار نشاط الطيران الأميركي المسيّر في الأجواء العراقية، خاصة في بغداد والأنبار وإقليم كردستان. وكانت مصادر عراقية قد كشفت أخيراً لـ"العربي الجديد" أن الفصائل المسلحة قدمت ضمانات للحكومة العراقية بعدم خرق الهدنة مع الجانب الأميركي، مؤكدة أنه بحسب الاتفاق، فإن الهدوء سيستمر إلى أن يتم حسم الاتفاق رسمياً بين بغداد وواشنطن على إنهاء وجود التحالف الدولي في البلاد، وأنه بعد الاتفاق سيكون لكل حادث حديث.