- الأمن العراقي يكثف جهوده لبسط النفوذ في بغداد، مع تنفيذ حواجز أمنية ليلية وتفتيش السيارات، في محاولة للحد من الخروقات الأمنية.
- تعزيزات أمنية وصلت لمنطقة الفضيلية لاستعادة الهدوء، وسط تأكيدات على التعامل بحزم مع أي محاولات لخرق القانون، في ظل تكرار الاشتباكات وانتقادات لضعف السيطرة على الجماعات المسلحة.
قالت مصادر في الأمن العراقي، اليوم السبت، إن منطقة الفضيلية، جنوب شرقي العاصمة العراقية بغداد، تشهد توتراً أمنياً إثر اندلاع اشتباك مسلح بين قوة من الشرطة وجماعة مسلحة في ساعة متأخرة من ليل أمس الجمعة، واستمر حتى فجر اليوم، وسط مخاوف من تجدد الاشتباكات.
ويحاول الأمن العراقي منذ مدة بسط نفوذه في مناطق العاصمة بغداد، وقام بنشر حواجز أمنية ليلية في شوارع معظم المناطق، بشكل يومي، تقوم بعمليات تفتيش للسيارات ومحاسبة المخالفين للتعليمات الأمنية واحتجاز السيارات التي لا تحمل لوحات تسجيل أو أوراقاً ثبوتية.
ووفقاً للمصادر التي نقلت عنها محطات إخبارية ووكالات أنباء محلية عراقية، فإن "قوة من الشرطة الاتحادية المرتبطة بوزارة الداخلية أقدمت، في ساعة متأخرة من ليل أمس، على اعتقال شخص قام بالاعتداء على دورية للشرطة الاتحادية في منطقة الفضيلية، جنوب شرقي العاصمة بغداد"، مبينة أنه تبين لاحقاً أن المعتقل "من جماعة سرايا السلام (جماعة مسلحة تابعة للتيار الصدري)".
وأكدت أن "العشرات من جماعة سرايا السلام تجمعوا إثر ذلك، واشتبكوا بأسلحة رشاشة مع دورية الشرطة"، واستمرت الاشتباكات حتى ساعة متقدمة من فجر اليوم، وهو ما تسبب "بإصابة ضابط من الشرطة وأربعة مواطنين آخرين نتيجة كثافة إطلاق النار".
أشتباكات مسلحة منطقة الفضيلية ببغداد رغم إنتشار القوات الأمنية فيها ومازالت مستمرة لمطلع الفجر #وطبعا باچر الجماعة كلهم صيام #صيام_مقبول pic.twitter.com/Z6x9CBxf4N
— walaahameed1971 (@walaahameed1971) April 5, 2024
وقال ضابط في قيادة الشرطة الاتحادية لـ"العربي الجديد"، طلب حجب اسمه، إن "تعزيزات أمنية وصلت إلى المنطقة، وانتشرت بشكل مكثف فيها منذ فجر اليوم"، وأضاف أن "الوضع ما زال مرتبكاً، وهناك مخاوف من تجدد الاشتباكات في أي لحظة".
وشدد الضابط على أن "التوجيهات العليا شددت على التعامل بحزم مع أي محاولة من قبل أي جهة لخرق القانون ومحاولة الاعتداء على عناصر الأمن أو استهداف الأمن المجتمعي"، مشيراً إلى أن "قوات الأمن ستواصل الانتشار حتى عودة الهدوء إلى المنطقة، وبحسب ما نتلقاه من توجيهات".
وتتكرر عمليات الاشتباكات المسلحة بين عناصر الأمن في المحافظات العراقية وفصائل مسلحة متسببة بوقوع قتلى وجرحى، وكان آخرها في 31 مارس/ آذار الماضي في مدينة الصدر، شرقي بغداد، وقُتل فيها عنصر أمني وأصيب آخرون بعد اشتباكات عنيفة بين عناصر أمن ومسلحين تابعين لجماعة "عصائب أهل الحق" إثر رفضها الانصياع لمحاولة تطبيق القانون.
وتتعرض الجهات المسؤولة إلى انتقادات بسبب ضعف إجراءاتها للسيطرة على الجهات المسلحة، التي كثيراً ما تتمرد على سلطة الدولة وترفض تطبيق القانون، وسط اتهامات للسلطات بمجاملة تلك الجماعات "المتنفذة" وعدم محاسبتها، وهو ما يتسبب بتكرار الاشتباكات، ما ينعكس سلباً على الأمن المجتمعي في العراق.