شهدت مدينة بنغازي شرقي ليبيا، ليلة الجمعة، اشتباكات مسلحة بين مليشيات اللواء المتقاعد خليفة حفتر، وجماعات تابعة لقبيلة موالية لوزير الدفاع السابق المهدي البرغثي، على خلفية محاولة اعتقال الأخير من قبل أجهزة تابعة لحفتر، فيما انقطعت الاتصالات فجأةً عن كامل أرجاء المدينة.
ووفقاً لمعلومات متطابقة أدلت بها مصادر أمنية، فإنّ الاشتباكات دارت لعدة ساعات في حي السلماني (مقر إقامة البرغثي) ببنغازي، بين وحدات تابعة لمليشيا طارق بن زياد بقيادة صدام حفتر، ومجموعة مسلحة من قبيلة موالية للبرغثي.
وفيما أفادت ذات المصادر بتوقف الاشتباكات وسط هدوء حذر، أكدت أنّ المفاوضات لا تزال جارية بين الطرفين على أن يسلم البرغثي نفسه. وقالت المصادر إنّ أسباب الاشتباكات جاءت على خلفية رفض البرغثي استدعاء وجهته له مليشيات طارق بن زياد، ما دفع الأخيرة إلى محاصرة الحي الذي يقع فيه منزله، قبل أن تندلع الاشتباكات بين مسلحي "طارق بن زياد" ومسلحين من قبيلة البراغثة الذين أمنوا وصول البرغثي إلى منزله.
وفي الوقت الذي انقطعت فيه الاتصالات عن كامل مدينة بنغازي بشكل مفاجئ، بثت قناة "المسار" المقربة من قيادة حفتر، أنباءً عن بدء عملية أمنية بالمدينة لـ"مواجهة خلية السلماني التخريبية".
وفي خبر منفصل، بثت القناة أنباءً أخرى تفيد بـ"انتهاء العملية المحدودة التي استهدفت خلية السلماني التخريبية"، وأنه "قُبض على أغلب عناصر الخلية وحُيِّدَت مجموعة أخرى منها"، في إشارة إلى استمرار الهدوء الحذر.
وبعد سبع سنوات، عاد البرغثي إلى بنغازي، مساء الجمعة، بعد مشاورات واتصالات واسعة من شخصيات قبلية في شرق ليبيا مع قيادة حفتر، التي توعدت بعدم المساس به وبأنه لم يعد مطلوباً لديها، لكنها وجهت له استدعاءً بالمثول أمام أحد الأجهزة الأمنية التابعة لها إثر وصوله إلى منزله بحيّ السلماني.
وكشف أحد المصادرالأمنية أنّ مليشيا طارق بن زياد استدعت البرغثي على خلفية وجود عدد من المسلحين المرافقين له، سبق أن شاركوا في صدّ عدوان حفتر على طرابلس في عامي 2019 و2020، ضمن عملية "بركان الغضب" التي أطلقتها حكومة الوفاق الوطني، وعمليات قتالية أخرى ضد مليشيات حفتر في منطقة الهلال النفطي، وسط شمال البلاد، وفي الجنوب الليبي.
يُذكر أنّ البرغثي عسكري سابق برتبة عقيد، كان قد تولى مهام قيادية ضمن "عملية الكرامة" التي أطلقها حفتر في بنغازي عام 2014، قبل أن يتراجع حضوره العسكري بعد إعلان حكومة الوفاق الوطني السابقة اختياره لتولي منصب وزير الدفاع، في فبراير/ شباط من عام 2016.
وعلى إثر قبول البرغثي بالمنصب وانتقاله إلى طرابلس لتوليه وزارة الدفاع، اتهمته قيادة حفتر بالمسؤولية عن العديد من الوقائع والأحداث، من بينها هجوم مسلح على قاعدة براك الشاطئ في عام 2017، الذي راح ضحيته 145 عسكرياً، على الرغم من إعلان تنظيم "داعش" مسؤوليته عن الهجوم.