- تسببت الاشتباكات في إصابة طفل وحدوث فوضى عارمة في المنطقة، مع استمرار الفلتان الأمني في درعا، وتورط مجموعات محلية مرتبطة بالنظام في أعمال خطف وعنف.
- تعكس هذه الأحداث استمرار الفوضى الأمنية في درعا منذ استعادة النظام السيطرة عام 2018، مع تقارير عن دعم النظام لمجموعات محلية بالسلاح لتنفيذ عمليات قتل وخطف وتهريب مخدرات.
شهدت بلدة جاسم في محافظة درعا جنوبي سورية اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بين مجموعتين محلّيتين، إحداها مرتبطة بالأجهزة الأمنية التابعة للنظام.
وذكرت شبكات إخبارية محلية، منها تجمع أحرار حوران، أن اشتباكات جرت منتصف ليل الأربعاء الخميس في بلدة جاسم، بين مجموعتين محلّيتين، الأولى تتبع لآل الجرادات وتساندها مجموعة وائل خليل الجلم الملقب بـ"الغبيني"، والثانية يقودها عبد الله الحلقي المعروف محلياً بـ"أبو عاصم"، استخدمت خلالها أسلحة خفيفة ومتوسطة. وبدأت الاشتباكات بعد احتجاز مجموعة الحلقي ثلاثة أشخاص من عائلة الجرادات بهدف التحقيق معهم، على خلفية اختطاف مسلّحين من هذه العائلة يافعاً من منزله في قرية العالية الثلاثاء الماضي، والاعتداء عليه بالضرب قبل إطلاق سراحه، بتهمة نقل الأخبار لصالح مجموعة أبو عاصم.
ولم تستطع مجموعات محلية أخرى تدخّلت للفصل بين الطرفين وقف الاشتباكات، كما استخدمت مجموعة الغبيني أسلحة رشاشة، خفيفة ومتوسطة، باتجاه منازل المدنيين بشكل عشوائي في الحي الغربي، وقصفتها بقذائف هاون، وأخرى صاروخية.
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بأنّ طفلاً من عائلة الجرادات أصيب بالاشتباكات، التي وصفها بـ"العنيفة"، مشيراً إلى أن "فوضى عارمة تسود المنطقة في ظلّ الفلتان الأمني ضمن المناطق الخاضعة لسيطرة قوات النظام بدرعا". وأكّدت مصادر محلّية لـ"العربي الجديد" أن مجموعة الغبيني مرتبطة بجهاز المخابرات العسكرية، وتسلّمت منه أخيراً أسلحة، وأوضحت أن أجهزة النظام الأمنية "تدعم مجموعات محلّية بالأسلحة الخفيفة والمتوسطة بهدف إحداث شرخ وفتنة بين عشائر ومكونات الجنوب السوري، الأمر الذي بات نهجاً واضحاً لتلك الأجهزة في ضرب النسيج الاجتماعي في المنطقة".
وتعدّ مجموعة الغبيني من أبرز المجموعات المرتبطة بالنظام التي تقوم بعمليات خطف للمدنيين وسرقة سيارات وعمليات تشليح وفرض إتاوات، في بلدة جاسم وريف القنيطرة المتاخم لها، وفق المصادر.
وكانت بلدة الصنمين في ريف درعا الشمالي قد شهدت قبل أيام أحداثاً دامية بين مجموعات محلية تابعة للأجهزة الأمنية أدّت إلى مقتل العشرات، من بينهم أطفال ونساء قضوا حرقاً. كما شهدت بلدة اليادودة في ريف درعا الغربي أحداثا مماثلة، مطلع العام الحالي، في استمرارٍ لحالة الفلتان الأمني الذي يضرب هذه المحافظة، التي شهدت شرارة الثورة السورية ربيع عام 2011.
ومنذ استعادة النظام السوري محافظة درعا، على مراحل، بدءاً من منتصف عام 2018، تترسخ الفوضى الأمنية في المحافظة، التي تشهد منذ ذلك الحين عمليات اغتيال واسعة، خاصة بحقّ المعارضين، وقادة وعناصر الفصائل التي كانت في الجيش السوري الحر قبل التسوية مع النظام. وتتحدث تقارير عن أن النظام أنشأ مجموعات محلّية ومدها بالسلاح لتنفيذ عمليات قتل وخطف وتهريب للمخدرات.