هدمت بلدية الاحتلال الإسرائيلي في مدينة القدس المحتلة، اليوم الثلاثاء، منشأة تجارية في حي البستان ببلدة سلوان، عقب محاصرته وإغلاق مداخله، والاعتداء على الأهالي الذين تصدوا للهدم، وتسببت المواجهات في وقوع عدد من الإصابات.
وأفاد الهلال الأحمر الفلسطيني بالقدس، في تصريح صحافي، بتعامل طواقمه مع 13 إصابة خلال مواجهات مع قوات الاحتلال في بلدة سلوان بالقدس المحتلة؛ 5 إصابات منها بالغاز المسيل للدموع وتم علاجها ميدانياً، و6 إصابات منها بالرصاص المطاطي إحداها بالصدر تم نقلها للمستشفى، علاوة على إصابة برضوض باليد بعد الاعتداء بالضرب، وإصابة بحروق من قنبلة غاز.
واقتحمت 20 دورية عسكرية إسرائيلية، صباح اليوم، الحي، وباشرت بهدم ملحمة تعود ملكيتها للمواطن نضال الرجبي، بعد رفضه تنفيذ إخطار مسبق بهدمها ذاتياً.
وأطلقت قوات الاحتلال الغاز المسيل للدموع بكثافة باتجاه منازل الفلسطينيين في الحي ومحيطه لتفريقهم، وسط دعوات عبر مكبرات المساجد للتصدي لمخططات الاحتلال في تنفيذ عمليات الهدم.
#شاهد الاحتلال يطلق قنابل الغاز والصوت تزامنًا مع هدم محل تجاري في حي البستان في سلوان جنوب المسجد الأقصى المبارك pic.twitter.com/tEGMPG4dJA
— وكالة شهاب للأنباء (@ShehabAgency) June 29, 2021
وأفادت عائلة المواطن المقدسي نضال الرجبي، والتي هدمت قوات الاحتلال منشأتها التجارية، اليوم، في حي البستان في بلدة سلوان، بقيام قوات الاحتلال بنقل صاحب المنشأة إلى مستشفى "المقاصد" بالقدس، نتيجة تعرضه للضرب بالهراوات على رأسه، فيما اعتقل شقيقه وأحد أبنائه بعد تعرضهما للضرب أيضاً خلال محاولتهما منع عملية الهدم.
وقال كايد الرجبي من أقرباء نضال لـ"العربي الجديد"، إنّ "قوات الاحتلال التي كانت خرجت من محيط المنشأة المهدومة عادت من جديد إلى بلدة سلوان دون معرفة وجهتها بالضبط أو ما إذا كانت تعتزم تنفيذ عمليات هدم أخرى".
وأكد الرجبي أن عشرات حالات الاختناق بالغاز المسيل للدموع سجلت في صفوف الفلسطينيين، بالإضافة إلى أربع إصابات بالرصاص المطاطي، خلال المواجهات التي وقعت قبيل وأثناء تنفيذ عملية الهدم".
وأفاد فلسطينيون في الحي ومنهم كايد الرجبي، في حديث لـ"العربي الجديد"، بأنّ "قوة كبيرة من جنود الاحتلال رافقت طواقم البلدية ثم شرعت بالاعتداء على المواطنين بالضرب أولاً ثم إطلاق الرصاص المطاطي وقنابل الغاز، ما أوقع على الأقل 8 إصابات؛ ثلاث منها بالرصاص المطاطي، تم نقلها إلى المستشفى أما الإصابات الخمس الأخرى فكانت اختناقاً بالغاز المسيل للدموع".
وكان الفلسطينيون عبر مكبرات الصوت في مساجد بلدة سلوان، قد نادوا للتوجه إلى حي البستان والدفاع عن صاحب المنشأة التجارية ومنع عملية الهدم، قبل أن تغلقها قوات الاحتلال، وتعتدي على الفلسطينيين وتبعدهم بالقوة عن محيطه.
يذكر أنّ شرطة الاحتلال سلّمت، أمس الإثنين، بلاغاً نهائياً للمواطن الرجبي بهدم منزله ذاتياً، إلا أنه رفض تنفيذ ما ورد في البلاغ. كما سلمت آخرين بلاغات مماثلة، فيما يخشى أن تكون عملية الهدم هذا اليوم مقدمة لتنفيذ أوامر هدم لنحو 20 منزلاً كانت صدرت لأصحابها أوامر بهدمها إلا أنهم رفضوا هدمها بأيديهم.
ويقول الرجبي إنّ "عمليات الهدم التي تنفذها طواقم البلدية تكبد المواطنين مبالغ تصل إلى نحو مائة ألف شيكل (نحو 30 ألف دولار)، وفي بعض الأحيان يضطر المواطنون إلى هدمها بأيديهم تلافياً لرسوم الهدم هذه".
هدم شقة برأس العامود
في الأثناء، انتهت قوات الاحتلال، من هدم شقة سكنية تقطنها عائلة الفلسطيني فضل العباسي في شارع النعمان بمنطقة السويح من حي رأس العامود شرقي البلدة القديمة من القدس، بحجة البناء غير المرخص.
وأفادت عائلة العباسي في حديث، لـ"العربي الجديد"، بأنّ قوات الاحتلال استبقت عملية الهدم بالاعتداء على أفراد العائلة واعتقال خمسة منهم، قبل أن تعود وتطلق سراحهم، مشيرة إلى أنّ الشقة يسكنها 4 أفراد، وهم صاحب الشقة وزوجته واثنان من أبنائهما.
كذلك، أخطرت قوات الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الثلاثاء، مالكي أربعة منازل مأهولة بالهدم، لأربعة أشقاء من عائلة أبو التين، في قرية الولجة شمال غربي بيت لحم جنوبي الضفة الغربية؛ بحجة عدم الترخيص، وفق ما أفاد به الناشط الشبابي إبراهيم عوض الله، في تصريح صحافي.
اقتحام باحات الأقصى
إلى ذلك، اقتحم عشرات المستوطنين، اليوم الثلاثاء، باحات المسجد الأقصى، من جهة باب المغاربة، في القدس المحتلة، بحماية قوات الاحتلال، ونفذوا جولة استفزازية.
كما اختطفت قوة إسرائيلية خاصة تتبع لجيش الاحتلال الإسرائيلي "مستعربون"، فجر اليوم الثلاثاء، الشاب حمزة الخطيب من بلدة بلعين غربي رام الله وسط الضفة الغربية، بعد دهم منزل ذويه.
واعتقلت قوات الاحتلال، مساء الإثنين، الفلسطينيين محمد أمين دبك وشقيقه يعقوب ووالدهما أمين دبك وعرب خليل نواجعة، وذلك عقب اعتداء المستوطنين عليهم في منطقة أم القبا بالأغوار الشمالية الفلسطينية بالضفة الغربية، وفق ما أفادت به هيئة مقاومة الجدار والاستيطان الفلسطينية.